يمارس سكان إحدى مناطق شرق الصين طقوساً فريدة من نوعها لطرد الشياطين، تقوم على إلقاء أنفسهم بالنار بشجاعة، في جو من الحماس الجماعي تؤججه أصوات المفرقعات والألعاب النارية.
وتنفرد منطقة بوتيان في مقاطعة فوجيان بهذه الطقوس، حيث تتركز جماعة هاكا التي ما زالت تحتفظ على مر العصور بتقاليدها الخاصة المميزة عن سائر التقاليد الصينية. وتنظم هذه الطقوس بمناسبة مهرجان الفوانيس في ختام احتفالات السنة القمرية الجديدة.
في قرية فانغشان، يختار الوجهاء ثمانية أشخاص من السكان، يلبسونهم أزياء تقليدية، ثم يذهبون معهم إلى معبد لبوذا طالبين منه حماية القرية. وعند حلول المساء، يخلع الرجال الأزياء، ويؤخذون عاريي الصدور إلى ساحة مجاورة، وهناك تعصب أعينهم قبل أن يعبروا السنة اللهب بسرعة، في تقليد متوارث من الماضي الغابر ظناً أنه يطرد الشياطين.
وقال شيمغ يانكان أحد الرجال الثمانية الذين اقتحموا النار بأجسادهم شبه العارية: "لم أكن أنا نفسي حين فعلت ذلك" مؤكداً انه لم يشعر بأي ألم. وأضاف: "إنه ليس استعراضاً، بل أنه طقس جدي جداً. إننا حين نفعل ذلك إنما نؤمن سلامة كل عائلات القرية" من الشياطين.