تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن جوهر رسالة الإسلام يحمل الخير والسلام للإنسانية جمعاء، فهي رسالة الأديان والرسالات السماوية كافة، مؤكدًا أن الأزهر يمثل القلعة العلمية العالمية للوسطية والاعتدال، ويبذل جهودًا حثيثة على كافة الأصعدة داخل مصر وخارجها من أجل أن ينعم العالم بالأمن والسلام وتسوده قيم التسامح، ونبذ العنف، وقبول الآخر، والعيش المشترك، ولا سيما في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البشرية.
وأضاف شومان خلال كلمته في افتتاح أعمال ندوة "دور الأزهر والفاتيكان في مواجهة ظواهر التعصب والتطرف والعنف"، أن هناك ثوابت لمرجعية للأزهر الشريف تتمثل في أن الإسلام دين يحترم كل الديانات والرسالات، ويقدر ثقافة الشعوب والأمم المختلفة، فإسلام المرء لا يكون صحيحًا إلا إذا آمن بالرسالات السماوية جميعًا؛ حيث يقول تعالى" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله".
وأوضح "شومان" أن أول هذه الثوابت، أن الإسلام يأمر أتباعه بالبر والقسط لمن خالفهم في العقيدة؛ حيث يقول تعالى" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين"
وتابع: ثاني هذه الثوابت أن اختلاف الدين لا يسوِّغ ظلمَ الآخر أو التضييقَ عليه أو تحقيرَه أو التقليلَ من شأنه، والمسلم وغير المسلم في ذلك سواء، ولقد أرسى الإسلام علاقة خاصة بين المسلمين والمسيحيين بشكل خاص، فأقوال الرسول وأفعاله الواردة في كتب الحديث والسير والتي توصي بمعاملة غير المسلمين معاملة حسنة، أكثر من أن يتسع لها هذا المقام.
وأضاف أن ثالثها هو حرص الأزهر على التواصل مع غير المسلمين داخل مصر وخارجها، وتبادل الرؤى والأفكار معهم بما يحقق الأمن والسلام للبشرية كافة، ولعل خير شاهد على ذلك تلك التجربة المصرية الفريدة المتمثلة في "بيت العائلة" والتي أصبحت نموذجًا يحتذى في العالم أجمع؛ لما حققته من إنجازات ونجاحات، وكذلك مركز حوار الأديان، إضافة إلى جولات الإمام الأكبر العالمية، ومنها زيارته التاريخية للفاتيكان ولقاؤه قداسة البابا فرانسيس.
وشدد "شومان" على رفض الأزهر أي أقوال أو أفعال تصدر عن بعض الجهلاء أو أصحاب المصالح والأهواء بما يؤدي إلى تأجيج الفتن، وتزكية النعرات العرقية أو الطائفية أو المذهبية، وإشعال فتيل الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، مؤكدا أن التعددية واختلاف الناس لغةً وفكرًا وثقافةً وعقيدةً، طبيعةٌ إنسانية ومبدأٌ مقرر في الشريعة الإسلامية.