رغم أنها لم تكن كنجمات السينما ذات
القوام الفرنسى الممشوق، ولا طويلة القامة أو شقراء، إلا أنها تتمتع بالجاذبية، جمالها
البسيط ووجهها العربى الأصيل ببشرتها الخمرية، وعيناها اللامعتان الودودتان، كل هذا
أضفى عليها براءة تروق لها القلوب، تقدم لخطبتها عشرات العرسان،إلا أنها أصرت على الزواج
من شاب يكبرها بــ5 أعوام، وكان قد تقدم لخطبتها، وهى تبلغ وقتها من العمر 19
عاما، لكن لم يخطف قلبها إلا هذا الشاب، ليكون من أثر القلب وكان هذا الإختيار
سببا لإصابتها بالمرض اللعين "السرطان ".
"كاميليا"
تبلغ من العمر 41 عاما، وهذا اسم مستعار لبطلة القصة المأساوية التى ترويها سطور
التقرير التالي:
تزوجت منذ 22 عاما،ومرت السنوات الأولى من زواجها
عادية مثل كل الناس، ولكن كان يضايقها تصرف زوجها، فكان دائما يغازل النساء أمامها
على سبيل الدعابة، ولم تكن تعبء بهذا كثيرا، ومع مرور السنوات "حملت"
وأنجبت 4 أبناء، ليؤثر الحمل على تقاسيم جسدها، وأصابها شئ من البدانة مع طول
قامتها المتوسط، ليغير ملامح جسدها وغادرت "كاميليا" منطقة العمر
"العشرينات" تاركة جمال الفتاة الصبية وتنتقل لمرحلة عمرية جديدة شكلت
تقاسيم وجهها وجسدها، حتى أن تربية الأطفال أرهقتها وقطمت وسطها، "وعلى حد
قولها" بدأ الأمر يتطور، وأصبح يقارن بينها وبين صديقاتها علنا، وبدأ يتبرم
من شكلها وهيئتها، ودبت المشاجرات بينهما، وثارت الخلافات، وكلما جلسا يتناقشان
تحاول فى إصرار أن تتعرف على رغباته كزوج، لكى تنفذها حرفيا، وبالفعل تنفذها لتظهر
رغبات أخرى لا تنتهي.
"نظراته
الزائغة التى لا تنتهى للنساء والفتايات،أصبحت سهام مسمومة ترتشق بصدري، وكلمات
الغزل للنساء بالشارع، حتى الفتيات اللاتى تصغره بـ 20 عاما أصبح يقارن بينى وبينهن،
أصبحت أتأكد انه وصل لحالة مرضية، وصرت لا أستطيع التوقف عن محاولاتى لإرضائه.. هكذا
قالت كلماتها بعين شاردة تملؤها الدموع.
وتابعت: وجدته يحملق النظر لشاشة التلفزيون، ويوما
بعد يوم يزداد تعلقا بالمسلسلات الأجنبية، وعندما يرى ممثلة من نجمات السينما ينظر
لى بنظرات جارحة ويقول "إوعدنا يارب، نفسنا فى التفاح وزهقنا من البطيخ"،
لأرد مازحة وقلبى يعتصره الألم "البلدى يوكل"، حتى لا يحتدم الأمر
وننتقل لمشكلة اكبر ونتشاجر.
وفى يوم سألته:كيف أبدو بعينيك جميلة، ومتى تتوقف عن
نظراتك المحقرة لي، ظنا منى أنى أحاول إرضائه وهذه حقوقه الزوجية رغم المبالغة
فيها لأنه لم ولن يرضى أبدا عنى خاصة أنى أود الحفاظ على نسيج الأسرة، ومازلت
أحتفظ ببقايا حب له فى صدري، قال لى اود ان أراك مثل "نجمات السينما ".
وبالفعل ونظرا ليسره ماديا بدأت بعمليات "مثل
نفخ شفايفي"وأجددها بالحقن كلما لزم الأمر، وحقنت "بوتكس وفيلر وغيرهم
من العقاقير التى تستخدم للتجميل وشد الترهلات والنفخ لبعض المناطق بالجسد"،
واصبح لديه هوسا بذلك، وأمرنى بشفط دهون من مناطق بجسدي، مع حقن دهون لمناطق أخري،
كل هذا لأحظى "بنظرة رضا" من زوجى العزيز، بعدما أفقدنى كامل الثقة
بنفسي.
"أصبحت
كائن عجيب منفوخ ومتورم بتكرار العمليات النفخ والشفط والحقن "، نظرا لكونه
يود أن يرانى "مانيكان" ليتباهى بى أمام الناس، وعلشان مابيصش برا ونعيش
فى هدوء وسلام ونربى أولادنا مثل الناس "هكذا كان دائما المبرر الذى يهمس به
فى أذني".
وفجأة أصابنى إعياء وبدأت اشعر أنى هزيلة ومريضة،
وإضطررت لعمل فحوصات، لتأتى الطامة الكبرى ويفاجئنى الأطباء بأنى مريضة سرطان،
وإنتشر المرض اللعين فى أنحاء جسدى كل ذلك بسبب تناول العقاقير والأدوية، وأعلم أن
هذه هى الأيام الأخيرة لى فى الدنيا.
وإستطردت: بدأت جلسات علاجية، وتركنى زوجى وتخلى عني،
ولم يأت معى ولا مرة فى زيارة للأطباء، وأهملنى وتركنى لأهلى أنا وأولادى وهم
المسؤلين عنى الآن، ورغم أنى مرضت بسبب محاولاتى لإرضائه، لم يهتم لأمرى ولم يشفق
حتى على مرضي، وأعتصر ألما عندما أرى نساء فى نفس ظروفي،كان قد إختارهن الله من
بين غيرهن وإبتلاهن بالمرض اللعين "السرطان"، لكن أرى أزاوجهن تهون
عليهن باحتضانهن ومواساتهن فى أصعب ظروفهن، ولم يتخلوا عنهن، على النقيض مما يحدث
معى من زوجي.
وأكدت: أنها على رضا تام ومؤمنة بأن هذا قضاء الله
وقدره، لكنها تود أن توصل رسالة للسيدات: سيدتي" تقربى لله بكل خطوة بحياتك،
حبى نفسك وكونى راضية عن صورتك التى خلقك الله عليها، ولا تسمحى لرجل أن يهز ثقتك
بنفسك، وإختارى الزوج الصالح الذى يعينك على طاعة الله، ويقدرك ويحترم ادميتك
ويعاملك معاملة إنسانية، ولا تنخدعى بالمظاهر، فالعمر قصير ورحلة الحياة لن تتكرر
فاغتنميها جيدا" ولا تدع أحد يتلاعب بك كالدمية لخدمة رغباته ونزواته،الحياة
الزوجية "محبة ومودة ورحمة".
هذه كانت كلمات رسالة موجهة للنساء من سيدة
"أصابتها الطاعة العمياء لزوجها بالسرطان ".