سلطت قناة "بي اف ام تي في" الإخبارية الفرنسية الضوء على المعضلة التي تواجهها فرنسا حول كيفية التعامل مع العائدين من أبناء الجهاديين الفرنسيين الذين عاشوا في سوريا والعراق.
و ذكرت القناة الفرنسية أن أجهزة الاستخبارات تقدر بنحو 460 عدد الأطفال الفرنسيين المتواجدين في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وأضافت أن ما لا يقل عن 19 قاصرا تم التعرف عليهم في صفوف المقاتلين وأن بعض هؤلاء الأطفال بدأوا يعودون إلى فرنسا، لافتة إلى ما يمثله ذلك من تحدي كبير في مجال الإرهاب.
و بثت القناة الإخبارية تقريرا حول حالة فتاتين اسيا (7 أعوام) وسارة (5 أعوام) يظهرن برفقة والدهما وهما تلعبان بحديقة بمدينة ليون (جنوب شرق).
وأشارت إلى أن الفتاتين تم اختطافهما في أغسطس 2012 من قبل والدتهما وقضين عامين ونصف وسط تنظيم داعش قبل إعادتهما إلى والدهما في 11 أكتوبر الماضي.
وذكرت القناة أن أسيا وسارة كانتا تقضيان معظم الوقت محبوستين داخل شقة مع والدتهما. وكانتا تذهبان إلى مدرسة تطبق قواعد تنظيم داعش.
و قالت احدى الفتاتين:" لم تكن هناك أغنيات أو رسومات بل كنّا نقرأ القرآن ولم يكن هناك اختلاط بين الفتيات والفتيان.." وتساءلت الفتاة عما إذا كانت الموسيقى حرام كما كان يقال لهما.
وأضافت القناة أن والدة الفتاتين بعد أن أصيبت بخيبة أمل من الحياة التي عاشتها وسط التنظيم عادت إلى فرنسا منذ اربع اشهر وتم إيداعها بالسجن، لافتة إلى أن عبد الحكيم والدهما هو الذي يتولى حاليا رعايتهما.
و يروي الأب ان ابنتيه بعد عودتهما إلى فرنسا كانتا تشعران بالخوف عند تحليق طائرة أثناء تواجدهما بمتنزه بالقرب من منزلهما.
و أكدت قناة "بي اف ام" ان حالة اسيا وسارة ليست منعزلة فأمهات أخرى هربت من تنطيم داعش مع أطفالهن، وأشارت إلى استخدام داعش للأطفال لنشر الدعاية الإرهابية.
و بثت مقطع فيديو يظهر فيه طفل يحرض على شن هجمات في فرنسا، لافتة إلى أجواء العنف الشديد التي يعيش فيها الأطفال الفرنسيين في صفوف داعش.
ونوهت القناة إلى أنه لا توجد استعدادات محددة لاستقبال هؤلاء الأطفال وأنه منذ سبتمبر الماضي عاد منهم 24 إلى الأراضي الفرنسية واستقبلتهم أسر مضيفة.