تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
مرة أخرى يتأكد لنا أن المكاتب الثلاثة للإخوان وحزبها والرئاسة القائمة على حكم مصر في حاجة إلى علاج سريع من مرض الفصام “,”الشيزوفرينيا“,”.
وتتفق الدراسات والأبحاث العلمية على أن الفـصام (الانفصام العقلي - Schizophrenia) هو اضطراب حاد في الدماغ يشوه طريقة الشخص المصاب به في: التفكير, التصرف, التعبير عن مشاعره, النظر إلى الواقع، ورؤية الوقائع والعلاقات المتبادلة بينه وبين المحيطين به، والفصام هو مرض مزمن يلازم المصاب به طوال فترة حياته, لا يمكن معالجته, لكن يمكن السيطرة عليه بواسطة العلاجات الدوائية المناسبة.
وخلافًا للفكرة الشائعة, فليس الفصام انفصامًا في الشخصية، بل هو عبارة عن اضطراب نفسي، ولا يستطيع الشخص المصاب به التفريق أو التمييز بين الواقع وبين الخيال، وقد يحدث أحيانًا أن يفقد شخص مصاب باضطراب نفسي ارتباطه بالواقع؛ حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط، كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعًا تامًّا, وقد يحمل المريض قبل العلاج معتقدات غريبة متنوعة، مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعالهِ وتحركاته، أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقلهِ.
وإليكم بعض النماذج على حالة الفصام التي يعيشها إخواننا المسلمون، والتي تستلزم علاجًا سريعًا :
أكد حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، احترامه للقوات المسلحة المصرية وتقديره لتاريخها المجيد ولحاضرها المشرف.
وقال الحزب في بيان له “,”انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات وأخبار تستهدف هز ثقة الشعب الراسخة في قواته المسلحة، وإيقاع الفتنة بين الأحزاب السياسية وبين قيادات جيش مصر العظيم، لذا يود حزب الحرية والعدالة أن يؤكد مواقفه الثابتة الخاصة، واحترامه للقوات المسلحة المصرية، وتقديره لتاريخها المجيد ولحاضرها المشرف“,”.
بيان الحزب الإخواني يتحدث عن شائعات وأخبار كأنها جاءت من الفضاء، مع أن الذي أطلقها هو القيادي الإخواني علي عبد الفتاح؛ حيث فسر حادث رفح الذي راح ضحيته 16 ضابطًا وجنديًّا في رمضان الماضي أنه كان مؤامرة من المجلس العسكري آنذاك بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي والفريق سامي عنان؛ للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ولكنه “,”أي مرسي“,” كان ماكرًا فاستغل الحادث لصالحه، وأطاح بهم من قيادة القوات المسلحة المصرية.
وقال عبد الفتاح بالنص في المحاضرة التي استمرت نصف ساعة، والتي ألقاها على أعضاء بجماعة الإخوان بمسجد الهدى والنور في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة نهاية الشهر الماضي: إنهم “,”عملوا للرئيس الفخ بتاع رفح.. بس هو استفاد منه وراح مطهر الجيش.. فحول المحنة لمنحة، فكان أسدًا، وكان لوحده ومكنش معاه لا جيش تبعه، ولا حرس جمهوري تبعه، ولا مخابرات تبعه وقتها ربنا نصره“,”.
هكذا وصلت حالة الفصام إلى منتهاها.. الإخوان تقول شائعات مغرضة مع إنهم هم من أطلقوها، والقيادي “,”بتاعهم“,” بيقول مؤامرة مع أن الجيش هو من سلمهم السلطة، وكان متحالفًا معهم طول الوقت على حساب الثورة .
ونأتي لمكتب الرئيس مرسي الذي يتحدث عن الوضع الأمني، ويوجه التحية لرجال الشرطة على استقرار الأوضاع واحترامها للمواطن، مؤكدًا في حواره مع عمرو الليثي استحالة عودة الدولة البوليسية مرة أخرى، وكأنه يتحدث عن جهاز شرطة آخر في بلد آخر.
ونحيل الرئيس مرسي إلى ما رصدته الصحف العالمية، خاصة الأمريكية التي يعشقها إخواننا المسلمون بدلاً من كلام العلمانيين والكفرة:
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقول :
- الشرطة تعود مرة أخرى إلى التعذيب المنهجي الذي كان سائدًا في عهد مبارك، بل إن بعض الجرائم فاقت جرائم شرطة مبارك.
- مرسي مسئول عن فشل وقف أو إدانة مثل هذه الممارسات، بل بالعكس قام مرسي بشكر جهاز الشرطة وامتداحه لطريقة تعاملها مع الاحتجاجات، ووصفه المتظاهرين بالبلطجية والموالين لمبارك، وأنهم يخططون لإسقاط الدولة.
- تعقدت الأمور أكثر بسبب تكرار أخطاء الماضي عندما تتأخر الرئاسة والحكومة في إدانة العنف أو اتخاذ تدابير فورية خطيرة لمنعها من الاستمرار ثم محاسبة الجناة.
صحيفة «إندبندنت» الأمريكية تقول :
- الشرطة المصرية في سابقة أولى من نوعها اعتقلت بصورة غير قانونية مئات الأطفال الذين قد تصل أعمارهم إلى التاسعة، وقامت باحتجازهم وتعذيبهم في أعقاب الاحتجاجات.
- إن هذا يمثل أسوأ استغلال لوحشية الشرطة منذ عهد مبارك؛ حيث تم سجن 47 طفلاً في معسكرات تابعة للأمن المركزي بصورة غير قانونية أو في معسكر الجبل الأحمر المعروف باحتجاز وتعذيب المعتقلين السياسيين في عهد مبارك، وتعرضوا لأسوأ معاملة من الضرب والصعق بالكهرباء والتعذيب.
صحيفة «التليجراف» البريطانية تقول :
- الأطفال الذين تم احتجازهم من قِبل الشرطة المصرية تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب، وأجبروا على شرب «ماء مذاب به ملح».
- حاولت الصحيفة الاتصال بوزارة الداخلية لكنها رفضت الرد عليهم.
هكذا تتحدث عناوين الصحف الأجنبية، أما تقارير منظمات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان فحدِّث ولا حرج عن الضرب والسحل والتعذيب والقتل والاغتصاب والانفلات الأمني من سيناء حتى أسوان .
ونأتي إلى أحداث بورسعيد التي سقط خلاها عشرات القتلى ومئات المصابين، وبعدها دخلت المدينة في حالة عصيان مدني, لكن أعضاء المكاتب الإخوانية كانوا في واد آخر، وكأن بورسعيد مدينة تابعة لدولة إسرائيل.
وعندما تنبهت الرياسة- ربما بفعل فاعل- إلى ما يحدث خرج علينا المستشار محمد فؤاد جاب الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، بتصريح قال فيه بالنص: “,”إن الرئاسة تدرس تغيير اسم إستاد بورسعيد إلى إستاد المصري، موضحًا أنه يجري دراسة نقل الإستاد إلى خارج المدينة“,”.
هكذا ترى الرياسة حل مشكلة بورسعيد.. تغيير اسم الإستاد.. الخبر ليس نكتة، وإنما هو تصريح رسمي نشرته جريدة “,”اليوم السابع“,” في 23 فبراير الماضي.. إنها حالة الشيزوفرينيا.. مرضى لا يرون ولا يسمعون ولا يعيشون معنا، وإنما يعيشون في دولة أخرى من خيالهم، وهو ما يتأكد عند الحديث عن الاقتصاد عندما يؤكد الرئيس مرسي إننا نتقدم وأن الاقتصاد يتعافى، ويشن هجومًا شرسًا على من يدعي أن مصر على حافة الإفلاس، ويتهمهم أنهم هم المفلسون، ومرة أخرى نحيل الرئيس مرسي إلى تقرير دولي لمركز «بروكنجز» أحد أكبر مراكز الأبحاث الأمريكية على مستوى العالم الذي قال: “,”إن مصر صارت على حافة الإفلاس، وإن الاقتصاد يغرق، خصوصًا أن الاحتياطي الداخلي يكفي فقط لدفع قيمة الغذاء والوقود في مصر لثلاثة أشهر فقط، في الوقت الذي يتصاعد فيه النزاع السياسي في البلاد“,”.
ربنا يشفي كل مريض.. آمين.