السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أسوان غارقة في "المجاري".. والمياه تقتحم المنازل

«البوابة» تحقق: بلد الآثار والذهب تعوم فى مياه الصرف

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعيش أهالى قرى مركزى «أدفو» و«كوم أمبو» بمحافظة أسوان مأساة حقيقية حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، شرد أكثر من 600 أسرة، بعضها يعيش فى العراء، بعد أن أصبحوا مهددين بانهيار مساكنهم عليهم فى أى وقت من جراء الخطر الداهم الذى يعيشون فيه، وهو ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
«البوابة» تجولت فى قرى «السماحة وعمرو بن العاص ووادى الصعايدة» بمركز «أدفو» و«الخفية، زرزارة، البيارة» بمركز «كوم أمبو» لرصد تلك الظاهرة الخطرة. فور وصولك إلى هذه القرى تستقبلك رائحة مياه الصرف الصحى، التى تملأ الشوارع، وتحيط بالمنازل، وسط طوفان البعوض والناموس والحشرات الزاحفة، فضلًا عن تلوث مياه الشرب بالديدان والطحالب، وانتشار أمراض الفشل الكلوى والكبد الوبائى بين الأهالى.
حرمان 239 كفرًا ونجعًا من الصرف الصحى.. وتصدع المنازل بسبب ترسيب المياه الأزمة بدأت أواخر حكم «مبارك».. وحجة 
المحافظة والحكومة: «الميزانية غير كافية» المتضررون يهجرون منازلهم وقراهم مجبرين.. ويعانون من الفشل الكلوى وأمراض الكبد

21 قریة محرومة من الصرف الصحي
٢١ قرية فى مركز «أدفو»، تضم ٢٣٩ كفرًا ونجعًا، محرومة من الصرف الصحى، وتغرق فى مياه المجارى، وتتصدع منازلها من ترسيب المياه، وتنتشر الأمراض الوبائية بين أهاليها، دون وجود أى اهتمام أو عناية من المسئولين، رغم الشكاوى المتكررة، على مدار الشهور والسنوات الماضية.
ويحكى حامد سالم، مدير الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، تفاصيل القصة، ويقول: «الأزمة بدأت منتصف ٢٠١٠، حينما تم إدراج ٢١ قرية فى أسوان لم تدخلها شبكات الصرف ضمن خطة مشروع البرنامج الانتخابى للرئيس الأسبق حسنى مبارك، إلا أنه تم وضع برنامج تنفيذى للمشروع على الورق فقط، وتوقفت كل المشروعات وتبخرت أحلام الأهالى فى دخول شبكات الصرف الصحى إلى شوارعها».
ويشير إلى أنه مع الإعلان عن موازنة العام المالى ٢٠١٦-٢٠١٧ كانت الصدمة فى اعتماد ٢٥ مليون جنيه لتغطية احتياجات مشروعات الصرف الصحى فى ٤ قرى إلى جانب مشروعات محطات المياه والصرف الصحى فى «كوم أمبو»، على وعد أن يتم توفير اعتماد إضافى فى الميزانية، مضيفًا: «رغم مرور سنوات، إلا أن الموازنة لم تضع فى أولوياتها إنقاذ قرى عمرو بن العاص والسماحة والشهامة، والتى تعد الأكثر فقرًا فى أسوان من كارثة محققة».

«عمرو بن العاص» تغرق فى المجاري
البداية من قرية «عمرو بن العاص»، التابعة لمركز «أدفو»، والتى يقطنها أكثر من ١٥٠٠ نسمة، وتبعد عدة كيلو مترات عن معبد أدفو، وهى آخر نقطة حراسة مصرية على الحدود النوبية، والعاصمة الثانية فى مصر العليا أيام الفراعنة.
ورغم أنها تتبع مدينة سياحية، أو هكذا كان المفترض، إلا أن ما رصدته عدسة «البوابة» يكشف عن معاناتها من مشكلات عديدة، فالصرف الصحى يغرق غالبية بيوتها، ما تسبب فى هجرة بعض قاطنيها عن تلك البيوت التى تآكلت أساساتها وسط المياه المحيطة، فضلًا عن انتشار العديد من الأمراض والأوبئة كالفشل الكلوى بسبب المياه الملوثة التى يعتمد عليها سكان القرية.
إن بحثت عن وسيلة مواصلات إلى القرية، لن تجد سوى عربة «كارو»، فى مسافة من المركز إلى القرية تستغرق أكثر من ساعة، وذلك من خلال طرق غير ممهدة للسير، وفور وصولك تستقبلك أعداد لا حصر لها من البرك والمستنقعات، والتى تحتاج معها لأن «تسبح حتى تصل لمنازل القرية»، بحسب قول أحد الأهالى.
ترصد عيناك وأنت تتجول بين مياه الصرف رجلًا مسنًا يحاول مع أولاده نزح هذه المياه التى وصل ارتفاعها إلى نحو نصف متر، وتخطت باب بيته الصغير، وامتدت إلى أرجاء البيت الذى شيد على طابق وحيد وأرضى.
وقف الابن الصغير ويدعى «كامل» يلهو فى مياه الصرف، بينما كانت أمه تحمل ما تمكنت من حمله من فرش المنزل فى يديها، ووقف الأب ونجلاه يحاولون نزح المياه، وقال الوالد واسمه «محمد فرج السيد»، ملوحًا نحو سريره الغارق وسط المياه داخل المنزل: «مجبرين ننام وسط الصرف الصحى، ولنا رب كريم يحفظنا من الأمراض».
حاولنا أن نقنع طفله الصغير بخطورة اللهو فى مياه الصرف، فبادرت والدته بالقول: «خايفين عليه من المرض.. إحنا ملناش حد يسأل علينا، ولو حد تعب بيموت عندنا، لأن سيارات الإسعاف لا تستطع الدخول إلى القرية الغارقة فى الصرف»، مشيرة إلى أن أقرب وحدة إسعاف يستغرق الوصول إليها ساعة بالدراجة البخارية، والتى يجبر صاحبها الأهالى على دفع ٢٠ جنيها.
ويقول «عبد الرحمن محمد»، ٤٠ عامًا، إن هناك خطًا للصرف الصحى، يمر بالقرب من بعض القرى، لكن لا توجد مواسير لإيصال المياه إلى المنازل بحجة ضيق اليد، مضيفًا: «خط الصرف قريب من القرى، لكن نحن محرومون منه»، مشيرًا إلى أن محافظة أسوان والمجلس المحلى يتحججان بعدم وجود ميزانيات، وشركات المياه تلقى المسئولية على المحافظة.
ونوه إلى أن غرق المنازل فى الصرف الصحى لم يجلب الأمراض فحسب، بل إن سيارات الإسعاف كانت منذ نحو شهرين تحاول الدخول لنقل مريض إلى المستشفى، ولم تتمكن من الدخول، نظرا لارتفاع منسوب المياه، ما جعل أهله ينقلونه على دراجة بخارية إلى أول القرية، ليستقل عربة الإسعاف، وهو ما أدى إلى تأخير نقله، ولفظ أنفاسه الأخيرة فى الطريق، واستكمل: «هناك حالات كثيرة تموت بسبب لدغ العقارب والثعابين، وصعوبة وصول المسعفين إلى القرية».

الموت صعقًا في قریة «السماحة»
ومن «عمرو بن العاص» إلى قرية «السماحة»، حيث تقول الحاجة أم عبد الله: «شاربين المرار كله من ١٢ سنة»، لافتة إلى أن القرية تفتقر إلى مياه الشرب النظيفة منذ ١٢ عامًا، وناشدت الرئيس عبد الفتاح السيسي: «من حقنا أن نشرب مياها نظيفة قبل أن نموت عطشا، أو ربما من المرض، لأنه لا يوجد إسعاف أو مستشفى قريب من القرية، ولا أحد يستطيع الوصول لإسعاف أى مريض، ولا نملك سوى إيجار عربة كارو بـ ٢٠ جنيها إلى أقرب وحدة صحية، والتى تبتعد عن القرية مدة لا تقل عن ساعة ونصف الساعة».
وتضيف الحاجة أم شيماء: «الدولة لم تعترف بحقوق القرى الفقيرة فى الحياة، وتركتنا وسط الثعابين والبرك والمستنقعات ومياه الصرف الصحى داخل المنازل». سألناها عن كيفية النوم وسط تلك الرائحة والمياه التى أغرقت المنزل فقالت: «أهالى القرية يتجمعون فى بيت واحد لم تصله المياه يوما أو اثنين، إلى أن يغرق، فننتقل إلى بيت آخر».
وأشارت إلى أن مياه الصرف تطاردهم وتتسبب فى انتشار البعوض الذى يسرق النوم من أعينهم، مضيفة: «تآكلت أساسات المنازل، وأصبح أغلبها آيلًا للسقوط، ولجأ العديد من السكان إلى بناء بيوت أخرى بعد احتلال المياه لمنازلهم، أو هجرة بيوتهم، بل هجرة القرية بأكملها».
وتابعت: «المشكلة أن مياه الصرف تلامس العديد من الأسلاك الكهربائية العارية بأعمدة الإنارة، نظرا لارتفاع منسوبها، ما يهدد الأطفال الذين يمرون على العديد من البرك والمستنقعات الملاصقة لهذه الأعمدة بالصعق، فكابلات الكهرباء غارقة فى المياه ومن ثم تصعق المار بجانبها».

تدمیر الأراضي الزراعية
خسائر قرى «وادى الصعايدة» التابعة لـ «أدفو» أيضًا من مشاكل الصرف الصحى لا تحصى، ووصل الأمر إلى غرق مساحات كبيرة من الأراضى، وتعذر زراعتها بعد غرقها بمياه الصرف الصحى والزراعى.
وحمل المنتفعون بمشروع «وادى الصعايدة»، وتحديدا فى قريتى «عمرو بن العاص» و«الإيمان»، وزارتى الزراعة والرى، مسئولية تعرض أراضيهم ومساكنهم للغرق بفعل المياه الجوفية التى غمرتها، بسبب الأخطاء الهندسية القاتلة فى ترعة المشروع الرئيسية، والتى تحتاج إلى نحو ٥٠ مليون جنيه، لإعادة تبطينها وإنشاء قواطع للصرف الزراعى، خاصة أن منسوبها أعلى من القرى، ما أدى إلى تسرب المياه إلى المناطق المنخفضة طوال ٢٠ عاما هى عمر المشروع حتى الآن.
وقال عادل أبوالشيخ، عضو مجلس المدينة، إنه تقدم بأكثر من شكوى، لكن بدون جدوى، لافتًا إلى تلف نحو ٨٠٪ من زراعات قرية «الإيمان»، وتعرض مساكن قرية «وادى الصعايدة» للانهيار.
وأوضح أن تهرب الوزارتين المنوط بهما الإشراف على المشروع، وهما «الزراعة» و«الري»، من المسئولية، هو السبب الرئيسى فى تفاقم هذه المشكلة المركزية، والتى لا تتبع مباشرة للمحليات، مشيرًا إلى أن إصلاح عيوب الترعة الرئيسية يحتاج إلى دعم مالى كبير وعاجل لإنشاء شبكتين مستقلتين للصرف الزراعى والصحى وتبطين الترعة لوقف تسرب المياه إلى المساكن والأراضى الزراعية المختلفة.
وأضاف: «قليل من الاهتمام بهذا المشروع الذى يضم ٥ قرى لشباب الخريجين بمساحة ٣٠ ألف فدان من الممكن أن يعود بإنتاج زراعى سيكون له مردود على الناتج القومي».
وفيما رفض أى مسئول بمديرية الرى فى أسوان التعليق على شكاوى المواطنين، قال وليد شعبان، مواطن بالقرية: «لم يشعر المسئولون بحجم الكارثة التى تحيط بأهالى القرى الغارقة فى الصرف الصحي»، لافتًا إلى أن هذه المعاناة يعيشون فيها منذ ٢٠١٠.
وأوضح أن الأزمات التى يعانون منها تتمثل فى هجرة الأهالى للقرى خوفا على حياتهم، والزراعات فى طريقها للدمار، فضلًا عن اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب، ما يجعل الأهالى عرضة للأمراض الخطيرة، والتى انتشرت بينهم، خاصة أمراض الكلى والفشل الكلوى، خاصة أن الأهالى مجبورون على شرب المياه الملوثة، مضيفًا: «لا يوجد بديل آخر أمامنا غير مياه الشرب المخلوطة بالصرف الصحى، أو الانتظار ١٥ يوما لمرور بائع جراكن المياه، ولا نستطيع شراء سوى جركن أو اثنين لأن ثمن الجركن ٢٥ جنيها».

«الصحة»: میاه الشرب غیر صالحة
الدكتورة امتياز حسونة، عضو مجلس نقابة الأطباء، حذرت محافظة أسوان والحكومة، من أنهم على وشك كارثة حقيقية، إذا لم يتحركوا لإنقاذ أهالى قرى مركز «أدفو»، خاصة قرى «وادى الصعايدة» من الإصابة بالفشل الكلوى والأمراض السرطانية، بسبب عدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الآدمى.
وأوضحت أنه رغم صدور تقرير من وزارة الصحة يؤكد عدم صلاحية مياه الشرب للاستخدام الآدمى فى قرى «وادى الصعايدة» وهى «عمرو بن العاص، الشهامة، السماحة، الأشراف»، إلا أن محافظة أسوان لم تتحرك، وتركت الأهالى محاطين بالأمراض والأوبئة من كل ناحية.
وأشارت إلى أن انتشار مرض «الملاريا» بواسطة البعوض فى قرى مركز «أدفو» كان إنذارا للمسئولين، لكنهم اكتفوا بالتصريحات الوردية عن نجاح الحكومة فى السيطرة على المرض، دون القضاء على المصدر الرئيسى لانتشار الأوبئة وهى البرك والمستنقعات الناتجة من غرق القرى فى الصرف الصحى لسنوات عديدة.
أما المهندس رفعت إسماعيل، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان، فقال إن المشكلة الرئيسية بالمشروع تختص بالترعة الرئيسية للرى، ولا دخل للشركة بها، نافيا أن تكون مياه الشرب غير صالحة للاستهلاك الآدمى، ضاربا بكل شكاوى أهالى القرى المتضررة عرض الحائط.
واستند «رفعت» فى تصريحاته إلى وجود عينات يتم أخذها من المحطة مرتين أسبوعيا وتخضع لتحليل المعمل الرئيسى بالشركة، وفى حالة وجود أى عطل بها يتم الدفع بسيارات ذات فناطيس حسب الاحتياجات المطلوبة.
وأكد الدكتور أحمد حسين - رئيس لجنة «مصر العطاء» بنقابة الأطباء، والذى أجرى جولات ميدانية عديدة بقرى أسوان، بهدف نشر التوعية من الأمراض التى تحوط بهم من كل جانب - أن الأهالى هجروا قرية «عمرو بن العاص» بسبب انعدام الخدمات، رغم وجود وحدة صحية وطبيب مقيم بها مغترب من الدقهلية، مضيفًا: «القرية محاصرة بالمياه الجوفية ومنها الوحدة الصحية، ويعيش الأهالى فى برك من مياه الصرف والمياه الجوفية».
وأشار إلى أن استقرار مياه الصرف الصحى تتسبب فى انتشار الناموس والبعوض، واللذين ينقلان الأمراض القاتلة كالالتهاب الكبدى الوبائى والفشل الكلوى والتيفود وغيرها من الأمراض، كما أن تلوث مياه الشرب وسوء حالتها تسبب فى ظهور أمراض عدة كالفشل الكلوى، وهو المرض الأكثر انتشارًا بالقرية، كما ينتشر وبكثرة الالتهاب الكبدى والتيفود.
وتابع: «الأهالى يشترون مياه الشرب من متعهد يأتى للقرية يومين أسبوعيا، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل مواصلات، وعدم وجود مصارف للمياه الجوفية، وغياب الخدمات والوحدات الصحية التى تعانى الإهمال، ولا يستطيع أحد دخولها نتيجة انتشار الزواحف بمحيطها».

قرى «كوم أمبو» نفس الحال
يعانى أهالى قرى مركز «كوم أمبو» كذلك من عدم توصيل الصرف الصحى، واستمرارهم فى الاعتماد على البيارات القديمة، التى تتسبب فى العديد من الأمراض، ويتم رى الأراضى الزراعية بمياهها، الأمر الذى جعل محافظة أسوان فى أزمة مستمرة بسبب عدم إنهاء أعمال الصرف الصحى بها بعد تقليص الميزانية وتوقف الاعتمادات أكثر من مرة.
ولا يختلف الحال كثيرًا فى قرى «كوم أمبو»، ومنها «الخفية، زرزارة، البيارة»، والتى تعانى هى الأخرى من عدم وجود وحدات صحية، وعدم وجود صرف صحى أو صرف للمياه الجوفية التى ارتفع منسوبها، ما جعل البيوت تتصدع، بالإضافة إلى عدم وجود مركز شرطة بقرية «الخفية».
ويقول الحاج إبراهيم السيد، ٥٠ عامًا، إن معظم قرى «كوم أمبو» لا يوجد بها صرف صحى، وجزء منها بدأ فيها المشروع وتم ردمه مرة أخرى دون أى أسباب واضحة، مشيرا إلى أنه تقدم بالعديد من الشكاوى إلى المحافظة، ولم يتلق... سوى مسكنات من المسئولين تارة بالحل قريبا وتارة بانعدام الأمل بسبب قلة الاعتمادات المالية، ورفض شركة المقاولات إكمال العمل بالمحطة، بعد أن توقف الدعم المالى.
ولا تزال قرى «وادى الصعايدة» التابعة لمركز «أدفو» وقرى مركز «كوم أمبو» تعانى من أزمة الصرف الصحى، رغم وعود المسئولين بحل تلك المشاكل، ولا يزال الوضع كما هو عليه، رغم وعود محافظ أسوان بزيارة قرية «عمرو بن العاص» هناك، للوقوف على مشاكل الأهالى عن قرب والتعرف على مطالبهم.
الغريب أن هذه القرى مرصود لها موازنة لإنشاء محطة لمياه الشرب، وتم البدء فى تنفيذها منذ ٧ سنوات، لكن لم يتم حتى الآن استكمالها لأسباب مجهولة. عندما صدر قرار إنشاء تلك المحطة، تم تخصيص مساحة ٨ أفدنة و١٨ قيراطًا لإقامة المشروع عليها بتكلفة ٢٠٠ مليون جنيه، ويؤكد أحد الأهالى أنه عندما سألوا المسئولين المحليين عن سبب عدم استكمال المشروع رغم البدء فيه من سنوات عديدة، كانت حجتهم أن هناك نقصا فى الاعتمادات المالية المطلوبة لإنهاء المشروع.
من جهته، قال اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، إن هناك خططا لتنمية القرى الأكثر فقرا فى المحافظة، لكن يتطلب ذلك دراسة لتخصيص ميزانية كافية، مشيرا إلى أن بعد القرية عن مرشح مياه الشرب بـ ٧ كيلو مترات، هو سبب المشكلة، بجانب ارتفاع منسوب المياه الجوفية والصرف الزراعى.