أكد المستشار أحمد
المرشد الخبير بالشئون العربية، أن المنطقة العربية تشهد حالة فوضى غير مسبوقة،
فاقت حربى الخليج الأولى والثانية واحتلال العراق للكويت وفاقت الغزو الأمريكى للعراق،
مشيرا إلى أن تلك الأزمات لم تكن بمثابة تلك الفوضى التى نحياها حاليا.
وأوضح المرشد، فى تصريحات لـ"بوابة العرب"،
اليوم السبت، أننا لم نعش هذه الفوضى إبان فترة احتلال العراق للكويت، لأن الأزمة
كانت محكومة ومعروف حلها مسبقا خاصة بعد اتفاق معظم الدول العربية على المشاركة فى
التحالف الدولى لإنقاذ الكويت، ولهذا لم نجزع كثيرا، وبينما استمرأ العراقيون
الاحتلال بعض الوقت، هم أنفسهم شعروا بخطأهم فى لحظة تالية، وأعتقد أنهم ندموا على
فعلتهم، ولكن ما نعيشه حاليا يبدو لنا بعيدا عن الحل، وإن كان الذى يبادر بالحل هم
القوى الدولية والإقليمية التى تسعى للسيطرة على شئون المنطقة بالكامل.
وأوضح، أن هذه القوى الإقليمية -التى نتحدث عنها-
تبذل أقصى جهودها لتثبيت وضع إقليمى لا يخدم سوى مصالحها وليس المصالح العربية،
مستغلة حالة تنافر وتضارب مصالح القوى الدولية الأخرى أو الأكبر لو شئنا الدقة –روسيا
والولايات المتحدة– فموسكو التى أصبحت صاحبة المبادرات لحل الأزمة السورية استغلت
ما يجرى حاليا فى المنطقة لاستعادة مكانتها السابقة ولتعيد مجدا غاب عنها بعد تفكك
الاتحاد السوفيتى السابق وبروز الولايات المتحدة كقوى عظمى وحيدة عقب انتهاء الحرب
الباردة لصالحها هى ودول أوروبا الغربية.
وشدد المرشد، على ضرورة وضع رؤية عربية موحدة تضع فى
الاعتبار أن يكون حل الأزمات العربية نابعا من داخل المنطقة العربية، وأن تكون
الجامعة العربية هى القوى الفاعلة فى وضع هذه الحلول والمبادرات، وأن تقوم أيضا
بدور المنفذ لما يتم التوصل إليه عربيا من حلول على أرض الواقع، وكفى ما مررنا به
من غياب توافق الرؤى.
وأرجع الخبير فى الشأن العربى، تدخل إيران
ومستشاريها الذين يضعون الخطط العسكرية فى سوريا والعراق، ولها أيضا جنود ينتشرون
فى الأراضى السورية والعراقية ويحاربون إلى جانب حكومتى دمشق وبغداد ضد المعارضة
هناك، إلى ضعف الدور القيادى العربى بالمنطقة، وهو ما دفع حكومة عربية تستعين
بمستشارين وعسكر أجانب ليحاربوا مواطنيها، "الحرب بالوكالة" لا يجب أن
تستمر لفترة طويلة، لأن المحارب هنا يريد قبض الثمن خصما من مكتسبات صاحب الأرض.