سلاح المحامين لتبرئة
موكليهم.. دواء للبرد وساعة حريمي وفيلم الباشا تلميذ أحراز أغرب من الخيال
كبيش: من الممكن أن تغير مسار القضية
محام: تستعين بها النيابة لإثبات صحة الاتهام
الأحراز.. أحد أهم القرائن والأدلة التي يستعان بها
دومًا في إثبات صحة الاتهامات الموجهة للمتهمين في مختلف القضايا الجنائية على
الساحة، من أين تستمد تلك الأحراز وهل من الوارد تحول مسار القضايا الجنائية بسبب
خطأ ما يشوب تلك الأحراز.
"البوابة نيوز"
تكشف مصير الأحراز بعد ضبطها، وكيف يستخدمها المحامون كثغرات لتبرئة موكليهم،
وأغرب الأحراز التي واجهت وكلاء النيابة والمحامين.
القضايا الجنائية لا تخلو أحيانًا من بعض الوقائع
الطريفة المتعلقة بالأحراز، خاصةً القضايا المهمة التي تشغل اهتمام الشارع المصري
وهو ما يتمثل في الآتى:
دواء للبرد بقضية التخابر:
في جلسة السادس عشر من أبريل 2014 شهدت محاكمة
الرئيس المعزول محمد مرسى وآخرين في قضية "التخابر مع حماس"، واقعة
طريفة أثناء فض الأحراز المقدمة من النيابة العامة، حيث تم العثور على ورقة بين
الأحراز مدونًا عليها كلمة "سينريج"، وبجوارها عبارة "الدواء الأقوى
والأسرع لعلاج البرد وآلام الحنجرة، وهو الأمر الذى آثار تعجب الحاضرين بالمحكمة
وقتها.
ساعة حريمي و"باسوورد" فيس بوك بمحاكمة
المتهمين باغتيال النائب العام:
في ثالث جلسات محاكمة 67 متهمًا باغتيال المستشار
هشام بركات النائب العام الراحل، وأثناء فض أحراز القضية، كانت المفاجأة احتواء
الأحراز على مظروف داخله ساعة حريمي خاصة بالمتهمة بسمة رفعت، إلى جانب مظروف آخر
احتوى على كلمة المرور "الباسوورد" الخاصة بحساب المتهمة على موقع
التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
مقاطع دينية وجنسية في أحراز المعزول مرسي:
قدم ممثل النيابة في أحراز قضية الرئيس المعزول
مرسي، جهاز ''لاب توب'' خاص بالمتهم أحمد إسماعيل ليس له علاقة بالقضية، وكان
يحتوى على مقاطع دينية ومقاطع جنسية.
طفل يدق الهون فيديو بأحراز اقتحام قسم حلوان
في قضية "اقتحام قسم حلوان " كان من ضمن الأحراز فلاشة قدمتها النيابة العامة بها 3 صور لطفل صغير "يدق" الهون، واستغله الدفاع ليطالب ببطلان الأحراز في القضية.
"الباشا تلميذ" في محاكمة مبارك
في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس الأسبق
مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى، أثناء فرز الأحراز من قبل النيابة عرض فيلم
"الباشا تلميذ"، ما تسبب في ضحك المتواجدين بقاعة المحكمة.
من جانبه، قال الدكتور محمود كبيش، عميد كلية حقوق
القاهرة سابقًا: إن الأحراز من الممكن أن تغير مسار القضية، لأن المحكمة ينبغي أن
تطلع عليها، مشيرًا إلى أن عددا من القضايا كان بها أحراز مختلفة عما تم ضبطه بحوزة
المتهمين من البداية.
وضرب "كبيش" المثل بأن الضابط مُجرى الضبط
قد يقول في محضر الضبط أن المتهم وجد بحوزته سلاح آلي ويتضح في النهاية أنه سلاح
خرطوش، بالإضافة إلى أن الحرز ذاته من الممكن أن يكون مختلفًا تمامًا عما تم ضبطه
بمكان المضبوطات بحسب محضر الضبط، وبناءً عليه ينهار أساس الدعوى وتدخل في إطار
التلفيق.
وعن أغرب الأحراز التي شاهدها، ذكر "كبيش"
أنه في إحدى المرات فوجئ بقضية كان يترافع فيها عن أحد المتهمين، أن من أجرى تحريز
المضبوطات حرز عددًا من اللفافات الورقية على أنها مادة مخدرة، وتبين أن الضابط
نفسه تورط فى وقائع مماثلة، بعدما قام بعمل لفافات عديدة من صفحات مدرسية،
وتحريزها في حق عدد من المتهمين على أنها مواد مخدرة، وهو ما أدى في النهاية إلى
الحكم بالبراءة.
وأكد المحامي عمرو حسن أن الأحراز هي أحد أهم الأركان التي لا تستقيم بدونها القضايا، والتي تستعين بها النيابة في حق المتهمين، لإثبات صحة وقوع الاتهام، موضحًا أنه إذا لمست المحكمة خللًا في الأحراز قضت ببراءة المتهم مما أسند إليه، وهو ما يستغله المحامون في دفوعهم التي يسردونها في المرافعات عن موكليهم.
وتابع قائلًا: إن المتهم عقب إلقاء القبض عليه بعد استصدار إذن من النيابة المختصة بذلك وبحوزته المضبوطات، يتم تحريزها على الفور ومن ثم عرضها على النيابة التي تقوم بتسليمها عقب ذلك إلى المعمل الكيميائي أو مصلحة الطب الشرعي في قضايا المخدرات على سبيل المثال.