فى أواخر فبراير، وفى موعده السنوى المعتاد من كل عام، بدأ الأوكازيون الشتوى لمحال الملابس التى تنتشر، سواء فى المولات الكبرى أو فى أحياء القاهرة، ليمثل فرصة ينتهزها بسطاء الحال فى الحصول على ملابس لم يمكنهم شراؤها قبلًا بسبب ارتفاع أسعارها، إلا أن الحال اختلفت هذا العام، حيث قدمت محال كثيرة مشاركة فى «الأوكازيون» تخفيضات وصفها كثيرون بأنها وهمية، مما دفعهم للعزوف عن الشراء.
والبداية من شارع لبنان فى حى المهندسين، الذى تنتشر فيه محال الملابس بجميع أنواعها، وهناك التقينا زياد صالح وهو يعمل فى أحدها ويقول: «أعمل فى هذا المحل منذ ٧ سنوات، وحينما كان يأتى منتصف فبراير من كل عام وهو موعد بدء «الأوكازيون» كان المحل وقتها يمتلئ بالزبائن، مما كان يضطرنا إلى زيادة ساعات العمل لمواجهة حركة البيع لأطول وقت ممكن، لكن الحال تغيرت الآن، فلم يقبل على الأوكازيون إلا عدد محدود وأصاب الركود حركة البيع رغم التخفيضات التى وصلت إلى ٣٠٪، المشكلة الأكبر أن استمرار الركود قد يدفع أصحاب المحلات للاستغناء عن جزء من العمالة، وهو ما يخيفنى.
نفس الرأى يقوله صاحب محل ملابس بالمنطقة، ويدعى عباس الكامل فيقول: «الوضع صعب جدًا الآن فى السوق، ففى السنوات السابقة، كان الزبائن يمرون على المحل لمتابعة قطعة معينة، هل تم بيعها أم لا، وذلك بغرض انتظار الأوكازيون، الآن الوضع مختلف للغاية، فالناس يمرون حتى دون النظر، مع أننى أغرقت واجهة المحل بكلمة SALE، وإعلانات خصومات تصل إلى ٤٠٪، مع أن تلك النسبة تقتص من الربح بشكل رهيب، لكن ما باليد حيلة، فالمخازن ممتلئة بالبضاعة، ولا بد للمركب أن تتحرك.
ومن المهندسين إلى منطقة وسط البلد، حيث الحال هي الحال كما يقول عطوة السندالى، صاحب محل ملابس بشارع طلعت حرب: مضيفًا «الوضع الآن مأساوى، حيث الركود يسيطر على حركة البيع، ولا أعرف ماذا أفعل، هل أبيع بالخسارة أو أطرد العمالة أو أغلق المحل، لافتًا إلى أن الأسعار فعلًا مرتفعة على الجميع، التاجر والمشترى».
ومن أصحاب الملابس إلى المستهلكين، ومنهم عارف السيد –موظف- ويقول: «الأوكازيون» فشل فى جذب المشترين، لأنه يقدم تخفيضات وهمية، وحتى لو كانت هناك تخفيضات حقيقية، فهى تتجاوز قدرتنا على الشراء، مثلًا جاكت بـ١٢٠٠ جنيه، يباع فى الأوكازيون بـ٧٥٠ جنيهًا، هناك فرق كبير وخصم يستحق، ولكنه أكبر من قدرات البسطاء، لذلك لم ولن أقترب من محلات الملابس.
وتتفق معه ربة منزل تدعى هانم عبدالله، فتقول: المرتبات لم تزد فى حين زادت الأسعار، وهناك التزامات منها الطعام والدراسة وفواتير المياه والكهرباء.. إلخ، لذلك كل ما فعلته فى بند الملابس هو إصلاح ملابس العام الماضى عند «الترزى»، وقاطعت محال الملابس كلها.