لجأ أهالي محافظ الأقصر إلى استخدام مدفأة الشتاء سواء المبنية من الطين "الموقد"، أو "القروانة الحديد" أو استبدالها بالمدفأة النحاس، بدلًا من شراء مدفأة كهربية في كل منزل، بالتزامن مع موجة البرد التي اجتاحت المحافظة، اليوم الخميس.
وتصنع المدفأة من الطين حيث تخمر التربة لتحولها إلى عجينة ثم تضع عليه الحمَّار المصنوعة من الطوب الأحمر، وتضع القليل منها على الطين ثم تسكب القليل من الماء، ثم تضع القليل من "الدِمس"، وتعجنه حتى يتماسك، ثم تشكلها على هيئة مربع أو دائرة بها أربع حواف، وبها تجويف في الوسط لوضع الحطب لاتقاءً لبرد الشتاء، أو عوضا عنها يتم شراء "قروان صفيح" وهي عبارة عن مدفأة صفيح من عمال البناء يتم وضع الحطب وإشعاله فيها للتدفئة وإشعال النار في الحطب والانتظار إلى حين انحسار الدخان الأبيض الكثيف لتفادي الأضرار الصحية والاختناق بفعل نقص للأوكسجين ثم إدخاله إلى الشقة أو التدفئة خارجها.
وينتشر "الكانون أو موقد النار" في شكله القديم والبدائي أو في التحديث الجديد له ممثل في"القروانة الحديد" في بيوت أهالي محافظة الأقصر في أيام الصقيع التي تمر بها البلاد ليس للتدفئة فقط بواسطة إشعال الحطب بداخله حتى يبقى رمادا بل يستخدم أحيانا لغلي الشاي على الفحم والذي يتميز بنكهة تختلف عن المعد على نار الغاز.
ويجتمع الكبار والصغار في الشوارع والأزقة لتداول الحكاوي والروايات حول "الموقد" في ليالي الشتاء، أمام منازلهم، وساحات المضايف، بدءًا من دخول الليل وحتى ساعات متأخرة، ويتداولون الأمور العامة والخاصة، والتي يتخللها التناوب على إعداد الشاي وتقديمه للجالسين.