مزّق دفاترك القديمة كلها واكتب لدولة الإعلام المصرية الجديدة تعريفات وأهدافًا تليق بها.
كنت أدرس فى كلية الإعلام أن الإعلام فى المعنى الشامل والمضمون له أهداف محددة اجتماعية واقتصادية وتربوية وترفيهية، بجانب الهدف الإعلامي.
أما أن ترتفع الأصوات الآن، ويتحدثون عن الربح كهدف إعلامى أول وأوحد دون الإشارة للأهداف التى تعلمناها ونسعى لتطبيقها فى مسيرتنا المهنية.. فأنا أشعر وكأنى انتقلت للعيش فى كوكب «البلالاتوبيا» فعلًا.
وآخرون يتحدثون عن نسبة المشاهدة كمقياس لنجاح وسيلة الاتصال ووصول رسالتها الإعلامية وفحواها لأكبر قاعدة جماهيرية.
وهنا أقول الكباريهات يا جماعة بتكسب أكتر من الجوامع والكنائس، وفيديوهات الرقص والابتذال والفنكوش تحقق نسبة مشاهدة على مواقع الإنترنت المختلفة أعلى من فيديوهات المضمون الهادف.. ما العلاقة يا سيدي؟
أنا أتحدث عن إعلام يكون الوعى ويربى الأجيال، ويدمج المواطن فى المجتمع وأنت تحدثنى عن الزيف والتسلط وزيادة السخط وفصل المواطن عن مجتمعه بالإبهار والمال، أو بأى طريقة تجذبه للمشاهدة، ولكنها بعيدة عن واقعه الذى يعيشه، وعن البيئة التى تربى بها، وهنا أرى البعض يتحدث عن ماسبيرو وهو إعلام الدولة المصرية كشخصية وهوية ثقافية تحن دائمًا للأصالة والعراقة والتراث والرقى باعتباره الأقل مشاهدة.. طيب عفوًا ودى مشكلتي؟
فتلك ليست قضيتى، فماسبيرو كتجسيد للهوية والثقافة المصرية كحضارة ٧٠٠٠ عام بل هى قضية وطن ضاعت عنه أخلاقه وطباعه المصرية الأصيلة وأصبح يسعى وراء إعلام التجريس، وفرش الملايات ونشر السلبيات وسلب الوعى وهدم الأخلاق. فمتى عدنا لطبائعنا المصرية وأخلاقنا المصرية الحقيقية والتى نفتقدها بشدة.. عاد ماسبيرو للصدارة.
سيدى المواطن أن تدقق فيما يعرض وأن تكبح غرائزك التى يخاطبها إعلام المكسب والخسارة، وتبحث عن مضمون هادف يليق بك فتلك مشكلتك وليست مشكلة ماسبيرو.
ولكن حدثنى عن إهدار المال العام فى ماسبيرو شأنه كشأن مؤسسات الدولة ماعدا المؤسسة العسكرية طبعا.. نتيجة سوء الإدارة والتخطيط وعدم الانضباط وعدم تحقيق العدالة.
نعم ماسبيرو به إهدار مال عام ليس مقصودًا، فأنا لا أتهم أحدًا، ولكن نتيجة الإدارة الخاطئة «اللى بيشتغل زى اللى مبيشتغلش» كله بيقبض.. عدم عدالة فى توزيع الأجور، زميلى على نفس درجتى هو فى المبنى الرئيس، أنا أعمل فى مكان بعيدًا عن صاحب القرار، هو بيقبض أنا بتأخر أو مش لازم خليها كمان شهر. هو على نفس درجتى بيعمل نفس عملى، لأنه فى قطاع آخر من قطاعات التليفزيون، هو بيقبض ضعف راتبى، طيب الدولة مش مستحملة، ساوى مرتبه براتبى لا هو هيزعل ولا أنا، فالمصلحة العامة أهم وهتوفر ملايين.
الرقابة على المحتوى التليفزيوني تراقب فقط كلماتى، ولكنها لا تراقب أدائى ولا أسلوبى ولا مظهرى كمذيع ولا قيمة الموضوع، ولا وزن الضيف ومقدرته على الإدلاء بدلوه فى موضوع الحلقة كمعد ولا فى مستوى الإخراج ولا الإضاءة.. إلخ.. هذا هراء.. أليس هذا إهدارًا للمال العام؟
البعض يتحدث عن مديونيات ماسبيرو، نعم ماسبيرو مدين بأكثر من ٨ مليارات جنيه ذهبت فى إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامى والنايل سات الذى يطل منها البعض الآن ليهاجم هذا المبنى العريق بدلًا من أن يدعمه وباقى الديون هى ديون لعدم تسديدها فى وقتها لبنك الاستثمار القومى ١٣ مليار جنيه فوائد.. من المسئول.. ولماذا لا يحاسب أحد؟
٢٠ قناة وأكثر تم إنشاؤها بالكلام وبجرة قلم.. عفوًا ماذا أضفتم للشارع المصري؟
من يرد محاسبة ماسبيرو أو يتحدث عنه بسطحية فليراجع نفسه أولًا..
القنوات الخاصة تخسر بالملايين من الذى تحمل تلك الخسائر ولماذا؟
هل لأجل عيني المواطن المصري؟
وكذلك الصحف الحزبية والخاصة خسائرها تسد عين الشمس، ماسبيرو ليس فقيرًا كما يدعون، ماسبيرو فضله على الجميع وهو صخرة ستتحطم عليها طموحات أعداء هوية الدولة المصرية، «فهو أمن قومى للدولة المصرية» كما قال سيادة الرئيس ومن يهاجم الأمن القومى فهو إما عدو أو جاهل، ماسبيرو يمتلك ٣٠٠٠ فدان وله نصيب فى مدينة الإنتاج والنايل سات وله الحق فى الترددات.. أين تذهب تلك الأموال؟
صَهْ يا فتى وأنصت فهو ماسبيرو فمن تكون أنت؟!