تحولت الشوارع فى بورسعيد إلى مظاهرات فرح، بعد أن نجح الفريق الأول لكرة القدم بالنادى، بقيادة حسام حسن، فى عبور عقبة فريق «إيفيانى أوبا» النيجيرى فى إياب دور الـ٦٤ من بطولة الكونفدرالية الإفريقية، ووصل إلى دور الـ٣٢ الأول للبطولة، ليلاقى فريق ديجوليبا المالى.
ورسمت جماهير المدينة الباسلة لوحة فنية رائعة خلال المباراة فى أول ظهور لجمهور المصرى رسميًا منذ ٥ سنوات وتحديدا أحداث مذبحة بورسعيد فى الأول من فبراير ٢٠١٢ والتى راح ضحيتها ٧٢ من جماهير القلعة الحمراء خلال مباراة المصرى والأهلي، والتى كانت أحد أسباب تجميد النشاط الرياضى فى مصر وأثر بالسلب على كرة القدم المصرية.
ووجه جمهور المصرى مجموعة من الرسائل للقائمين على الرياضة المصرية ولجماهير الأندية الأخري، بداية من اللافتة التى تم رفعها فى بداية اللقاء والتى تشير إلى أعداد شهداء الرياضة المصرية ٧٢ جماهير الأهلى و٥٣ جمهور المصرى و٢٠ من مشجعى الزمالك فى الأحداث التى شهدتها الملاعب المصرية مؤخرا.
كما رفعت جماهير المدينة الباسلة لافتة موجهة لجماهير النادى الأهلى فى ظل الأزمة القائمة منذ «مذبحة بورسعيد» قائلة «نادى الأهلى وجماهيره ناس محترمة»، كما كانت الرسالة الأبرز هى الالتزام داخل المدرجات والتشجيع فقط، بعيدا عن التعصب والاحتكاك بالأمن، وهى رسالة موجهة للقائمين على الكرة المصرية والجهات الأمنية تساهم فى عودة الجماهير للمدرجات قريبا. قدم لاعبو الفريق البورسعيدى مباراة رائعة فى وقتها الأصلى، ونجحوا فى الفوز بهدف دون رد، ولكن كان لا بد من اللجوء إلى ركلات الترجيح، لأن المصرى خسر فى مباراة الذهاب بهدف دون رد، وهناك كان لأحمد بوسكا، الحارس البورسعيدى رأى آخر، بعدما نجح فى التصدى لركلتى جزاء للفريق النيجيرى، وأهدر اللاعب الثالث ركلة، ليسجل لاعبو المصرى ثلاث ركلات، عن طريق أحمد شكرى وسعيد مراد وأسامة عزب، ويتأهل المصرى إلى الدور التالى.
واحتفل لاعبو المصرى مع الجماهير فى ملعب الإسماعيلية بالتأهل إلى الدور التالى على أضواء الشماريخ والأغانى الجميلة، بعد أن شاهد الجمهور المباراة من المدرجات، فى أول مرة تتواجد فيها الجماهير البورسعيدية فى المدرجات منذ الأول من فبراير عام ٢٠١٢، وبالتحديد منذ حادثة بورسعيد التى سقط خلالها ٧٢ مشجعًا أهلاويًا. كان نجم تلك المباراة هو أحمد بوسكا، الحارس، وكان البطل الثانى هو مسئول النادى المصرى، الذى نزل إلى أرض الملعب واستخرج السحر من مرمى الفريق النيجيرى خلال ركلات الترجيح، حيث قام حارس ايفيانى بإلقاء ورقة مدون عليها بعض كلمات السحر، فاقتحم هذا المسئول الملعب واستخرج السحر، فى واقعة غريبة وطريفة فى الكرة المصرية بصفة عامة.
وقرر سمير حلبية، رئيس مجلس إدارة النادى، صرف مكافأة فورية للاعبين بعد الفوز على الفريق النيجيرى، وتقديم مستوى طيب وإدخال البهجة فى نفوس شعب بورسعيد، كما تبرع بعض رجال الأعمال بمبالغ مالية للنادى المصرى واللاعبين، والجهاز الفنى للفريق.
ورفض المجلس أن يكتفى بالمكافأة المالية المنصوص عليها فى اللائحة المالية التى وقع عليها اللاعبون قبل بداية البطولة، وقرر دعمهم ماليًا من خلال صرف مكافأة خاصة، بخلاف التى منحها رجال الأعمال.
ومن جانبه، أعرب حسام حسن، المدير الفنى للفريق، عن سعادته الشديدة بالفوز والعبور إلى الدور التالى، قائلًا: «الحمد لله على الفرحة والفوز، فجمهور المصرى يستحق أن يسعد، لأنه جمهور عاشق لناديه وعاشق لكرة القدم».
وأضاف أن اللاعبين بذلوا مجهودًا كبيرًا فى المباراة، وأنه لم يشك فى قدراتهم على تجاوز هذه العقبة، رغم صعوبة المنافس، الذى يضم لاعبين على أعلى مستوى فنيًا وبدنيًا، مشددًا على أنه تم إغلاق هذا الملف والتركيز فى المرحلة المقبلة من الدورى، وكذلك الدور التالى بالبطولة، حيث إن طموحات الفريق فى هذه البطولة بلا حدود، وأنه يتعامل مع كل مرحلة على حدة.
يُذكر أن المصرى سيلتقى فريق ديجوليبا المالى فى دور الـ٣٢ للبطولة.
