أكد المستشار أحمد
المرشد الخبير بالشئون العربية، أن رؤية أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة
العربية، والتى حدد خلالها أبعاد الأزمة العربية، بداية من غياب الحد الأدنى من
توافق الرؤى حول التهديدات القائمة، خاصة مع تصاعد المخاوف الأمنية وتعدد مصادر
التهديدات والتي يأتي أغلبها من داخل الدول نفسها، تستلزم قيام نقاشات جدية حول
المبادئ والمنطلقات الرئيسية لأية ترتيبات مستقبلية في المنطقة، مع محاولة تغيير
الأوضاع بصورة كلية أو شاملة أو جذرية.
وقال المرشد، فى تصريحات صحفية، اليوم السبت: إن
تؤخذ عين الاعتبار أولها، ضرورة احترام السيادة وعدم التدخل في الشئون الداخلية
للدول وأن تحظى الدول العربية بالأولوية، خاصة أن هناك بعض القوى الإقليمية التي
تتدخل في الشئون الداخلية لدولنا، على غرار التدخل الإيراني، بدعوى سعي هذه القوى
لحماية طوائف معينة يعيش أبناؤها كمواطنين في دول عربية، وعلى أن تكون السيادة
مقرونة في ذات الوقت بالحكم الرشيد، وتفعيل دولة القانون، والعدالة، وتبني سياسات
تؤمن عدم تهميش أية فئة أو جماعة.
وأضاف: "لا يجب على دولنا اللجوء لتغيير
الحدود، لأن هذا سيخلق مشكلات أكثر مما سيقدم من حلول، باعتبار أن التقسيم أو
التفتيت لن يسهما سوى في المزيد من عدم الاستقرار وتنامي النزاعات، هذا في ظل عدم
وجود معيار أو منطلق أو محدد واضح يمكن أن يكون أساسا لأي تقسيم".
وشدد المرشد، على ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة
وشاملة للصراع العربي - الإسرائيلي لكي يكون هناك نظام إقليمي مستقر، فغياب مثل
هذه التسوية سيوفر الحجة للجماعات الراديكالية وأصحاب المصلحة في تخريب المنظومة
الإقليمية، كما لا يمكن بدونها التعامل مع إسرائيل كعضو في المنطقة، مع اعلان
المجتمع الدولي موقفا موحدا قويا ضد امتلاك أي من دول الإقليم لأسلحة دمار شامل بأنواعها
المختلفة، وعلى أن يفرض على الدول التي لديها مثل هذه القدرات، كإسرائيل وإيران،
الالتزام بمبدأ حظر الانتشار.
وتمنى أن يكون هناك برنامج إنعاش اقتصادي شامل على
غرار "خطة مارشال" الأمريكية لأوروبا، واستيعاب سلبيات الحقائق
الاقتصادية والاجتماعية القائمة لتجنب حدوث دورات متتالية من عدم الاستقرار، لأنه
لا يمكن أن تتحقق أية هندسة أمنية إقليمية في ظل تجاهل الجذور الاقتصادية
والاجتماعية لعدم الاستقرار في المنطقة، حيث تعاني المنطقة في هذا الإطار من
مجموعة من المشكلات والأزمات على رأسها البطالة، والشح المائي، وتراجع الانتاج
الزراعي، وتغير المناخ.