يستمر تنظيم "داعش" الإرهابي في تطوير انتهاكاته لحرمة الإنسان واستخدام تكتيكات جديدة للتصدي أمام هزائم التنظيم في العراق، حيث تأتي أحدث انتهاكاتهم بإجبار الأطفال المعاقين ذهنيا على قيادة شاحنات مفخخة، ودفعهم بالقوة إلى داخلها وتقيدهم بالسلاسل لتفجير أنفسهم وسط القوات العراقية، وذلك بعد التقدم الذي حققته القوات الأمنية العراقية في ضفة نهر دجلة خلال عملية تحرير شرق مدينة الموصل.
وفي ظل تقلص المساحات التي يحتلها "داعش" في العراق، وعدم قدرته في تجديد دمائه، بدأ التنظيم باللجوء إلى خطف النساء العراقيات "التركمنيات" وهي جماعة عراقية من أصول تركية، حيث قام "داعش" بنقلهم من آخر معاقله في شمال العراق، إلى مكان آخر في الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرته، وذلك لأهداف تخص التجارة والاستعباد الجنسي، واستخدام الأطفال منهم في العمليات الانتحارية.
واتفق محللون سياسيون على انحصار وضعف الجانب العسكري لتنظيم "داعش" في العراق، أجبره إلى الاتجاه إلى البعد النفسي للتصدي للقوى الداعمة الموجهة ضد التنظيم في العراق.
وقال الدكتور طارف فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التنظيم الإرهابي يسير الآن على مسارين أحدهما نفسي سيكولوجي بهدف هزة الثقة، كل ما له علاقة بالمد النفسي، حيث لجأ جهاز التعبئة الخاص بـ"داعش" إلى استخدام كافة السبل والوسائل التي تمكنه من صد الهجمات الموجه إليه وتعويض الخسائر والهزائم.
وأضاف فهمي، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أمس السبت، أن تركيز تنظيم "داعش" على استخدام الأطفال والنساء خلال هذه الفترة، جاء في إطار تنويع التنظيم لأدواته، ومحاولة انتقال من مرحلة العسكري والاستراتيجي إلى ضرب البعد النفسي والسيكولوجي للتأثير على أماكن تواجدهم، خلال ضرب شرائح محددة سواء كانت نساء أو أطفال أو شيوخ.
وأوضح أن تركيز "داعش" على النساء التركمان في الفترة الحالية، هي وسيلة للرد على القوى الداعمة في استهداف أو التصدي للتنظيم سواء في العراق أو سوريا، ومن ناحية أخرى يأتي تركيز "داعش" على المختطفات العراقية بهدف ايجاد أرضية في بعض المناطق، وذلك خلال تطوير أدوات التعامل مع شريحة النساء والأطفال، وتوظيفهم في اتمام كبرى العمليات الإرهابية للتنظيم، لما لها تأثير إيجابي على المقاتلين وتأثير سلبي على أنظمة المواجهة.