الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى محبة العسكر

سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن حكم الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي حتى يستبدلوه بحكم غير منتخب وحكومة مفروضة.
سيخرجون فى الشوارع، هاتفين شاتمين لنا وللناس بعبادة "البيادة" وإدمان الخضوع.. سيتهموننا بالمذلة ويطاردوننا بالتحقير؛ لأننا نصفق سعداء لقرارات النظام الانتقالي. 
سيحاولون جرجرتنا مرة أخرى لإبعاد المؤسسة الوطنية، إرهابها، إحراجها، ودفعها دفعًا إلى إخلاء الشوارع لميليشياتهم للعصف بالناس. 
سيستدعون مشاهد التاريخ والجغرافيا ليشوهوا الجيش، سيرهبوننا بهم وسيُصمونهم بالقسوة والخشونة، وسيقذفونهم بالدموية والسادية. 
سيفتحون لنا صنابير التحذير من جنرالات قتلة مثل محمد أوفقير فى المغرب، وعيدى أمين فى أوغندا، وبينوشيت فى شيلي،  وسالازار فى البرتغال، ومعمر القذافى فى ليبيا. 
سيقولون ويتقولون ويسبون ويكذبون ويتهمون ظانين أنهم قادرون على إقامة جدار فاصل بين العسكر والشعب. 
يحسبوننا نلدغ من جحر مرتين، فلا وربك لا يخرجون حتى يقودوننا نحو الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة.. لا عجلة ولا تسرع.. بناء مصر الجديدة يحتاج حماية مؤسسة وطنية، وليس أفضل من القوات المسلحة لأداء ذلك الدور. 
لا فرق بين عسكري ومدني فى مصر، نحن منهم وهم منا، وعساكر مصر ليسوا قتلة أو طلبة حكم أو عبدة سلطة.. أقرأوا تاريخ العسكرية المصرية لتعرفوا ما قدم هؤلاء من تضحيات.
فتشوا عن اللواء صالح حرب، الذى قاد ثورة مسلحة ضد الإنجليز فى الصحراء الغربية عام 1915.. قصوا على أولادكم قصة الفريق عزيز المصري، الذى تخرّج على يديه جنرالات الوطنية، علموهم عبقرية القائد المحنّك سعد الشاذلي، الذي مازالت خططه العسكرية تُدرس فى جامعات ومعاهد العالم. 
إن العسكرية فى الميديا الغربية قسوة، وقمع، ووحشية، لكنها لدينا حضن وأمان واستقرار.. أجمل الناس وأحبهم وأكثرهم فداءً. 
"العسكر.. العسكر" ما أجملهم وأطيبهم وأنقاهم وهم يصدون عن الأمة سهام الكراهية.. "العسكر.. العسكر" أسود مصر التى تأبى فزعًا أو ذعرًا للنساء والشيوخ والأطفال الآمنين. 
"العسكر.. العسكر"  خوذة مصر، وقميصها الواقي، وعينها التى لم تغمض، وشاربها الذى لم ينثنِ لأسفل.. يقينًا هم الأجمل والأروع والأنقى فى سماوات القبح التى تغطينا. 
لا حكم للعسكر.. لا اليوم ولا الغد ولا حتى فى الماضي- فلم يحكمنا جنرال وإنما رؤساء لهم خلفية عسكرية -  لكن حب العسكر فرض عين على كل مصري، وطني، غيور عليها.. والله أعلم.