حذر مؤسس شركة مايكروسوفت الرائدة فى مجال البرمجة، وأغنى رجل فى العالم، «بيل جيتس»، من خطورة الهندسة الوراثية أثناء مؤتمر ميونيخ الأمني، ووصفها «بالسلاح الإرهابي»، مضيفًا أن عشرات الملايين من الناس يمكن أن يُقتلوا على يد الإرهاب البيولوجي.
أوضح «جيتس» الذى مول حملة الصحة العالمية خلال السنوات العشرين الماضية: «نحن نتجاهل الصلة بين الأمن الصحى والأمن الدولي، وهذا يعرضنا للخطر والوباء القادم قد ينشأ على شاشة الكمبيوتر الخاصة بالإرهابيين المصممين باستخدام الهندسة الوراثية لخلق نسخة تركيبية من فيروس الجدرى أو سلالة جديدة من الإنفلونزا المعدية والقاتلة وأن وكالتى الاستخبارات الأمريكية والبريطانية قالتا إن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» حاول تطوير أسلحة بيولوجية فى قواعده بسوريا والعراق، ومع ذلك، لم تشكل تلك المعلومات تهديدا بالنسبة لأجهزة الأمن لأنهم رأوا أن الإرهابيين يحتاجون التدريب على المهارات اللازمة وبناء مختبرات جيدة وبيئة هادئة نسبيًا خالية من الارتباك والفوضى فى مناطق الصراع، وهذا ما لا يتوافر هناك».
ورغم محاولات الطمأنة إلا أن هناك متخصصين أمنيين آخرين قالوا إن التهديد الذى تسبب فيه الإرهاب البيولوجى أصبح أكثر واقعية فى العقد الماضي، لا سيما خلال السنوات الخمس الماضية.
وأكد «جيتس» أنه سواء كان يحدث ذلك من قبل إرادة الطبيعة أو على يد إرهابي، فإن علماء الأوبئة أوضحوا أن المرض المحمول جوا سريع الحركة، وقد يقتل أكثر من ٣٠ مليون شخص فى أقل من عام، والعالم يواجه نسبة ليست قليلة من احتمالية حدوث هذا المرض فى ١٠ إلى ١٥ سنة المقبلة».
وأضاف «من الصعب أن تجبر عقلك على تصديق معلومات بهذا الشكل الكارثى، ولكن هذا حدث منذ فترة قريبة عام ١٩١٨، حيث ظهرت سلالة قاتلة ومميتة بشكل خاص من الإنفلونزا، وقتلت ما بين ٥٠ و١٠٠ مليون شخص حول العالم».
وقال «جيتس» فى تصريحات لجريدة «الجارديان» البريطانية «يمكن أن تتساءل حول حقيقة هذه السيناريوهات، ويمكن للمؤمنين أن يصفوها بيوم القيامة، لكن التوقعات واقعية جدًا، وحتى إذا كان الوباء القادم ليس على مقياس الإنفلونزا عام ١٩١٨، فإنه من الحكمة النظر فى الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التى قد تترتب على ذلك».
موضحًا أن التقدم فى مجال التكنولوجيا الحيوية واللقاحات والأدوية الجديدة يمكن أن يُساعد فى الوقاية من الأوبئة التى تنتشر خارج نطاق السيطرة، وعلينا أن نقوم بنفس الجهود فى التحضير للتصدى لهجوم بيولوجي، بنفس الاجتهاد الذى نبذله فى الحماية ضد وباء طبيعي، والابتكار والتعاون الدولى والتخطيط الدقيق يمكن أن يخفف بشكل كبير من المخاطر التى قد تسببها كل من هذه التهديدات.
يذكر أن مؤسسة بيل وميليندا جيتس نشرت استطلاع رأى أظهر أن ٧١٪ من البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و٧٥ أكثر قلقًا إزاء انتشار الأمراض المعدية مثل فيروس «الإيبولا» أو «زيكا» من الحرب مع الدول الأخرى، وقال الاستبيان إن أكثر من ثلثهم يشعرون بالقلق حول الحرب، بينما ٨٣٪ يخافون من وقوع هجمات إرهابية.