كانت أعماله الأعلى توزيعا، ارتبط دوره بفترة النهضة الثقافية فى الستينيات من القرن العشرين، لذلك لم يكن من السهل أن تمر واقعة اغتياله فى قبرص مرور الكرام، حيث قتله رجلان فى عملية أثرت على العلاقات المصرية القبرصية، وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص. ففى مثل هذا اليوم «١٨ فبراير» عام ١٩٧٨، اغتيل الأديب الكبير يوسف السباعى عن عمر ناهز الـ٦٠ عامًا، بعد حضوره مؤتمرًا آسيويًا إفريقيًا بأحد الفنادق فى قبرص.
شكل «فارس الرومانسية» وجدان جيل كامل تربى على رواياته وقصصه الرومانسية الجميلة، فجسد أروع قصص الحب التى تمتزج تفاصيلها بالتضحية لمحبوبته فى «رُد قلبي».
كان مؤمنًا بأن للأدب دورًا كبيرًا فى التمهيد للسلام فى مختلف العصور، واستطاع أن يجمع بين النشاطين العسكرى والأدبي، فتخرج السباعى فى الكلية الحربية عام ١٩٣٧، وتولى بعدها عددًا من المناصب العسكرية منها التدريس فى الكلية الحربية عام ١٩٤٠، فيما وصلت حصيلة إنتاجه الأدبى إلى ٢٢ مجموعة قصصية، و١٦ رواية، وأربع مسرحيات، وثمانى مجموعات من المقالات فى النقد والاجتماع، وله كتابات عديدة فى صحف مصرية وعربية، وكان ضمن كتاب «يوميات» الصفحة الأخيرة بجريدة «الجمهورية»، ثم انتقل للكتابة فى «الأهرام» وتولى رئاسة مجلس إدارتها ورئاسة التحرير لفترة محدودة.
وحصل «السباعي» على الكثير من الجوائز، من بينها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، ورفض استلامها لأنه كان وزيرًا للثقافة فى ذلك الحين، كما حصل على وسام الاستحقاق الإيطالى من طبقة فارس، وجائزة لينين للسلام عام ١٩٧٠، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى ١٩٧٦، وفاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومى عن أحسن قصة لفيلمى «رد قلبي» و«جميلة الجزائرية»، وأفضل حوار لفيلم «رد قلبى»، وأفضل سيناريو لفيلم «الليلة الأخيرة».