بالنسبة لغيره كان مجرد جامع قمامة وظفه تنظيم الدولة الإسلامية لتنظيف شوارع مدينة الموصل العراقية لكن الحقيقة هي أنه كان يرشد عن المتشددين.
وعلى مدى أكثر من عامين خاطر الشاب البالغ من العمر 24 عاما بحياته لتقديم المعلومات عن مواقع المتشددين للقوات العراقية التي نجحت أخيرا في إخراجهم من الشطر الشرقي للمدينة في يناير كانون الثاني.
ويقول الشاب الذي يساعد قوات الأمن الآن في رصد الخلايا النائمة "لم يكن هناك من يعرفني. أنا أعرفهم (المتشددين) كلهم شخصيا".
وقتل كثير من المتشددين أو اعتقلوا أو هربوا خلال المعارك التي استمرت ثلاثة أشهر لكن بعضهم حلقوا لحاهم وعادوا للاندماج وسط المدنيين على أمل تفادي رصدهم.
وفي الوقت الذي تهاجم فيه القوات العراقية مقاتلي الدولة الإسلامية في غرب المدينة تشن أجهزة الأمن عملية مختلفة في الشرق ستحدد إن كانت الموصل ستنعم بالاستقرار في المستقبل أم أن أجواءها مهيأة لحملة جديدة للمتشددين.
وسيتوقف النجاح كثيرا على التعاون بين قوات الأمن والسكان وهم الأقدر على رصد المتشددين الذين يختبئون بينهم.
وقبل أن يجتاح التنظيم الموصل في صيف 2014 كان العديد من السكان يشعرون بالغضب تجاه أجهزة الأمن التي اعتبروها فاسدة وتفتقر للكفاءة.
وقال اللواء المسؤول عن عملية الرصد والذي طلب عدم نشر اسمه "لا نريد تكرار أخطاء الماضي. كانت هناك أخطاء من الجانبين. لم يكن الناس يتعاونون مع أجهزة الأمن."