منذ ظهورها الأول فى عالم الغناء من خلال أغنية «واحشنى بجد صحيح»، رأى كثيرون أن صوتها نسخة «طبق الأصل» من الفنانة شيرين عبدالوهاب، وهو ما رفضته بشدة، مؤكدة أنها تغنى منذ صغرها، وأن «شيرين» هى من تشبهها وليس العكس. إنها المطربة «سمية درويش»، التى اعتزلت الغناء وارتدت الحجاب، وعادت إلينا مرة أخرى بعد خلعه.
وفور قرارها بالعودة قوبلت «سمية» بهجوم شديد، واضعين إياها فى قفص الاتهام، فالتقت بها «البوابة» لمعرفة أسباب اتخاذها هذه الخطوة المفاجئة، وتعاملها مع الهجوم العنيف الذى تعرضت له، وحقيقة خلافها مع المنتج ياسر نوارة، فضلًا عن الحديث حول زواجها السابق وأسباب انفصالها، وأشياء أخرى نكشفها فى الحوار.. وإلى نصه كاملًا.
■ ما أسباب عودتك للغناء بعد الاعتزال وارتداء الحجاب؟
- مررت بظروف صعبة للغاية، جعلتنى لا أريد أن أعمل مرة أخرى، لذلك ارتديت الحجاب فى شهر رمضان، واعتزلت الغناء منذ فترة، وابتعدت عن الجميع، حتى لا يتصل بى أحد، ويطلب منى الغناء أو التواجد فى الحفلات والسهرات.
بعد ذلك شعرت بأن هذه الخطوة كانت متسرعة جدًا، لذلك خلعت الحجاب وعدت إلى الساحة والجمهور مرة أخرى.. أنا عاطفية للغاية، وأفعل أى شيء أشعر به دون تردد، وهذا لا يعنى أنى لا أعرف ربى، فقد تربيت فى بيت ملتزم للغاية، ومنذ صغرى أؤدى الصلاة فى وقتها، وأعتبرها مثل الطعام والشراب، وشقيقات والدتى منتقبات.
■ لكن البعض قال إن زوجك السابق فرض عليك الحجاب.. وخلعته بعد انفصالكما.. تعليقك؟
- لا.. إطلاقًا، فأنا ارتديت الحجاب بعد انفصالى عنه بعام تقريبًا، وهو ليس له علاقة، من قريب أو بعيد، بارتدائى الحجاب أو خلعه، ارتدائى الحجاب قرار نابع من داخلى، وأنا الوحيدة فقط التى أعلم به، لأنى كنت فى هذه الفترة تعرضت لاكتئاب شديد بسبب الخيانة والظلم من أشخاص حولى، فوجدت أن أقرب طريق هو التقرب إلى ربى.. وصلت وقتها إلى درجة التفكير فى الانتحار بطريقة جدية، وكان من الممكن أن أفعل ذلك مع نفسى، خاصة أنى لم أخرج من غرفة نومى لمدة ٥ أشهر.. الطريقة الوحيدة التى خلصتنى من هذا الهاجس هو الله عز وجل، والذى أخذ بيدى ورحمنى برحمته الواسعة وهدانى إليه وإلى الطريق الصواب، ووقف بجانبى، ولا يتركنى أبدًا.
■ هل تعرضت للطعن والخيانة من أشخاص قريبين منك؟
- تعرضت للخيانة من أقرب صديقة لى، وكنت أعتبرها شقيقتى، لكنها أخذت حبيبى منى، والذى كان الحب الحقيقى فى حياتى، وكان من المفترض أن نتزوج، لكنها قامت بالوقيعة بيننا والعبث من ورائى، وطعنتنى فى ظهرى فصدمت كثيرًا وأصابنى الذعر من الزمان. وقتها سألت نفسي: «هل من المعقول أن يحدث ذلك لى من أقرب أشخاص حولي؟.. وأنا التى ما فكرت يومًا فى أذية أحد أو تمنيت الشر لأى شخص، ودائمًا أقف بجانب أى إنسان يحتاج إلى مساعدتي».
■ لماذا تعتبرين زواجك السابق أكبر غلطة فى عمرك؟
- صرّحت فعلًا بذلك أكثر من مرة، وهذا حقيقى، فتجربة زواجى السابقة تعتبر نقطة سوداء فى حياتى، لأنى لم أتمهل فيه، وزواجى به كان تقليديًا وغير نابع عن أى حب، وموافقتى عليه جاءت بناءً على رغبة أبى وأمى مثل أى بنت تريد أسرتها لها الاستقرار والحياة الزوجية ورؤية أبنائها، لكنى وجدت فى النهاية أن هذا الشخص غير مناسب لى، وكنا مختلفين تماماً.
■ تعليقك على اتهامك بأن خلع الحجاب «شو إعلامي» للفت الأنظار؟
- رأيت ذلك الهجوم، لكن لا أعيرهم أى اهتمام.. بالنسبة لى ارتديت الحجاب منذ فترة كبيرة قبل عودتى إلى الغناء، وسبب العودة بكل صراحة، أنه ليس لدىّ مصدر رزق أو مهنة تناسبنى غير الغناء، وظروف البلد الاقتصادية صعبة للغاية، وأنا منذ صغرى مسئولة عن أسرتى، ويعتبروننى رجل البيت.. تخيلوا رجل البيت بقى فى المنزل دون عمل، كيف نستطيع أن نعيش؟
■ هل ممكن أن يدق قلبك مرة أخرى، أم أنك تعقدت بسبب كل ما مررت به؟
- لا.. إطلاقاً لم أشعر بعقدة مطلقًا، ومنذ تقربى إلى ربى، أؤمن بشيء واحد فقط، وهو أن الإنسان لا يجب أن يعيش بالبشر، ومقولة تناول الذى يعجبك وارتدى الذى يعجب الناس خاطئة ١٠٠٪.. لماذا لا يدق قلبى مرة أخرى؟.. بالتأكيد سأحب.
■ هل تجهزين ألبومًا جديدًا تعودين من خلاله؟
- لا أجهز ألبومًا حالياً.. كل ما أفعله هو المشاركة فى العديد من الحفلات، وفى الفترة القادمة أجهّز أغنية «سينجل»، وسأقوم بالإنتاج لنفسى حتى يظهر منتج يوافق على البنود والشروط التى أضعها، لأننى بصراحة شعرت بعقدة من التوقيعات بسبب عقدى الذى دام ١٠ سنوات مع ياسر نوارة، الذى تحكم فى الأغانى والشكل والاختيارات، وهو ما كرهته بشدة، فمن الصعب أن يربط الفنان نفسه بعقد احتكار مع أحد.
■ من الشعراء والملحنين الذين تتمنى «سمية» العمل معهم؟
- هناك الكثير من الشعراء والملحنين والموزعين لم أتعامل معهم من قبل، وأتمنى العمل معهم خلال الفترة القادمة، مثل: محمد رحيم، عمرو مصطفى، أيمن بهجت قمر، أمير طعيمة، فهؤلاء متميزون للغاية وفرضوا أنفسهم بقوة.
■ عمرك الفنى ١٠ سنوات، ومع ذلك رصيدك الغنائى ٣ ألبومات فقط.. لماذا؟
- أشعر بالحزن الشديد، لكن ما مررت به طوال السنوات الماضية وتعرضت له من طعنات وصدمات أثر بالطبع بالسلب علىّ وعلى نفسيتى، فأنا عاطفية للغاية، ما جعلنى أتراجع كثيرًا، سواء على المستوى المهنى أو الشخصى، وقلبى عجز كثيرًا من كثرة الصدمات، وبإذن الله سأعوض ما مر من حياتى خلال الفترة المقبلة.
■ يشبّه البعض صوتك بشيرين عبدالوهاب.. هل يسعدك ذلك؟
- بالفعل حدث معى ذلك فى أول أغنية قدمتها «واحشنى بجد صحيح»، وعندما كنت أسمع صوتى فى الشارع وأرى الناس يقولون إن هذه شيرين عبدالوهاب ولست أنا، كنت أشعر بالحزن، لأن الجمهور كان لا يعرف أنى صاحبة الأغنية، وفى ذات الوقت أسعد كثيرًا لأنهم يشبهوننى بإنسانة جميلة مثلها.
أكثر ما أزعجنى أن قال لى البعض أنت تقلدين شيرين، وعندما سمع الناس صوتى، كانت شيرين لم تظهر أساسًا، شيرين صوتها يشبهنى وليس العكس، وهذا لا يعتبر غرورًا منى.. أعشقها وأحترمها للغاية، لأنها من المطربات القليلات اللاتى يشرفننا فى جميع أنحاء الوطن العربى.
■ هل تفكرين بالاتجاه إلى التمثيل، أم تفضلين الغناء فقط؟
- بصراحة أنا لدىّ موهبة التمثيل، ومنذ صغرى وأنا أمثل، لكن ليس لدى فيديوهات تمت إذاعتها.. أعشق التمثيل أكثر من الغناء، وأفهمه جيدًا، إلا أننى وضعت تركيزى فى الغناء، لأننى كنت لا أريد تقديم عمل، سواء فى السينما أو الدراما، ويمر مرور الكرام.
