اختتم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس زيارته أمس إلى أوروبا وهي
الزيارة التي هدفت إلي طمأنة قادة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو حول نوايا الرئيس
دونالد ترامب تجاه القارة العجوز والتأكيد علي أن الرئيس الجديد لن ينسحب من حلف
الناتو كما هدد مسبقا.
والزيارة تأتي في إطار عدد من الرسائل التي يبعثها ترامب إلي دول
الناتو لتعزيز موقفه الجديد المؤكد على أن أوروبا لا تزال الحليف الأكبر للولايات
المتحدة بعد ما ظهر خلال تصريحاته السابقة عن الميل للانعزالية وتصاعد النزعة
القومية والرغبة في الانفصال عن حلف شمال الأطلسي، كما أعلن ترامب عن نيته لزيارة
أوربا بعد 3 أشهر أي في مايو المقبل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتراجع فيها الرئيس الجديد عن مواقفه،
فقد تراجع من قبل ولكن بصورة إجبارية عن قراره بوقف استقبال المهاجرين من سبعة دول
إسلامية والذي رفضته المحكمة.
وكان بنس قد ألتقي أمس صباح مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي
فيديريكا موغيريني، ورئيس الاتحاد دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود
يونكر، فضلًا عن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ
وكان بنس قد حاول خلال الزيارة التأكيد علي أن الالتزام الأمريكي
تجاه حلف الناتو "ثابت"، وشدد علي أن "أوروبا أكبر حليف"
للولايات المتحدة.
وكانت تصريحات ترامب السابقة المهاجمة للحلف قد أثارت حفيظة عدد من
القادة الأوربيين وعلي رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي طالبت
الولايات المتحدة منذ أيام بالامتناع عن التدخل في السياسة الأوروبية.
كما حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أمس الأول من محاولة
الولايات المتحدة الأمريكية إضعاف أوروبا، موضحا خلال مقابلة مع صحيفة
"جورنال دو ديمانش" أمس أن أي محاولة أمريكية لتقسيم الأوروبيين محكوم
عليها بالفشل لأن واشنطن تفتقر إلى القدرة على تعويض المزايا التي يمنحها الاتحاد الأوروبي
لأعضائه
وردا على سؤال عدم وجود وحدة بين الأوروبيين من وجهة نظر الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب العالمية، قال إيرولت إن الوضع يتغير وبشكل أساسي بسبب "الهجمات
المتكررة" من جانب ترامب ضد أوروبا، مؤكدا أن أي محاولة لتقسيم وحكم الأوروبيين
لن تنجح.
كما أكد إيرولت أن فرنسا لن تقبل أي تدخل خارجي سواء كان روسيا أو أمريكيا في انتخابات الرئاسة التي تجرى في فرنسا في أبريل ومايو، وأضاف قائلا: "بعض التوجهات أو التصريحات ربما تلمح" إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تريدان إضعاف أوروبا.