لم تشعل الأزمة السورية الأوساط السياسية فقط، ولا الاجتماعات الدولية للمنظمات الحقوقية، وانعكست آثارها على كل مناحى الحياة، وكان للفن نصيب طيب من مناقشة هذه الأزمة، وتحديدًا على المستوى السينمائى، وذلك خلال فعاليات حفل توزيع جوائز مهرجان برلين السينمائى الدولى، والذى أقيمت فعاليات حفله مساء السبت بالعاصمة الألمانية برلين.
وشهد حفل توزيع الجوائز العديد من المفاجآت، وفاز المخرج الفنلندى «أكى كورزيماكي» بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «الجانب الآخر من الأمل»، والذى تدور أحداثه حول شاب يدعى «خالد»، فر من المأساة الموجودة فى «حلب»، بعد أن أصبحت الأوضاع هناك مأساوية للغاية، فيفر فى البداية إلى أوروبا الشرقية، ويجد الأوضاع هناك والظروف مجتمعة ضده.
يقرر «خالد» الهرب على متن سفينة شحن للفحم إلى فنلندا، فيجد فيها المعاناة أيضًا، وسط تشدد من اليمين المتطرف الموجود هناك، والذى يقابل توافد المسلمين العرب إلى أوروبا بكل وحشية وعنصرية.
وهوجم مخرج الفيلم كثيرا داخل فنلندا، بسبب إثارته هذه القضايا داخل أوروبا، ولم يسلم من ألسنة الصحافة هناك، على تقديمه فى السينما الجانب الآخر من القصة، والذى لا يتناوله الكثير من المخرجين، فالفيلم يدعو إلى محبة الآخر وتقبله ونبذ التعصب والتطرف على أساس العرض أو الديانة.
الفيلم من بطولة شيروان حاجى، الذى أدى دور اللاجئ السورى الشاب «خالد»، ومعه كاتى أوتنين، وفيل فيرتنين، وهو من تأليف وإخراج أكى كورزيماكى.
وحصد الفيلم المجرى «أون بودى أند سول» جائزة الدب الذهبى كأفضل فيلم سينمائى فى المهرجان، وهو فيلم درامى تدور أحداثه حول مجموعة غير عادية من قصص الحب تحدث فى جميع أنحاء العالم معتمدة على ازدواجية النوم والمادة والعقل، من تأليف وإخراج إديكو إنيدى، وبطولة كل من جيزا موروسانى وألكسندرا بوربلى.
وفاز كل من الممثل جورج فريدرتش بجائزة الدب الفضى كأفضل ممثل، والممثلة كيم مين هى بجائزة الدب الفضى كأفضل ممثلة، وفيلم أفانتاستيك وومن بجائزة الدب الفضى كأفضل سيناريو فيلم، وفيلم أنا مون أمور بجائزة الدب الفضى كأفضل مساهمة فنية.
وشهد المهرجان الأسبوع الماضى تكريم الناقد السينمائى المصرى سمير فريد، والذى فاز بجائزة «كاميرا برلينالي»، وهى جائزة تمنح للأشخاص الذين قدموا إسهامات فنية للمهرجان.
وانتهت فاعليات الدورة ٦٧، التى أقيمت من ٩ وحتى ١٩ فبراير، بعرض مجموعة من الأفلام السينمائية على هامش المهرجان، وبلغ عدد الأفلام المشاركة قرابة ٤٠٠ فيلم سينمائى، تنوع بين السيرة الذاتية والسياسى، والاجتماعى والرومانسى.