محمد ابن الأسير هشام حرارة، له قصة تختلف بعض الشيء عن أقرانه من أولاد الأسرى تواصلنا معه خلال ملفنا " أنا ابن البطل "، وعلمنا منه أنه تعرض لحرق كبير فى يده بعد أسر والده بأيام، وهو ما جعله يخوض تجربة البقاء فى المستشفى بعيدا عن عطف والده ومواساته، فيحكى عن هذه الأيام ويقول: «لما شفت بابا كنت زعلان كتير كان فى حاجز بينى وبينه وبعد معاناة كبيرة من الجيش والتفتيش سمحولى أدخل لبابا لأن عمرى خمس سنين، وقتها استمر لفترة ينظر لأيدى، وكان الجندى ينظر إلينا بنظرات غريبة».
ويكمل: «وقتها حضنى بابا وأخذ يقبلنى وحكالى أنى اشتقتلك وبحبك وقولتله وأنا كمان اشتقتلك، وبعدين بابا شاف إيدى اللى انحرقت تانى يوم من اعتقاله وصار يسألنى عن السبب، وكان مستغرب من اللى حصل فى إيدى وخايف عليّ، حكيتله إنه بعد ما اعتقلت انحرقت، ونمت بالمستشفى فصار يقولى إن شاء الله بتصير إيدك حلوة مثل ما كانت وأحسن كمان».
وعن أمنيته لحظة خروج والده من السجن قال: «إن شاء الله أول ما يطلع بابا من الأسر وأول ما أشوفه راح نسجد إحنا الاتنين مع بعض سجدة شكر لله، وإنه استجاب لدعوتى، وأنا دايما بدعيله بالمسجد، وأقول: يا أرحم الراحمين فك أسر بابا عن قريب، وبعدين هاسلم عليه وأحضنه قدام كل الناس وأقوله خليك عندنا وأنا كتير بفتخر فيك، لأنك تحملت كل ظلم، وأكيد الهدية اللى محضرهلك يوم ما تطلع بالسلامة هيا المصحف لأنه كل يوم بقرأ منه وبدعيلك وبقلك يا بابا اشتقتلك، وبدى ترجع تعيش معانا بنفس البيت لأنى تعبت من بعدك، وأنا كتير مش حاسس بالأمان بالدنيا من غيرك».
وعن شعوره ببطولة والده، حكى لنا أحد المواقف الذى جعلته يفتخر بوالده، فقال: «أحلى موقف شعرت بيه إنى فخور لما الأستاذ حكالى يا محمد بكرة الشهادة جيب بابا معاك، وهات حلويات عشان أنت جبت تقدير امتياز، أنا فرحت إنى جبت امتياز بس حزنت إن بابا مش معايا فى هادى اللحظة، وقلتلو إن بابا أسير، بعدين الأستاذ حكالى إنت ابن بطل، وإن شاء الله بتشوف بابا عن قريب، وبحب أحكى لليهود حسبى الله ونعم الوكيل فيهم، لأنهم حرمونى من بابا».
وتقول زوجة الأسير هشام حرارة فى تصريح خاص للبوابة نيوز: «ابنى محمد أكثر طفل متعلق بأبوه، ويوم تسجيله بالمدرسة كان كل الأطفال بصحبة آبائهم، إلا هو كان مع أخيه الأكبر، وكان دايما بيحكيلى «ليش يا ماما بابا ما بيجى المدرسة علشان التسجيل أو حتى يسأل عنى؟!»، كنت أحكيلوا إنه بكره بيجى بابا ويسأل عنك».
وتكمل: «هذا السؤال كان يكرره دائمًا، وكنت أحكيله أنا عن قصص الأسرى وقت خروجهم من السجن كيف يستقبلونه الأهل بالاحتفالات وأقول له إنه وقت خروج بابا راح نستقبله، ونعملوا احتفال، وهيجى المدرسون إلى مدرستك يسلموا عليه ولازم تفتخر عشان بابا بطل».
وعن أكثر المواقف الصعبة التى مرت على محمد ووالدته تقول: «أكتر شىء عانيت فيه مع ابنى محمد لما كان أبوه فى العزل الانفرادى أول يومين تعرض محمد للحرق فى إيده، وكان الحرق صعبًا، ونام بالمستشفى وبقيت أنا على هذا الحال ستة شهور للعلاج بالمستشفى، كان دايمًا يسألنى لما يشوف مريض مع أبوه: ليش ما بيجى بابا معايا؟ كنت أجاوبه أنه: بكره بتقوم بالسلامة، وبتحكى لبابا أنا كنت أتعالج فى المستشفى».
للرجوع لباقى الملف من هنا