شهد العام الماضى إطلاق عيار 14 وذلك
لمحاولة إحداث انتعاشة فى سوق الذهب، بسعر 290 جنيها للجرام عند نزوله الأسواق
وقتها، ومع ارتفاع الأسعار الجنونية وصل سعره الآن إلى 393 جنيها للجرام.
ومع انخفاض قيمة الدولار وقيمة الذهب بالأسواق، خلال
الأيام الماضية، بقى الوضع كما هو عليه ليعانى سوق الذهب فى الوقت الحالى من حالة
ركود وكساد، والسبب الرئيسى الارتفاع الجنونى والمتفاوتة فى أسعار الذهب بما يفوق
القدرة الشرائية للمواطن المصرى والظروف الاقتصادية والمعيشية.
"البوابة
نيوز" أجرت جولة على عدد من محلات الذهب فى منطقة "الصاغة" بحى الحسين،
والذين أجمعوا على أن محال الذهب تعانى من حالة ركود وكساد تام بسبب الظروف
الاقتصادية والمعيشية التى يواجهها المواطن.
قال محسن حامد أحد العاملين بمحال الذهب فى الصاغة: إن
نسبة الإقبال على شراء الذهب فى السابق كانت تتعدى 70% وخاصة عيار 21 أما فى الوقت
الحالى لا تتعدى 40%، وأن عيار 14 الذى تم طرحه العام الماضى ليس جديدا بسوق الذهب
فهو يتم إنتاج مشغولات ذهبية منه منذ عام 2008 ولكنه لا يتم عرضه بالصاغة لأن
المواطنين يفضلون شراء عيار 21 وعيار18 فالأمر متوقف على ثقافة المواطن، ولكن يوجد
محلات معينة تعرض هذا العيار وتوجد خاصة فى خان الخليلى والتى يأخذها الأجانب فهم
اعتادوا على هذا العيار فى بلدهم.
وعقب العديد من الخبراء فى مجال سوق الذهب، فى البداية،
علق الدكتور وصفى أمين واصف رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام
للغرف التجارية، إن كان باقى العيارات المتداولة فى الأسواق فيها نسبة رواج تعادل
10% مما كنا عليه فى السابق فعيار 14 لا يوجد عليه أى نوع من القبول عليه ويوجد
العديد من الأسباب لرفضه ترجع إلى ثقافتنا كشرقيين فنحن نعتبر الذهب مخزونا له
قيمة وشيء من الممكن أن يسد وقت الاحتياج ونحصل من خلاله على ما تم الدفع فيه.
واستطرد: أما بالنسبة لعيار 14 قيمة الذهب به تعادل
ثلثي قيمة عيار 18، وإذا نظرنا إلى مصنعيته سنرى أنها تعادل نفس مصنعية عيار 18
وكل هذا يهدر وقت البيع وبالتالى الخسارة سوف تكون أكثر عند بيعه إذا تم مقارنتها
بالعيارات الأخرى مثل عيار 18 وعيار 21.
وأوضح "واصف"، كان عيار 14 يستخدم فى وقت
سابق للإنتاج بعض المنتجات الفرعونية يأخذها الأجانب لأنهم اعتادوا فى بلدهم على تلك
العيارات مثل عيار 9 وعيار 10 وعيار 12 وعيار 14، أما السوق المحلى لم يعتد على تللك
العيارات وبالتالى لا يوجد إقبال عليه.
وأكد أنه نظرا للحالة الاقتصادية التى تمر بها
البلاد أصبح الذهب مجرد شيء لتزين فقط، بل ويمر بحالة لم يمر بها من قبل كساد
وركود فلا يوجد بيع ولا شراء.
بينما قال صلاح عبدالهادى سكرتير شعبة الذهب فى الغرفة
التجارية: إن عيار 14 قد تم طرحه فى العام الماضى ويضم موديلات جذابة وشبابية
وبالرغم من ذلك لا يوجد رواج له إو إقبال شراء من قبل الزبائن حتى الآن، ويرجع هذا
السبب إلى أنهم غير مستوعبين الفرق بين عيار 14 والعيارات الأخرى بجانب أن الأسعار
المتذبذبة أدت إلى كساد وركود فى سوق الذهب.
ومن جانبه، عقب رفيق عباسي، رئيس شعبة الذهب فى اتحاد
الصناعات المصرية قائلا، إن القدرة الشرائية للمواطن المصرى لا تقوى على شراء
الذهب حتى بعد انخفاض قيمة الدولار وقيمة الذهب بالأسواق، وبالتالى تعانى أسواق
الذهب الآن من كساد وركود تام والحل الوحيد للخروج من تلك الأزمة هو أن المواطن
المصرى يكون لديه قدرة شرائية للشراء ولن تتحسن إلا بتحسن الظروف الاقتصادية
المصرية، موضحا: للأسف نحن نحتاج المزيد من الوقت للمرور من هذه الأزمة.
وأكد "رفيق" أن الأمر غير متوقف على عيار بعينه
ولكن أن الإقبال على جميع العيارات متوقف على القدرة الشرائية للمواطن المصرى حتى وإذا
انخفضت قيمة الذهب فى الأسواق، بجانب لكى يتم إنتاج الذهب باختلاف نوع العيار
يتكلف مبالغ طائلة والظروف الاقتصادية الآن لا تسمح بذلك لوجود فروق كثيرة فى صناعة
الذهب.
وتابع: "كمثال: عيار 24 ذهب خالص لا يحتوى على أى
نوع من معادن ويصعب تشكيله مقارنة بباقى الأعيرة التى تحتوى على معادن مختلفة مثل
الزنك والنحاس والنيكل، فنسبة الذهب بالأعيرة هى التى تحدد فارق السعر بين كل عيار
وآخر وجميعها تحتفظ بقيمتها عند البيع وكل هذا يتوقف على استطاعة المواطن المصرى على
الشراء".