علق الشاعر محمد
الشحات محمد، على انتشار تطبيق "صراحة" بشكل واسع على مواقع التواصل
الاجتماعي، قائلا: من منا لا يعشق الصراحة، ويهمه آراء الآخرين فيه بصراحة، ولعلها
تكون النصيحة والتقييم والتقويم، ومن منا لا يناور أحيانا بحجة تسييس الأمور أو
الترميز إن لم يكن خوفا من البطش أو لظروف خاصة؟
وأضاف محمد: أن إشكالية الموازنة بين النقيضين تحتاج
إلى مقدرة وثقافة تجمع بين التراث والمعاصر والتجريب المحلق في عوالم تتجاوز
الواقع والتصورات الذهنية أو الحساسية العامة للمجتمع، ولأن هذه المقدرة لا تتوفر
في عدد كبير من المثقفين، ومن ثم في العوام، فسيكون صعبا على معظمهم الموازنة أو
حتى المواربة والمقاربة بين البدايات، فما حال النهايات.
وتابع: أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية
والمعارك العالمية الملونة جعلت الكثيرين يهربون إلى العالم الافتراضي ومواقع
التواصل الاجتماعي، ويكسرون الثوابت، ويخلطون بين الكينونة والمفاهيم، بل ومنهم من
يعيش خلف الشاشة بشخصية مناقضة تماما لشخصيته في الواقع، ما يجعله تنفيسا عن فوضى
أصابت كبد الحقيقة، وأثارت الفضول نحو البعيد من وجهة نظرهم.
وتابع: لأن الصراحة راحة، والراحة تبعد كثيرا كلما
زادت الفوضى وتولى الروبيضة مقاليد الحديث، واختل ميزان العدالة وهلكت منظومة
التعليم، وانتشر الفساد، فقد سقط الباحثون عن الصراحة ضحية التقليعات التجارية،
ومن هذه التقليعات "تطبيق صراحة" الذي عرف مدخل الناس في هذه الآونة، وطلب
نشر الآراء بصراحة مجانية لفترة ما حتى يشتريه أحد رجال الأعمال بعد ذلك ليكون
بمقابل مادي أو يكون أداة استخباراتية جديدة.
وواصل: لأن التوتر النفسي والانفلات الأخلاقي بحاجة
إلى إعادة ضبط ومراجعة، فقد زاد عدد المشتركين في هذا الموقع حتى أصبح الموقع
الأشهر عربيا، وليس عالميا بسبب التهافت وغياب الوعي، مع الآراء والتعليقات
المنشورة مستثمرين فرصة إخفاء الاسم، ما يؤكد سطوة التعتيم واعتياده بعد تكراره
حتى أصبح سلوكاً واقعيا تنعكس صورته على مرايا الفضاء الافتراضي، وإن كان ذلك لن
يستمر طويلاً.