دعا البابا فرنسيس اليوم الثلاثاء إلى تغيير جذرى فى النهج تجاه المهاجرين وقال: إنه ينبغى استقبالهم باحترام وندد "بالخطاب الشعبوى"، الذى قال إنه يؤجج الخوف والأنانية فى الدول الثرية.
ولم يخص البابا -الذى يدافع عن قضية المهاجرين منذ توليه منصبه فى عام 2013- بلدا بعينه بالانتقادات، لكن كلماته قد تلقى صدى فى الولايات المتحدة -حيث علقت المحاكم أمرا تنفيذيا للرئيس دونالد ترامب يمنع استقبال الوافدين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة- وفى أوروبا التى ما زالت تعانى من تدفق جماعى لأكثر من 1.3 مليون مهاجر ولاجئ منذ بداية عام 2015.
وقال البابا فى كلمة مطولة أمام مؤتمر بشأن الهجرة فى روما: إنه ينبغى عدم نبذ المهاجرين باعتبارهم منافسين بلا قيمة وإنما يجب استقبالهم "باحترام لائق ومسئول" لاسيما الذين يفرون من الحرب.
وأضاف "فى مواجهة هذا النوع من الرفض النابع من الأنانية والذى ضخمه الخطاب الشعبوى.. ما ينبغى فعله هو تغيير فى النهج لتخطى حالة اللامبالاة ولمواجهة المخاوف بنهج ترحيب سخى بهؤلاء الذين يطرقون أبوابنا، وحققت الأحزاب القومية المناهضة للمهاجرين مكاسب فى عدد من الدول الأوروبية من بينها إيطاليا وفرنسا وهولندا التى أطلق فيها السياسى المعادى للمسلمين خيرت فيلدرز يوم السبت حملته لانتخابات الشهر المقبل بالتعهد بحملة على "الحثالة المغاربة".
وقال البابا: "ينبغى لنا فتح وتأمين قنوات إنسانية آمنة لهؤلاء الذين يفرون من النزاعات والاضطهاد المروع والذين يقعون عادة فى قبضة منظمات إجرامية ليس لها أى وازع."
وأضاف أن الدول تتحمل "مسئولية أخلاقية" لمساعدة المنفيين وطالبى حق اللجوء والعمال المهاجرين وضحايا الاتجار بالبشر وحتى المهاجرين فى "أوضاع غير منظمة" فى إشارة على ما يبدو للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق.
ورفعت بعض المدن الأمريكية دعاوى قضائية للطعن على أمر ترامب التنفيذى الذى يوجه الحكومة الاتحادية بمنع التمويل عن المدن التى تتبنى سياسات حماية لمثل هؤلاء الأشخاص، واقتبس البابا فرنسيس من إعلان الاستقلال الأمريكى القول إنهم جميعا يمتلكون "حقوقا غير قابلة للمصادرة".
وأضاف "الدفاع عن حقوقهم غير القابلة للمصادرة وضمان حرياتهم الأساسية واحترام كرامتهم هى واجبات لا يمكن استثناء أحد منها".