كشفت مصادر من داخل الجماعة الإسلامية أن
قادة الجماعة يستعدون لإطلاق مبادرة خلال الأيام القادمة للتقريب بين أطراف المشهد
السياسي في مسعى لحل الأزمة السياسية التي تمر على البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقالت المصادر التي رفضت ذكر اسمها أن
المبادرة لن تكون الأولى، حيث سبقتها ثلاثة مبادرات أخريات، غير أن جميعها لم تلق استجابة
من أحد، وشدد على أن الجماعة مصرة على لعب دور المصلح لأنها ترى أن استقرار المشهد
لن يكون إلا من خلال التهدئة والصلح بين كافة الأطراف بما فيهم الإخوان.
ولفتت إلى أن المبادرة ستتضمن "عشرين بندًا أهمها إحالة كل من تورط في أعمال إرهابية إلى القضاء ليبت في أمره، على أن ترسل المبادرة إلى كافة الأطراف بما فيهم الإخوان والأحزاب السياسية للوصول إلى نقاط التقاء".
وأوضحت أن ذلك سيكون دور حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.
يشار إلى أن الحزب تم تهميشه منذ الإطاحة بحكم الإخوان مع باقي أحزاب الإسلام السياسي.
من جانبه، أكد صلاح هاشم، أحد مؤسسي الجماعة
الإسلامية وعضو مجلس شورتها، في تصريح له لـ"البوابة" على هذه المبادرة،
واعتبرها مجهودا محمودا من قبل الجماعة لإحداث تحول في المشهد.
ولفت إلى أن الجماعة طالما لعبت دور التقريب
منذ أن تصالحت مع الدولة في التسعينيات، ووجدت أن مصلحة الوطن ليس في التفجير ولكن في
التفاهم.
وحمّل "هاشم" مسئولية فشل المبادرات
السابقة التي طرحتها الجماعة إلى تعنت كل الأطراف بما فيهم الإخوان، مرجحًا أن تختلف
المعاملة مع المبادرة المرتقبة بعدما قلت فرص الإخوان في العودة، وفشلت كل السبل التي
كانوا ينتهجوها في السنوات الأخيرة.
وأوضح أن للجماعة الإسلامية تحفظات على
الإخوان وتصرفاتهم ومواقفهم لكنها لا تريد أن تعلن ذلك في الإعلام، حفاظًا على ما تبقى
من الجماعة، ولاعتبارات الأزمة التي تمر بها، وتسببت في إحداث انشقاقات ضخمة.
وتحفظ في الحديث عن من يتحمل الأزمات الداخلية
في جماعة الإخوان وتحولها إلى كيانين (قيادات وشباب)، معتبرًا أن ما يسمى بـ"اللجان
النوعية" الإخوانية مثل: المقاومة الشعبية، لواء الثورة، حركة سواعد مصر
"حسم"، يتحمل مسئوليتها كافة أطراف الجماعة، محذرًا من تطور عملها نحو منحنى
أكثر خطورة.
ورجح أن الجماعة الإسلامية تأمل أن تكون
هذه الأزمات دافع للإخوان للتجاوب مع مبادرتها على أن يكون التواصل مع جبهة القيادات
الممثلة في القائم بأعمال المرشد العام للجماعة محمود عزت، لاعتقادهم بأنها المسيطرة
حتى الآن على التنظيم.
وشدد على أن هذه المبادرة ليست محاولة
لإنقاذ الإخوان كما أن الأزمة الراهنة للبلاد ليس أزمة الإخوان بل أزمة وطن مشتت منذ
أكثر من ثلاث سنوات.
وطرحت الجماعة الإسلامية مبادرات ثلاث،
آخرها كانت في سبتمبر 2016 وعرفت بمبادرة "خطوة للوراء"، إذ طالبت الجماعة
كافة الأطراف بالعودة خطوة للخلف ومراجعة الحسابات في سبيل التوصل إلى نقاط اتفاق.
وحملت المبادرة اسم "نداء عاجل من أجل إنقاذ وطن"، إذ دعت فيها الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، إلى "عقد مؤتمر وطني من أجل التوصل إلى مصالحة شاملة".
وعن تصور الحزب لهذه المصالحة، دعا رئيسه الدكتور نصر عبدالسلام في أحد اللقاءات الإعلامية، كلا من جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحالي في مصر إلى "العودة خطوة إلى الخلف، وعدم التشبث بالحلول الصفرية التعجيزية، وتقديم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار أو مصلحة ضيقة دون فرض شروط مسبقة من شأنها إدخال المصريين في دوامة المزايدات".