قال الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، إن الكتاب المقدس ينصف المرأة ويعطيها المساواة الكاملة مع الرجل فى كل الأمور والموضوعات، وإن تطبيق المؤسسات الدينية يخل بهذا الأمر بسبب الثقافات المختلفة فى البلدان التى دخلتها المسيحية، وأضاف:
«هناك بعض الآيات تُفسر بشكل خاطئ لصالح المجتمع الذكوري، مثل أن المرأة وعاء وهى سبب الخطيئة، وأنها غير مقدسة للتبوأ بمناصب أو وظائف كنسية مثل وظيفة الكاهن أو القسيس، لكن الأديان فى جوهرها تجعل الرجل والمرأة على قدم المساواة أمام الله وفى العبادة، والخدمة وكل الوظائف الكنسية بلا استثناء».
وقال القس نصرالله زكريا مدير المكتب الإعلامى بالكنيسة الإنجيلية، إن المسيحية فى جوهرها ألغت كل ما شاب التفسيرات الطبقية، والمجتمعية التى تفرق بين الذكر والأنثي، حيث يعلن الكتاب المقدس منذ بدايته فى سفر التكوين، أن الله خلق المرأة معينا نظير الرجل، وأضاف: «يتوقف بعض الشراع والمفسرين على أن المرأة قصد لها أن تكون معينا، وهذه تفسيرات بعيدة عن هدف النص الكتابي، حتى أن العهد الجديد يعلنها أنه لا فرق بين الذكر والأنثى فى المسيحية، وقد كانت المرأة فى القديم قائدة، وملكة رغم البعد الثقافى والحضارى لتلك المجتمعات التى نظن أنها كانت متخلفة، فلا مانع أن تكون المرأة قسا بحسب النصوص الكتابية الدينية ولا بحسب الظروف المجتمعية والحضارية، فقد كانت المرأة فى مكان متقدم وقيادى فى كل الأزمنة السالفة».
وتابع زكريا: «الكنيسة الإنجيلية فى لبنان سترسم سيدتين كقساوسة فى الكنيسة، وهذا يؤكد ضعف الحجج الواهية التى يعتمد عليها البعض فى رفض تعليم كتابى يؤكد أن الرجل والمرأة واحد أمام الله وأن الإنسان ما هو إلا رجل وامرأه».
وقال الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، إن الله عندما خلق الإنسان ذكرا وأنثى معا فلا فرق بينهما، وكلمة أن الله ينظر إلى النفس ليس إلى الشكل ولا إلى الجنس، فالنفس ليس ذكرا وليس أنثى لذلك نرى حتى العهد الجديد خاصة كلام الرسول بولس، حينما قال إن الرجل رأس المرأة لم يقصد أن الرجل أفضل من المرأة أو أن المرأة أقل من الرجل فالكلمة فى اللغة اليونانية الأصلية تعنى أنه نظام ترتيبي، حيث إن كل شخص ذكر أو امرأة يقوم بدوره مكملا للآخر بديلا عندما وضع فكرة الجسد الواحد لم يفرق بين اليد والعين والقدم ولكن لكل عضو وجزء فى جسم الإنسان يكمل عمل الآخر.
يذكر أن السيدة اميل زكى، تعتبر أول سيدة مصرية تتقدم بطلب الرسامة قسا إنجيليا بعد أن أنهت دراستها اللاهوتية سواء فى مصر أو الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن وافق مجمع القاهرة الإنجيلى الذى تنتمى إليه برسامتها، اعترض البعض وتم تأجيل الموضوع، فاستخدمت كل الطرق للاعتراض على هذا القرار منها القانونية داخل الكنيسة ومنها العامة مما دفعها إلى تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وأطلقت عليها «أنا أؤيد رسامة المرأة قسا» وقالت فيها إنها شاركت فى أحد المؤتمرات الدولية التى يجتمع فيها، أكثر من ٤٠ دولة لمناقشة تأثير حركة الإصلاح على شهادة الكنيسة فى مجالات التعليم والتحول الاجتماعى والسياسي.
تم هذا من خلال دراسة واقع الكنيسة الحالى وتأثيره فى الأربعين دولة، وعليه وضعنا معا إستراتيجية لاستمرارية تأثير الكنيسة فى المرحلة القادمة أينما وجدت الكنيسة.
وأضافت «اميل» أن مشاركتى مع هؤلاء القسيسات شجعنى وألهمنى وعلمنى الكثير عن استخدام الله لخدمة المرأة حول العالم، وتساءلت: «هل لدينا قراءة جيدة لاحتياجات كنيستنا الحالية وإستراتيجية واضحة لمستقبل الكنيسة تشمل استثمارًا جيدًا لدور المرأة فى كل خدمات الكنيسة؟».
وتابعت: «العالم سبقنا فى قرار رسامة المرأة قسًا فى البلاد الشرقية، والبلاد غير المسيحية، وحتى البلاد التى تطغى عليها ثقافة الأبوية والذكورية، ونحن الإنجيليين المصريين-أصحاب الإصلاح-تأخرنا كثيرًا.
إلى متى ننتظر؟ المجتمع المصرى يراقبنا متحيرا، أنطبق ونحيي لاهوتنا المصلح وعقيدتنا الإنجيلية التى أذعناها فى كلمات كثيرة من منابرنا وكتاباتنا عبر السنين؟ أم نغير كلماتنا للتماشى مع شكل حياتنا؟».
واختتمت بالقول: «إن لم نقتنع ونصدق عن يقين أن المرأة شريك حقيقى فى الإرسالية، وأن تحقيق هذه الإرسالية يتطلب تأكيدا كنسيا مجتمعيا رسميا لدور المرأة فى الكنيسة، فلا نلوم مجتمعنا إذا احتار فينا، ولا نلوم العالم إذا سبقنا وانفصلنا عنه».
تشغل قضية المرأة فى المسيحية أذهان الكثيرين وكل طائفة من الطوائف المسيحية، تراها بشكل مختلف فحرصت «البوابة» على معرفة صورة المرأة فى المسيحية من منظور كنيسة «الإخوة» وهى الكنائس الأكثر تشددًا فى الطائفة الإنجيلية، فظلت ولسنوات عديدة تشيد عازلا مصنوعا من الخشب ما بين الرجال والسيدات داخل الكنيسة، واليوم لا يسمح للمرأة بلباس الذهب، ولا بد أن تجلس فى الكنيسة بغطاء يعلو رأسها، ولا تتزين بأدوات التجميل ولا طلاء الأظافر.
ويقول إسحق إسكندر، راعى كنيسة الإخوة بالجيزة : «لم يساو الإنجيل بين الاثنين فى التكوين الجسمانى ولا فى ما يترتب على الاختلاف الجسمانى من اختلاف بيولوجى واختلاف عاطفي تماما، كما لم يساو بينهما فى كيفية خلق كل منهما، فآدم جُبل من تراب، وحواء جُبلت من ضلع آدم».
وعن مفهوم صمت المرأة فى الكنيسة، قال المقصود ليس صمتا مطلقا عن الكلام بعينه، كالكلام مع جارتها فى المقعد، بل الصمت عن الكلام المذكور فى قرينة النص، يقول النص عن الرجال «ليتكلم اثنان أو ثلاثة» أى يعظ اثنان أو ثلاثة، وبعدها مباشرة، لتصوت نساؤكم فى الكنائس لأنه ليس لهن أن يتكلمن أى نوع من الكلام، فالمقصود هنا الكلام السابق المذكور فى الآية التى تسبقها أى كلام الوعظ.
لأنه لو كان المقصود أن تصمت المرأة حتما ومطلقا، لفُهم من ذلك أن صوتها عورة والحقيقة غير ذلك.
ويضيف معنى عبارة «لستُ آذن للمرأة أن تعلم ولا أن تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت، أنه لا يصح أن تكون المرأة متسلطة سواء فى الأسرة أو فى الكنيسة، وكذلك الرجل لا ينبغى أن يتسلط، ولما كان التعليم يحمل توجيها معينا ويقود فى اتجاه معين، أى أنه تعليم موجه، وحيث إن القيادة والتوجيه هو من أحد جوانبه نوع من التسلط أى التحكم لذلك فإن التسلط والتحكم والتوجيه هو للمسيح فقط أو من ينوب عنه.
وعما إذا كان الرسول بطرس يسمى المرأة بالإنشاء الأضعف وهل هذا يفيد الرجل أفضل من المرأة، قال: «كل يفيد العكس لأنه يطالب بإعطائها كرامة تتناسب مع مركزها فى المسيح المساوي للرجل» فيقول «معطين إياها كرامة كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة» هذه الكرامة لا لأنهن الإناء الأضعف، فإن كان الرجل ضعيفا أمام التحديات الكونية، فالمرأة أضعف من جانب واحد هنا وما هو؟ هو احتياجها العاطفى فهى لا تتساوى مع الرجل فى احتياجاتها الجنسية، وإنما احتياجاتها أكثر من الرجل للعاطفة، لذلك فهى أضعف حيث إنها أضعف من هذه الناحية، فإن الكرامة التى يحرض الرسول بطرس الرجال على منحها للمرأة، إنما لإشباع هذا الاحتياج.
ولذلك فإن الرسول بولس يضيف فى رسالته لأهل «كوريثوس» ما يفيد هذا المعني، «وهو تكميل كل طرف للطرف الآخر فى إشباع احتياجاته بقوله، لأنه كما أن المرأة هى من الرجل هكذا الرجل أيضا هو بالمرأة» فهى منه وهو بها.