استكمالًا لمقالنا السابق، والذى تناولنا فيه بعض الصور الحية لبطولات أبناء القوات المسلحة، الذين استشهدوا أو أصيبوا فى عمليات «حق الشهيد» بسيناء، تصديًا للإرهاب والإرهابيين، وذلك من خلال الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين لقواتنا المسلحة، وهى جزء يسير من كمّ هائل من البطولات، لم تخرج للنور حتى الآن، ونأمل أن يُفرج عنها فى أقرب وقت، ويتم توثيقها من خلال مؤلفات وأفلام تكون فى متناول الجميع، لتعرف الأجيال الحالية والقادمة حجم التضحيات التى قُدمت من أجل الحفاظ على هذا الوطن. كما كان لحديث اللواء أركان حرب محمد فرج الشحات، مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، أثر كبير، لأنه حديث علمى مدعم بالحقائق والأرقام وليس مجرد كلام حماسى أو إنشائى، الأمر الذى يعطى لنا جميعًا الطمأنينة بأننا نسير فى الطريق الصحيح لاقتلاع الإرهاب من جذوره، وهى المرة الأولى التى يتحدث فيها، فاستعرض الخطوط العريضة للاستراتيجية الشاملة التى تتبناها القوات المسلحة فى محاربة الإرهاب ومحاورها الثلاثة الرئيسية، والتى تبدأ -كما جاء بعرضه- برصد وتتبع شبكات الإرهاب، وتفكيك قواعد الدعم، وتجفيف منابع التمويل، وإحكام السيطرة الكاملة على المنافذ الخارجية للدولة، وتأمين الحدود على كل الاتجاهات الاستراتيجية، بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المعنية بالدولة، والمحور الثانى الذى تمثل فى تنفيذ حملات ومداهمات لأوكار الإرهاب بالتعاون مع الشرطة المدنية وأهالى سيناء الشرفاء فى إطار عملية «حق الشهيد» لاقتلاع الإرهاب من شمال سيناء، أما المحور الثالث وهو البدء فى مشروع التنمية الشاملة فى سيناء للارتقاء بالأوضاع المعيشية لأهل وأبناء سيناء، حتى يتم القضاء على البيئة والمناخ اللذين يغذيان أعمال الإرهاب والتطرف، وأوضح الصعوبات التى تواجهها القوات المسلحة، نظرًا لحرص قواتنا المسلحة على عدم المساس بالأبرياء من المدنيين، وتعمد الإرهابيين إلى الفرار للمناطق ذات الكثافة السكانية للاختباء، ورغم كل هذه الصعوبات، فإن قواتنا نجحت فى استهداف العناصر الإرهابية، الثابت منها والمتحرك، مما أفقد تنظيم أنصار بيت المقدس توازنه والقضاء على ٥٠٪ من العناصر القتالية شديدة الخطورة بتصفية ٥٠٠ إرهابى وضرب البنية التحتية للتنظيم بالقضاء على ٢٥٠ هدفًا سواء تمثل فى مخابئ أو مناطق تجمع أو مخازن أسلحة أو ذخائر أو احتياجات إدارية، ١٣٠ عربة، وتم تدمير العديد من الأنفاق، وجار تدمير الباقى الذى لم يتم اكتشافه من خلال الأجهزة المتقدمة، هذا بخلاف المضبوطات المتنوعة، حيث تم ضبط ١٠٢٥ طنًا من المواد المتفجرة والمواد ثنائية الاستخدام بمجرد وصولها لبعض الموانئ المصرية بمناطق إمبابة وكفر الشيخ وبورسعيد والخانكة وعين الصيرة، التى يستخدمها الإرهابيون فى صناعة العبوات الناسفة، وتم إفشال محاولتهم للاستيلاء على المواد ثنائية الاستخدام المتوافرة بالأسواق المحلية، سواء الأسمدة الزراعية أو حمض الكبريتيك ونترات الأمونيوم وكربيد كالسيوم من خلال تشديد الرقابة والقبض على العديد من الشبكات، سواء التى كانت تعمل فى جلب وتهريب الدوائر الكهربائية ومعدات فنية ومعدات أعمال الغطس، وكذلك التشكيلات العصابية التى كانت تقوم بتوفير الدعم المادى واللوجيستى سواء شركات للصرافة أو محلات المصوغات أو شركات سياحية تجاوز عددها ١٠ شركات، كانت تقوم بتلقى مبالغ مالية طائلة من بعض الدول المتورطة فى دعم الإرهاب، وبلغت المبالغ حوالى ١١٥ مليون جنيه، والتى كشفت عنها التحقيقات والاعترافات، وكذلك القيادات الإخوانجية التى تقدم المساعدات لهذا التنظيم والتنظيمات الإرهابية بأسمائها المتعددة، والتى تعد بمثابة الجهاز العسكرى السرى لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، سواء تخزين أو نقل أو تصنيع المواد الكيميائية اللازمة لتصنيع العبوات الناسفة.
كما نجحت قواتنا المسلحة فى رصد العناصر الإرهابية بإحدى المناطق الجبلية بجنوب مدينة أسيوط، واستهدافهم، مما أسفر عن قتل ٧ أفراد وانفجار مخزن متفجرات، والعثور على كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة، وهذا جزء من كل، وما خفى كان أكبر وأعظم، وهذا يظهر مدى الجهد الذى تبذله قواتنا المسلحة، بالتعاون مع رجال الشرطة وأجهزة الدولة الأخرى فى مكافحة الإرهاب والإرهابيين، وأنهم يسهرون ليلًا ونهارًا من أجل الحفاظ على أمننا وأمن الدولة، ويقدمون أرواحهم فداء لنا كما يبين مدى تراخى الأنظمة المتوالية السابقة على سلطتنا الوطنية الحالية فى تنمية سيناء منذ عودتها لحضن الوطن عقب تحريرها بانتصار أكتوبر ١٩٧٣، فإذا كان نظام المخلوع أهمل وتراخى، مما حولها إلى مرتع للتنظيمات الإرهابية بسبب انشغاله فى توريث ابنه حكم مصر، وهذا لا يقل خطورة على ما أقدم عليه الرئيس المعزول محمد مرسى، والدليل على ذلك دور حماس وهذه التنظيمات الإرهابية فى اقتحام السجون المصرية، مستغلة ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ والإفراج عن العناصر الإرهابية الذين كانوا على ذمة قضايا وهروبهم، وكانوا هم اللهو الخفى القاتل للثوار وساعدوا فى وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم وإعلان المعزول عن استعداده لاقتطاع أجزاء كبيرة من سيناء لإقامة الدولة الفلسطينية، وفى عام ٢٠١٣ تم اتصال المعزول بمحمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى، زعيم تنظيم القاعدة، يطالبه بزيادة العمليات الإرهابية ضد الجيش المصرى فى سيناء، وتم رصد مكالمة تليفونية بين المعزول محمد مرسى وأيمن الظواهرى زعيم القاعدة يطالبه بإرسال ٣٠٠٠ إرهابى لمحاربة الحكومة فى سيناء، وحث زعيم القاعدة أتباع التنظيم على اختطاف الأجانب والغربيين فى مصر، كما قام المعزول بإطلاق المحبوسين على ذمة قضايا الإرهاب من أعضاء التنظيمات المسلحة فى سيناء فى عام ٢٠١٢ وإرسالهم لسيناء، وكان طبيعيًا التصريح الذى أعلنه القيادى بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجى من على منصة رابعة، بأن العمليات الإرهابية ستتوقف فى سيناء فى الوقت الذى يتم فيه التراجع عن إعلان يوليو ٢٠١٣، وعودة الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان للحكم.
ونقولها بملء الفم، لا تصالح مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتنظيمات الإرهابية التى خرجت من بطنها، ونعم للتنمية الشاملة لسيناء والتى تجرى على قدم وساق من خلال الأنفاق العديدة التى يتم ربطها بجسم الوطن، ومشاريع البناء والتنمية العملاقة.. وإننا لمنتصرون بإذن الله.