تحتوى محافظة الدقهلية على العديد من الثروات المهدرة المختلفة من ضمنها المنشآت والأماكن الأثرية، والتى نجدها بعيدة عن الضوء تبحث عن خطة لإظهارها لضوء ولجذب السياحة إليها، حيث تحتوى المحافظة على مناطق أثرية منها تل المقدام، ويقع فى كفر المقدام التى تبعد 140 كيلو عن مدينة ميت غمر، ولهذا التل أهمية أثرية كبيرة وتبلع مساحته 120 فدانا، وتل الربع وهو أطلال مدينة منديس التى كانت فى العصور الوسطى "تل المندر" وتسمى فى أيام الفراعنة "وت" وكانت عاصمة للإقليم الـ16 من أقاليم الوجه البحري وتل الأمديد وسمى باليونانية ثمويس ويسمى تل ابن سلام.
وعُثر على الآثار فيه من عهود مختلفة؛ لأن المدينة لعبت دورا مهما فى جميع عصور التاريخ وبخاصة العصر المتأخر، وتل البلامون ويقع فى الشمال الغربي من شربين ويبعد عنها حوالي 8 كيلومترات وأمام قرية أبو جلال ومساحتها 158 فدانًا، ويحيط بها أرض خضراء وحقول وهى إحدى مقاطعات الرمامسة، وتل بله ويقع بالقرب من مدينة دكرنس، وهو من أهم التلال الأثرية وهو مكان المدينة الفرعونية القديمة "ديلله"واستخرج من هذا التل قطع أثرية هامة محفوظة فى المتحف المصري.
كما نجد مدرسة الليسيه الإيطالي بالمنصورة والتى أنشئت عام 1928 عن طريق الجمعية الإيطالية التابعة للقنصلية الإيطالية، ثم تحولت المدرسة لليسيه الفرنسي في مراحل لاحقة حتى أصبحت مدرسة أحمد زويل الإعدادية للبنات حاليا؛ ولكن خلال عام 2009 تم تجديد المدرسة وتم إزالة كل الحليات الجبسية الرائعة التي تعلو النوافذ رغم أن المدرسة ذات التصميم الإيطالي تقع في مواجهة مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية وعلى مرأى ومسمع المسئولين.
كما نجد قصر الإسكندر الذى يقع بحي المختلط بالمنصورة والذي عرف بالقصر الأحمر نسبة لجدرانه المطلية باللون الأحمر ويتميز بطرازه المعماري الفريد الذي ينتمي للطراز القوطي والذي عادة ما يرتبط ببناء الكنائس في أوروبا.
ويعتبر قصر إسكندر واحد من القصور القليلة على مستوى مصر التي بنيت على هذا الطراز ويتميز ببرجه الذي يغطيه قرميد قشري (على هيئة قشور السمك)، ولها دلالة في الديانة المسيحية التي ارتبط بها هذا الطراز إلا ان الاهمال وابتعاد الآثار عنه أصبح قصرا مهملا أحاطته القمامه من كل اتجاه، مع أنه يمكن ترميمه واستخدامه كأثر دينى للاقباط ويمكن استثماره سياحيا ويدر ربحا، حيث شيده الخواجة "الفريد جبور" عام 1920 ثم اشتراه "اسكندر افندي حنا " عام 1934، وكانت تحيط به حديقة من أربع جهات.
وقام ملاك القصر الأحمر في التسعينيات ببيعه لأحد سماسرة الأراضي الذي قام بتخريبه وفك نوافذه وأسوار بلكوناته تمهيدا لهدمه إلا ان المحافظة لم توافق على الهدم نظرا لقيمته التاريخية.
كما نجد مسجد الصالح أيوب بمنطقة العباسى بالمنصورة، والذى بنى عام 1243 م وتتضارب المعلومات عن الذي قام ببنائه بين السلطان الصالح أيوب ذاته وبين أحد أتباع السلطان الذي قام ببناء المسجد تخليدًا لاسمه.
ويتميز المسجد بتصميمه الفريد ذو التصميم المعلق ومأذنته ذات الطراز المملوكي، ورغم قيمة المبنى الكبيرة وباعتباره الأثر الوحيد الباقي للمدينة من العصر الأيوبي إلا أنه غير مسجل كأثر لدى وزارة الآثار، وتم اكتشاف ذلك بعد حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013 حيث تضرر الجامع وتحطمت جميع نوافذه الأثرية والمصنوعة من الجبس والزجاج الملون لقربه من موقع التفجير.
وأثناء زيارة وزير الآثار لمدينة المنصورة فى يوليو من العام قبل الماضى قدمت مبادرة "أنقذوا المنصورة" من أجل تسجيل الجامع الأثري، وبالفعل قام الوزير بتشكيل لجنة وتم إعداد كافة التقارير اللازمة لتسجيله، ومازال ملف وتقارير تسجيل الجامع في وزارة الآثار قيد الدراسة.
كما نجد "دار بن لقمان" والتى تشتهر بها مدينة المنصورة ومحافظة الدقهلية وهي دار قاضي القضاة إبراهيم بن لقمان، واكتسب شهرته الواسعة إثر أسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا به لمدة شهر إثر هزيمته في معركة المنصورة عام 1250م.
وتعد الدار هي الأثر الوحيد الباقي في المدينة من العصر الأيوبي بجانب جامع الصالح أيوب بالعباسي، وتعد ذات قيمه اثرية وتاريخيه هامه تشهد على تاريخ انشاء المنصورة، حيث كانت تطل على نهر النيل حين إنشاء الدار التي يعود عمرها تقريبا لعمر مدينة المنصورة والتى انشئت في العام 1219 م، حيث ببنيت الدار على الطراز الاسلامي العربي، جزء السلاملك وجزء للحرملك وفناء داخلي تطل عليه غرف الدار.
وكانت مساحة الدار كبيرة، ولكنها تضاءلت بسبب الاهمال حيث تعرضت الدار لانتهاكات على مر العصور، انتهت ببناء مئذنة لجامع الموافي الملاصق له في حرم الدار ذاتها في التسعينيات من القرن الماضي.
وتتبع الدار الأثرية لوزارة الأثار، وتتبع القاعة المتحفية لقطاع الفنون التشكيلية لوزارة الثقافة.
ويعاني متحف بن لقمان من إغلاقه منذ ثورة يناير عام 2011، رغم أنه كان أكثر المتاحف التي تدر دخلا على وزارة الثقافة على مستوى الدلتا، حيث كان مزارا لطلاب المدارس والمواطنون من مختلف المدن والمحافظات المجاورة.
كما نجد مرساة قصر الخديوي اسماعيل " مبنى الحزب الوطنى" حيث يقع بشارع الجمهوريه على كورنيش النيل بمنطقة المختلط بالمنصورة على بعد عشرات الامتار من مبنى محافظة الدقهلية، وكان قديما سرايا ملحقه من قصر الخديوى إسماعيل باشا وكانت هذه السرايا لغرض استقبال الشخصيات الحكومية التى تأتى لزيارة مدينة المنصورة، وكانت هذه السراى تقوم بوظيقتها حتى عام 1870 م ثم صدر الأمر بتحويلها إلى محكمة الإسماعلية نسبه الى الخديوى اسماعيل، ثم تحولت نصف مساحته إلى مقر للحزب الاشتراكي في عهد السادات، ثم مقر للمجلس الشعبى المحلى لمركز ومدينة المنصورة ثم إلى مقر الحزب الوطنى حتى جاءت ثورة 25 يناير وتم إحراق مقر الحزب ودمر تماما ودمرت بجانبه مكتبة المنصورة التاريخية التى كانت تضم اعظم واعرق الكتب والمخطوطات التاريخيه والتى لا تقدر بثمن، وظلت بعد فتره مطالب الثوار والنشطاء السياسيين بإرجاع هذ المبنى الى تاريخيه وأصله الاثرى ولكن بتحويله الى متحف لثورة 25 يناير حتى قام المحافظ الأسبق اللواء محسن حفظى بعد ثورة 25 يناير بإصدار قرار بتحويله الى مقر متحف إعلام الدقهلية بالقرار رقم 221 لسنة 2011، ولكن تم على الورق فقط حيث تم اغلاق ابوابه بعد الحرق ببنائها بالطوب وتم تعليق لافته تفيد بالقرار فقط دون تفعيله رغم مرور أكثر من ثلاث اعوام على اصدار القرار الا انه قرار على الورق فقط لم يفعل ويتساءل مواطنى الدقهلية عن مصير هذا المبنى التاريخى هل سيتحول فعلا الى متحف إعلام الدقهلية ام متحف لثورة 25 يناير ام سيعود الى هيئة الاثار إلا أن نيابة الحراسات أصدرت منشورا وزع على كافة المحافظات بمنع التصرف في املاك الحزب الوطني ومازال المبنى مغلقا منذ ثورة 25 يناير بلا اي استغلال او استثمار.
كما نجد قصر الشناوي والذى بناه محمد بك الشناوي عام 1928 بواسطة نخبة من المهندسين والعمال الإيطاليين وحصل القصر في عام 1931 على شهادة أجمل مبنى تم بناؤه خارج ايطاليا وتنتمي طراز واجهات القصر للعمارة الأوروبية والبحر المتوسط.
وعُرف قصر الشناوي بقصر الأمة نظرًا لأن مالكه كان أحد أعضاء حزب الوفد البارزين مما جعل القصر مقرًا لاستضافة الأحداث السياسية المهمة بمدينة المنصورة.
وقامت وزارة الاثار بشرائه من ورثته عام 2005 بغرض تحويله كمتحف للمنصورة، وبدأ العمل في المشروع في عام 2010 إلا أن المشروع توقف منذ ثورة يناير وحتى الآن، بالاضافة إلى أن وزارة الأثار حولت المبنى تدريجيا كمبنى لموظفي إدارة قطاع الآثار الاسلامية بالدقهلية، وإدارة قطاع المتاحف مما أثر بالسلب على الأرضيات الباركيه ودمرها وأتلف بعض الزخارف الرائعة بالأسقف والجدران للقصر نتيجة انتشار الرطوبة بسبب زيادة عدد الموظفين واستخدامه في وظيفة أخرى لا تتلاءم وطبيعته.
وكان يحيط بقصر إبراهيم الشناوي من جهتين قنوات مائية نيلية عرفت باسم البحر الصغير، يتميز القصر بواجهاته المعمارية الفريدة التي تنتمي لطراز (النيو باروك ) وبعد ثورة يوليو 52 آلت ملكية القصر إلى الدولة، وفي فترة الستينيات والسبعينيات كان مقرا لمديرية أمن الدقهلية، ثم اصبح حاليا مقرا لمباحث مكافحة المخدرات والتموين وفي عامي 2012 و2013 تعرض القصر المسجل كأثر اسلامي لدى وزارة الأثار لعدد من محاولات الحرق وإلقاء الطوب علي نوافذه خلال عدد من الموجات الاحتجاجية التي اندلعت في تلك الفترات، بالاضافة لإحباط خلية ارهابية حاولت تفجيره بعد حادث تفجير مديرية الأمن في ديسمبر 2013.
كما نجد مسجد الموافي بمدينة المنصورة والذى أسسه الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 583م، وأصبح معهدا دينيا تنعقد فيه الندوات والمحاضرات الدينية والحلقات الدراسية بمعرفة كبار علماء الدلتا، ومسجد الغمر بميت غمر ويرجع تاريخ مأذنتة إلى العصر المملوكي وهو ذات طراز فريد ولا يوجد له مثيل فى الدلتا ومسجد محمد بن أبي بكر بن الصديق ويقع بقرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا ويتعانق مع برج كنيسة مارى جرجس.
وضريح المجاهد حسن طوبار والذى يعد زعيم المجاهدين فى المنزلة وكان شيخا للمدينة وقاوم الغزو الفرنسي وانتصر علية فى عدة مواقع أهمها موقعة الجمالية وقد أقيم له متحف فى المنزلة يضم كثيرا من أثاره وصور كفاحه.
وكنيسة القديس مار جرجس بميت دمسيس ويرجع تاريحها إلى أكثر من 1600 عام. ودير القديسة دميانة ببلقاس ويضم 5 كنائس منها كنيسة أثرية على الطراز القوطي، واكتشفت أواخر عام 1974 ودير للراهبات وبيتا للخلوة والتكريس ويضم مقبرة للأساقفة.
كما نجد أيضا قصر بنت اليهود كما تسميه الأساطير والاقاويل الشعبية أو الناووس، كما يسميه العلماء يبحث عن الظهور للنور بسبب قيمته الأثريه والتاريخيه ويعتبر " ناووس منديس" العظيم الأشهر والأكبر حجمًا في مصر علي الإطلاق والوحيد بالدلتا والمنحوت من حجر الجرانيت الوردي ويبلغ ارتفاعه " 15 " خمسة عشر مترا ومقام علي قاعدة من الحجر الجيري بتل الربع بمركز تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية.