قال سليل شيتي، الأمين
العام لمنظمة العفو الدولية: إن عام 2016 كان بالنسبة لملايين الناس، عام بؤس وخوف
مستمر، لأن حكومات وجماعات مسلحة انتهكت حقوق الإنسان بشتى الوسائل، وأصبح العالم
مكانا أشد قتامة وأقل استقرارا.
جاء ذلك فى كلمة تقديمية لتقرير المنظمة السنوى، الذى
أكد أن إسرائيل تصدرت قائمة الدول الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان فى 2016، بحسب
التقرير السنوى لمنظمة العفو الدولية الصادر أمس، ويغطى 159 دولة، وجاء فيه أن
سلطات الاحتلال قتلت 110 فلسطينيين بشكل غير قانوني، فضلا عن حبس الآلاف من دون
محاكمة، وارتكاب أعمال تعذيب وهدم بيوت واستيطان.
وقال التقرير: إن هناك أطفالا بين الذين تعرضوا
للتعذيب ووضعوا قيد الاعتقال الإداري، وأن أساليب التعذيب تضمنت الضرب والتكبيل
المؤلم والحرمان من النوم.
وقال سليل شيتي،
الأمين العام للمنظمة العفو الدولية: "شهد عام 2016 استخدامًا بغيضًا لخطاب
تقسيم البشر إلى معسكرين متضادين (نحن) و(هم)، بما ينطوى عليه من إلقاء اللوم على
الآخرين، وبث الكراهية، ونشر الخوف، وساد هذا الخطاب على مستوى العالم بشكل لم
يسبق له مثيل منذ ثلاثينيات القرن العشرين. ويلجأ كثير من السياسيين إلى الرد على
المخاوف الاقتصادية والأمنية المشروعة باستغلال سياسات التمسك بالهوية على نحو سام
وانقسامي، فى محاولة لكسب أصوات الناخبين".
ومضى سليل شيتى قائلًا: "لقد أصبح تأجيج الخوف
والانقسام عنصرًا خطيرًا فى الشئون الدولية، فمن دونالد ترامب فى الولايات المتحدة
إلى فيكتور أوربان فى المجر، ومن رجب طيب أردوغان فى تركيا إلى رودريجو دوتيرتى فى
الفلبين، يتزايد عدد السياسيين الذين يقولون عن أنفسهم إنهم ضد المؤسسة التقليدية
ممن يتبنون برامج سامة، تقوم على ملاحقة جماعات كاملة من البشر، وتجريدها من
إنسانيتها، وجعلها كبش فداء".
ونوه سليل شيتى بأن "سياسات شيطنة الآخر
السائدة فى الوقت الراهن تروِّج بلا حياءٍ لفكرة، مفادها أن هناك بشرًا أدنى
إنسانيًا من غيرهم، وهو الأمر الذى ينزع الصفة الإنسانية عن جماعات بكاملها من
البشر، وتنطوى هذه الفكرة على خطر إطلاق العنان لأسوأ ما فى الطبيعة البشرية من
طباع".
وحذِّر الأمين العام لمنظمة العفو الدولية من أن عام
2017 سوف يشهد استمرار الأزمات الحالية، التى تتفاقم من جراء الافتقار إلى قيادة
عالمية فى مجال حقوق الإنسان على الساحة الدولية التى تتسم بالفوضى، وهو الأمر الذى
يبعث على الإحباط ويوهن العزائم.
وتعليقًا على ذلك، قال سليل شيتي: "مع مطلع عام
2017 تواصل دول كثيرة من أقوى دول العالم سعيها لتحقيق مصالح وطنية ضيقة على حساب
التعاون الدولي، وهذا الوضع يهدد بدفعنا جميعا إلى عالم أكثر اضطرابًا وخطرًا".