تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم السبت، في مقالاتهم عددا من القضايا المهمة.
ففي مقاله بعنوان (مصر تتصدى لمشاكلها)، قال الكاتب فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية)، إن من ينظر لحال البلد طوال العقود الأربعة الماضية.. ويدرك حجم الأزمات والمشاكل التي تراكمت عبر السنين يتأكد أن مصر بدأت التحدي وتتصدى لكل التشوهات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وتسير على طريق البناء والتنمية.
وأضاف أنه بالطبع لا يمكن إنهاء كافة الأزمات ولا حل كل المشاكل في وقت قصير ومن يقل غير ذلك "يضحك على الناس".. لأن التراكمات أدت إلى خراب الأخلاقيات. والذمم والنفوس. قبل الانهيار الذي أصاب الحياة السياسية.
وأكد أن البلد بالفعل يقطع مشواره الطويل نحو إيجاد حلول جذرية لكل المشاكل ولا يكتفي بالمسكنات التي تشعر من يتناولها بالراحة الوقتية لكنها لا تعالج المرض ولا تنهي الآلام.. فمصر تتصدى للأزمات بنظرة شاملة.. وتتناول كل قضية بخطة محكمة واستراتيجية ستظهر نتيجتها على فترات فهناك أزمات تنتهي قريبا.
وأشار إلى أن الدولة تسابق الزمن وتفتح كل الملفات معا وتعمل بأقصى طاقتها لإنهاء أغلب المشاكل في وقت قياسي ولكنها أحيانا تبدو كمن يسير على الأشواك. أو على "قشر بيض" تتقدم خطوة. وترجع أخرى. خوفا على المساس بمن اكتسب موقعا تحصن مع الزمن.
وقال إن الدولة كسرت كل الحواجز وعبرت ما كانت الحكومات المتعاقبة تهاب الاقتراب منه اتجهت إلى الإصلاح الاقتصادي وهى تعلم تأثيره على المواطنين.. لكنها راهنت على وعيهم وصبرهم من أجل المستقبل.. اتخذت الإجراءات بجرأة.. ورغم أن التوابع كانت قاسية على الشعب خاصة الفئات محدودة الدخل. مما أدى لتهديد استقرار الأسر التي احترقت بنار الأسعار.
وأكد أن الدولة اقتحمت مجال استصلاح الأراضي بمشروع المليون ونصف المليون فدان التي ستبدأ شركة الريف المصري تخصيص أول فدادين منها قريبا.. وما أدراك ماذا سيفعل محصول هذه الأراضي عندما يباع في الأسواق سواء خضراوات أو فاكهة أو قمح أو أرز أو فول.
وفي نهاية مقاله .. أكد الكاتب أن الحياة هى صعبة الآن.. لكن علينا التفاؤل والتمسك بالأمل.. فالنجاح الحقيقي أن يقف الشعب صفا واحدا ليبني وطنه. كما فعلت كل شعوب الدنيا بعد مرورها بأزمات.
وفي مقاله بصحيفة (الأهرام) قال الكاتب أحمد عبد التواب إنه من الممكن جدا أن تكون مارين لوبين، مرشحة اليمين المتطرف في الرئاسة الفرنسية، قد تعمدت إحداث مشكلة أمام كاميرات الفضائيات العالمية وهى ترفض الأسبوع الماضي أن يفرض عليها في دار الفتوى اللبنانية في بيروت أن ترتدي الحجاب كشرط قبل مقابلة المفتي، مما ترتب عليه إلغاء المقابلة ومغادرتها بعد أن أكدت للصحفيين بالصوت والصورة موقفها الرافض للحجاب!.
وأضاف أنه ويبدو أنها حسبت الفوائد التي تعود عليها في أوساط ناخبيها الذين يكرهون الحجاب والنقاب وكل المظاهر التي يصر عليها كثير من المسلمين في فرنسا. ولكن، يجب الأخذ في الاعتبار أن كل هذه التفاصيل محصورة في خانة ردود الأفعال ضد منطق فرض الحجاب!.
وأشار إلى أن هذه الواقعة تصلح لتبيان التناقض الكبير الذي يقع فيه كثير من المسلمين، والذي قد يراه بعضهم مؤشرا محمودا على ثباتهم على أفكارهم. فهم يصرون على أن يمتثل الزائر إلى بلادهم، خاصة النساء، بتقاليدهم، خاصة الزي، ويقولون إن هذا احترام واجب من الضيف للبلد المضيف ولشعور الأغلبية المسلمة، وليس لديهم استعداد لتقديم مرونة حتى من باب المجاملة أو الكياسة.
وقال الكاتب لكن الاستثناءات نادرة مثل عدم اعتراض فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على مقابلة لوبين نفسها دون حجاب! ولكن الآية تنقلب إلى العكس، عندما يحدث ويزور هؤلاء أنفسهم إحدى دول الغرب، ويعاندون هناك بأن من حق النساء المسلمات أن يتمسكن بأزيائهن التي لا تتماشى مع الثقافة الغربية، بل قد تتعارض مع القانون واحتياطات الأمن التي توجب كشف الهوية أمام كاميرات الأمن، وتكون حجتهم هذه المرة أن حقوق الإنسان تكفل للمرء أن يرتدي ما يشاء!.
وأكد أن هذا خلاف يزداد حدة كل يوم، خاصة أن بعض المسلمين المقيمين في الغرب قرروا أن يكونوا أكثر إيجابية، بالحض على نشر الحجاب في أوساط النساء الغربيات في بلادهن! وصارت الأمثلة تتكرر بوتيرة متصاعدة هناك بالاعتراض على ما ترتديه النساء الغربيات وهن يتنزهن في الحدائق المفتوحة أو في انتقالهن بالمواصلات العامة!.
وفي مقاله بصحيفة (المصري اليوم) .. تساءل الكاتب سليمان جودة ما معنى أن يكون القيادي الإخواني جهاد الحداد، سجينا، ثم يكتب مقالا، ثم يجد المقال مكانا للنشر في أكبر صحيفة أمريكية دون منافس، ثم يصاحبه تهليل وتكبير في عدد من وسائل الإعلام حول العالم؟!.
وقال الكاتب إن المقال عنوانه: أنا إخواني.. ولكني لست إرهابيا!.. والجريدة التي نشرته، هى "نيويورك تايمز" التي لا تنشر كلمة واحدة على صفحاتها، إلا لهدف، وإلا لسبب، والتي يعتبرها بعض قرائها أكبر صحيفة في العالم، وليس في الولايات المتحدة وحدها!.
وأشار الكاتب إلى أنه في أول زيارة للرئيس السيسي، إلى مقر الأمم المتحدة، بعد أشهر معدودة على أصابع اليد الواحدة، من مجيئه إلى الحكم، حاولت مجموعة مصرية متحمسة، نشر بيان في الصحيفة ذاتها، يوضح بعضا من الموقف السياسي المصري وقتها أمام عواصم الدنيا.. غير أن البيان واجه رفضا مطلقا، رغم أن المجموعة التي صاغته، عرضت أن يكون نشره مدفوع الثمن.. ولكن دون جدوى!.
وأكد أن النشر فيها سياسي في كل الأحوال، وليس أمرا صحفيا مجردا، ولا يتعلق بقضايا الرأي، وحق صاحب كل فكرة في التعبير عنها، دون قيود!.
وقال الكاتب إنه لا يتحدث هنا، عن ذلك الشخص الذي أخذ المقال من الحداد، في محبسه، ولا عن تلك الجهة التي سددت ثمن نشره إلى الصحيفة، ولا عن تلك الجهات التي تعهدت كلمات القيادي الإخواني بالاهتمام، حتى خرجت إلى النور.. لا أتحدث عن هذا كله، رغم أنه جدير بالالتفات إليه، وبالتفكير فيه، وفي معناه، ولكني أتحدث عن مغزى هذه السهولة التي صادفها المقال في النشر، في بلد كان ساكن البيت الأبيض فيه، ولا يزال، يرى أن جماعة الإخوان لابد أن توضع على لائحة جماعات الإرهاب!.
وشدد الكاتب على ضرورة أن نرصد أن تحولا طرأ على موقف ترامب من الإخوان، وأن ما كان يقوله عن الجماعة، في فترة ترشحه، ثم بعد فوزه، يختلف عما يصدر عنه، وعن أركان إدارته، هذه الأيام، وأن هذا التحول له أسبابه بالضرورة، ولم يهبط على الرئيس الأمريكي، في أثناء النوم، ولا في الأحلام!.
وأكد أن علينا أن نرصد، أن هذا التحول مرتبط في ظني، بأن تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا، كانت هى أول زعيم دولي يذهب للقاء ترامب بعد دخوله مكتبه بساعات!.
وقال الكاتب إن البيان الذي صدر عن لقائهما، لم يذكر شيئا عن الإخوان، ولا عن الجماعة، ولكني لا أتصور أن يكون موضوع كهذا، قد غاب عن اللقاء، ليس لأن لندن هى الموطن الدولي الأول للجماعة وفقط، وإنما لأنها كانت العاصمة التي دعمت الجماعة عند نشأتها عام 1928، ثم كانت هى أيضا العاصمة التي رعت الإخوان تاريخيا، ولا تزال ترعاهم!.
وشدد الكاتب مرة أخرى على ضرورة أن علينا أن نرصد، لثالث مرة، أن طائرة "ماى" غادرت واشنطن لتهبط في أنقرة، بكل ما يعنيه أردوغان، في هذه اللحظة، للإخوان!.. علينا أن نرصد، وأن نتعلم، وأن نعي.. ثم نتصرف!.