«أنا ريماس ابنة الأسير منتصر سقف الحيط، عمرى 6 سنوات، اعتقل بابا وكان عمرى 4 سنوات، كنت فى الروضة، وكان بابا كل يوم يوصلنى بنفسه، ولما اعتقل صرت أنزل لحالى، والكل يعطف عليّ ويقولوا يا حرام أبوها مسجون».. بتلك الكلمات بدأت ريماس حديثها معنا خلال ملفنا " أنا ابن البطل " عن بدايات اعتقال والدها الأسير منتصر سقف الحيط الذى يقبع حاليًا بسجن النقب.
تقول ريماس: «أتعجب من نظرات العطف تلك، فلماذا ووالدى بطل، يكفى أنه تحدى إسرائيل وما خاف منها».
وعن زياراتها لوالدها تقول: «أكره السجن والزيارات ولكن حينما نحصل على تصريح للزيارة نشعر كأن الدنيا كلها عيد، وبنحتفل فى البيت جميعنا رغم أن يوم الزيارة متعب جدًا، فأقل ما يقال عنه إنه «رحلة عذاب»، لكن فى الوقت الذى نرى فيه «بابا»، ويسمحولنا بالدخول عنده وأحضنه بنسى كل تعبى».
«دائمًا ما أرى الأطفال من حولى يتباهون بآبائهم وخصوصًا فى أوقات الفسح، وقيام آبائهم بشراء الألعاب لهم، وكمان وقت العيد بيكون الموقف صعب، لكن أنا لا أشعر بالغيرة، لأن والدى أيضًا يقوم بإرسال رسائل لى كتير حلوة، وكمان وعدنى بهدايا كتير حلوة»، هكذا أجابت ريماس حين سألناها عن إحساسها بفقدان والدها بسبب الأسر.
وتابعت: «أول ما يخرج بابا من السجن، كل حياتنا هاتتغير، يكفى أننا راح ننام من غير خوف، كمان لما أتعب حلاقى بابا يركض على الدكتور، ولما يكون جاى على بالى شى راح أطلبو من بابا أنا كتير بحب بابا».
أما عن رسالتها لإسرائيل، فتقول: «اليهود الله ينتقم منهم اللى حرمونى أعيش أحلى أيام حياتنا مع بابا حبيبى، وأنا بفتخر أنى ابنة أسير وبابا بطل».
وتقول زوجة الأسير منتصر سقف الحيط: «أنا زوجة أسير حكم عليه بـ٤ سنوات، عندى طفلان كانا وقت السجن، الأولى ريماس كانت فى عامها الرابع والثاني جهاد كان فى عامه الثانى، وطبعًا كان اعتقال زوجى كأنه حلم، فجأة شعرنا بوحدتنا أنا وطفلتان بدون أى أمان ولا حماية، وكانوا أطفالى بيبكوا محتاجين أبوهم فى الوقت الذى كنت أنا فيه مصدومة لأن القصة انتهت وما فيش أى حل ولا أى خبر يطمن قلبنا أنا وأطفال».
وتكمل: «أسئلتهم عن والدهم دائما تتكرر والإجابات واحدة لا تتغير فباستمرار يسألونى: وين راح؟ متى هيرجع؟ ساعات بصبر وأيام بيكون فيها خوف وبكاء بسبب الأسئلة، كما أنى أحاول أن أستدرك الأمور وأطلب من الأولاد الدعاء ومناجاة الله فى ساعات الفجر».
وعن أصعب أنواع العذاب تقول: «الزيارة هى أصعب أنواع العذاب، فهناك دوامة اسمها معابر وتفتيش، ورغم كل ذلك العناء نجد أنفسنا فى حرمان من الزيارة بعد ما نوصل على باب السجن، ويسألونى أطفالى: ليش رجعونا، وما خلونا نشوف بابا؟ أقول لهم إنه باختصار رفض أمنى، لكن عمرهم ما يفهموا معنى كلمة الرفض الأمنى، ومع كل هذا أولادى وأنا صابرين، فأنا بكل فخر زوجة أسير بطل موجود فى سجون الاحتلال، ولا نملك إلا الدعاء والصبر والحمد لله».
للرجوع لباقى الملف من هنا