أجرى وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أمس السبت،
محادثات مع عدد من المسئولين الدوليين على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ، حول التعاون
الثنائي، وآخر المستجدات الإقليمية في سوريا والعراق، والحرب على الإرهاب والصراع
الفلسطيني الإسرائيلي.
ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، فقد أجرى
الصفدي مباحثات مع وزيري خارجية فرنسا وإيطاليا، ركزت على آليات تطوير التعاون
الثنائي، إضافة إلى الأزمة السورية وتبعات اللجوء السوري إلى الأردن، والخطوات
التي يمكن اتخاذها لإنهاء الجمود في جهود إعادة إطلاق مفاوضات فاعلة لحل الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي.
كما التقى الصفدي على هامش المؤتمر، الأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو غوتيرس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والمبعوث الخاص
للأمم المتحدة لسورية ستيفان دي مستورا.
وأكد الصفدي ووزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اهتمام البلدين
بتطوير التعاون الثنائي، خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية. وبحث الوزيران
آخر التطورات في الأزمة السورية، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إضافة إلى الأوضاع
في العراق والحرب على الإرهاب.
وشدد الصفدي ونظيره الفرنسي على ضرورة إنهاء انسداد الأفق السياسي في جهود إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، لافتا إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هو منبع التوتر الرئيسي في المنطقة، التي لن تنعم بالسلام والاستقرار الشاملين من دون حله على أسس تلبي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة.
وثمن الوزير الفرنسي جهود الأردن في بناء السلام والاستقرار الإقليميين.
وكذلك شدد وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو خلال لقائه مع
الصفدي على مركزية جهود المملكة ودور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في
العمل على حل أزمات المنطقة وبناء الأمن والاستقرار فيها.
وبحث الصفدي وألفانو أوجه التوسع في التعاون الاقتصادي، إضافة إلى
الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة ما يزيد عن مليون وثلاثمائة ألف لاجئ
سوري.
وأكد الصفدي أن مساعدة الأردن لتلبية الاحتياجات التنموية للاجئين وتوفير التعليم وتقديم الخدمات الصحية لهم هو استثمار في مستقبل آمن للمنطقة ولأوروبا والعالم.
وأشار إلى أن الأردن يقدم كل ما يستطيع من خدمات للاجئين، لكنه أكد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته في هذا الإطار.
وثمن وزير
الخارجية الأردني الدعم التي تقدمه الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي للمملكة.
وكانت قضية اللاجئين ضمن المواضيع التي بحثها الصفدي مع الأمين العام
للأمم المتحدة، كما غطت المحادثات الأوضاع الإقليمية والتعاون بين المملكة والأمم
المتحدة في المجالات المختلفة، خصوصا في محاربة الإرهاب والتطرف وتكريس ثقافة
السلام واحترام الآخر.
وأكد غوتيرس حضوره للقمة العربية التي ستستضيفها المملكة نهاية الشهر
المقبل، والتي بحث الصفدي الاستعدادات لها مع الأمين العام للأمم المتحدة أحمد أبو
الغيط. وشدد الصفدي وأبو الغيط خلال لقائهما على اتخاذ جميع الخطوات التي ستضمن
نجاح القمة في تفعيل العمل العربي الجماعي بمواجهة التحديات المشتركة.
وخلال لقائه دي مستورا، شدد وزير الخارجية دعم المملكة جميع الجهود
المستهدفة إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق وإيجاد حل سلمي يقبله السوريون وفي
إطار مسيرة جنيف التي تشكل الإطار لبحث الحل السياسي للأزمة.
وأكد وزير الخارجية في هذا السياق أهمية اجتماعات أستانا، التي شاركت
بها المملكة بصفة مراقب، في تثبيت وقف شامل للعمليات القتالية على جميع الأراضي
السورية.
وشدد الصفدي على ضرورة دعم جهود مبعوث الأمين العام عقد جولة جديدة
من مباحثات جنيف الأسبوع القادم، وحضور كل الأطراف المعنية لها، لتكون خطوة عملية
على طريق التقدم نحو حل سلمي ينهي الكارثة.
ووجه الصفدي الدعوات لنظرائه وللمسئولين الذين التقاهم على هامش مشاركته في اجتماعات ميونخ اليوم ولقاء الدول ذات وجهات النظر المتقاربة حول سوريا في بون أمس لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي سينعقد في منطقة البحر الميت في شهر مايو المقبل.