الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رفيق جبور.. من دبلوماسي أرستقراطي إلى صفوف العمال والفلاحين «9»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وقفنا فى الحلقة السابقة عند ما يمكن اعتباره نهاية الكتابة عن هذه الشخصية الأسطورية «رفيق جبور»، والتى بدأت برسالة ابنه «روفائيل» حكى فيها مسيرة أبيه، وانتهت بالحكم بترحيله من مصر، ومن ثم رحيله، ما أثار الظنون بمؤامرة لاغتياله، لكن الكتابة بالنسبة لى لم تنته، ففى غمار البحث المضنى فى تاريخ يصعب تعقب وثائقه، عثرت على نسخة أصلية لقرار الاتهام الذى أصدرته النيابة العامة، وحول بموجبه «رفيق جبور» هو ورجال الفوج الثانى من المقاتلين اليساريين، الذين حاولوا إعادة بناء الحزب بعد أن قام سعد زغلول بحله استجابة لضغوط الاحتلال، والسراى، والقوى الرجعية، سواء فى صفوف الوفد أو خارجه؛ إلى قاضى الإحالة بمحكمة مصر الأهلية.
وأعتقد أن نشر هذه الوثيقة كاملة لا يحفظ نص وثيقة هامة فقط، وإنما هو وسام تحية يعلقه كاتب مثلى فحص نضالات «رفيق جبور» وتتبعها وأعجب بسيرة الرجل، ومسيرته، وشجاعته، وجرأته، وحتى اندفاعه الثورى على صدر هذا المناضل الأممى الشجاع.. ونقرأ. 
«نحن.. رئيس نيابة مصر: 
قرار اتهام مقدم من النيابة العمومية لحضرة قاضى الإحالة بمحكمة مصر الأهلية فى القضية الجناية رقم ٨٢٧ شبرا سنة ١٩٢٥. 
تتهم النيابة العمومية.. رفيق جبور ٤٣ عاما، مولود بجبل لبنان، محرر بجريدة (النظام).. وآخرين.
بأنهم فى المدة بين ٦ أكتوبر سنة ١٩٢٤ الموافق ٧ ربيع أول سنة ١٣٤٣، و٣٠ مايو ١٩٢٥ الموافق ٧ ربيع أول سنة ١٣٤٣ بمدينتى مصر والإسكندرية. 
أولًا: اتفقوا اتفاقا جنائيا بأن اتحدوا مع آخرين غيرهم على ارتكاب الجنايات والجنح الآتية «جنايات القتل العمد ونشر الأفكار الثورية المغايرة لمبادئ الدستور المصرى الأساسية، وتحبيذ تغيير النظم الأساسية للهيئة الاجتماعية بالقوة والإرهاب، وبوسائل أخرى غير مشروعة المنطبقة على المادة ١٩٤، ١٥١ فقرتى «٢» و«٣» من قانون العقوبات وجنح انتهاك حركة ملك الغير المنطبقة على المواد من ٣٢٣ إلى ٣٢٧ من قانون العقوبات وقد حرضوا جميعا على الاتفاق الجنائى المذكور وأداروا جميعا حركته. 
ثانيًا: اشتركوا فى اتفاق جنائى الغرض منه ارتكاب جريمة تأليف عصابة من العمال، وصغار الفلاحين، لمهاجمة طائفة من السكان، وهى الجناية المنطبقة على المادة ٨٠ من قانون العقوبات وقد حرضوا جميعهم على الاتفاق المذكور وتدخلوا فى إدارة حركته. 
ثالثًا: نشروا وهم متفقون جميعا على ذلك أفكارًا ثورية مغايرة لدستور الدولة المصرية، وحبذوا تغيير المبادئ الأساسية للهيئة الاجتماعية فى البلاد المصرية، بالقوة والإرهاب، وبوسائل أخرى غير مشروعة، وذلك علنا بطريق بيع وتوزيع كتب، وجرائد، وعبر النشرات، والمقالات، والوسائل الأخرى، تحوى أمورا وأفكارا تخالف مبادئ الدستور المصرى الأساسية ومن شأنها تغيير نظام الملكية الفردية المقرر فى دستور الدولة، واستبداله بنظام شيوعى بطريق الثورة والقوة والتهديد. وذكر فيها أن النظم التى يسعون لها أفضل من النظم الحالية، وأنها حرية أن تحقق، وأنه يجب العمل والسعى لتحقيقها، وقد ألفوا لهذا الغرض حزبا سموه الحزب الشيوعى المصرى التابع للشيوعية الدولية الثالثة. وقد عمل ذلك الحزب على مقتضى شروط تلك الدولية، وبناء على تعاليمها التى ترمى إلى إلغاء الملكية الفردية. ومصادرة الأملاك من أصحابها وحجزها عنهم وغير ذلك، بطريق القوة والتهديد والطرق الأخرى غير المشروعة، وأخذ الحزب المذكور بنشر دعوته الضارة المذكورة بالطرق العلنية المختلفة المبينة آنفا بين العمال والفلاحين وغيرهم.. تحريرا فى ٨ سبتمبر ١٩٢٦ - رئيس نيابة مصر.
وتبقى بعد ذلك سيرة ومسيرة وتفاصيل أخرى موحية بالدور والغاية فى النشاط والحيوية فى سبيل تحقيق مبادئه التى آمن بها، ودافع عنها حتى آخر رمق لوطن أراد المزيد من الأنشطة الجماهيرية والفكرية التى شهدتها مصر فى هذه الفترة التى كانت فيها الحركة اليسارية المصرية بشكل أو بآخر تحت قيادة «رفيق جبور».
- د. رفعت السعيد تاريخ اليسار المصرى ١٩٢٥ - ١٩٤٠، أربع طبعات. 
- د. رفعت السعيد الصحافة اليسارية فى مصر ١٩٢٥- ١٩٤٨، خمس طبعات. 
- «المبادئ الاشتراكية»، ترجمة من الفرنسية محمد صديق عنتر إبريل ١٩٢٥، المطبعة العربية - القاهرة.
ولا يزل لدينا ما نقوله عن رفيق جبور ومجلة «الحساب». 
فإلى لقاء.