صدر اليوم عن دار آفاق للنشر والتوزيع ترجمة جديدة لكتاب "رسائل إلى ميلينا" للكاتب الألماني فرانز كافكا، ترجمة الدسوقي فهمي.
ومن أجواء الكتاب، نقرأ:"
إلى ميلينا
هاأنت ترين يا ميلينا أننى أستلقى فوق المقعد الخشبى فى الصباح، عاريا، نصفى فى الشمس، ونصفى الآخر فى الظل، بعد ليلة مؤرقة بطولها تقريبا، كيف يتسنى لى أن أنام، وأنا، الخفيف كالريشة بالنسبة للنوم، أدور حولك باستمرار، وطالما كنت خائفا "تماما كما كتبت أنت اليوم"، خائفا حقا من ذلك "الذى سقط فى طوقي"، خائفا نفس الخوف الذى سمعناه عن الأنبياء، الذين كانوا أطفالا ضعفاء.. حين سمعوا صوتا يناديهم، فخافو.. ودقو أقدامهم فى الأرض، وأحسو لحظتها بخوف يطير به العقل.. لابد أنهم قد سمعوا بلا شك أصواتا من قبل، لكنهم لم يفهموا كيف تأتى لهذه الرهبة أن تصدر عن هذا النداء بالذات؟.. كما أنهم لم يدركوا، لأنهم كانوا أطفالا، أن ذلك الصوت كان قد ساد بالفعل.. إن الكثيرين قد سمعوا ذلك الصوت، لكن جدارتهم بسماعه هو أمر يكتنفه الشك، فلكى يلزم المرء جانب الأمان، من الأفضل له أن ينكر بشدة، مقدما- هذه الأصوات".