على الطريقة الرسمية، احتفلت حكومة المهندس شريف إسماعيل بـ"عيد الحب"، بمشاركة الشعب بعد موافقة البرلمان على التعديل المحدود في بعض الحقائب الوزارية، وتجديد الثقة في البعض الآخر، وجاءت الدكتورة سحر نصر على رأس قائمة الوزراء الموثوق بهم والفائزين بحقيبه وزارية جديدة، وحصلت على موافقة المجلس بضم وزارة الاستثمار إلى جانب الإبقاء على توليها مهام وزارة التعاون الدولي.
"دي بنت بلد وبتلف مصر لتحقيق التنمية".. كلمات مقتضبة قالها رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، عن "سحر نصر"، أشار فيها إلى عملها على تحقيق التنمية المستدامة لدعم المناطق الفقيرة والمهمشة، تلك المرأة التي تظل قسمات وجهها الضاحكة في وجه فقراء قرى الصعيد ووعودها بدعمهم، بل تخطى الأمر مراحل الوعود ليخرج إلى النور عن طريق دعم عدد من الأسر ماديا بالتواصل مع الجمعيات وكذلك توفير فرص عمل لعائلي تلك الأسر.
وللمرة الثانية حصلت "نصر" على ثقة البرلمان والحكومة معًا بل وأضافت ثقة جديدة بتوليها مقاليد وزارة الاستثمار، والتي عُرفت بـ"المرأة المثابرة" استطاعت خلال فترة عملها كأستاذ جامعي بالجامعة الأمريكية إصدار ما يقرب من 60 ورقة بحثية وتقارير فنية، حيث جمعت هذه الدراسات بين الخبرة الفنية والعملية في مجالات التمويل الدولي، والتنمية الاقتصادية، وتنمية القطاع الخاص، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والإصلاح المالي، وسوق العمل وتمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، والتشريعات الاقتصادية، تم نشرها في دوريات علمية لكبرى الجامعات مثل جامعتي أكسفورد، وكامبريدج في المملكة المتحدة، وجامعة بركلي في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى التقارير الصادرة عن البنك الدولي.
حركة غير اعتيادية داخل أروقة "البنك الدولي" أحدثتها "سحر نصر" أثناء عملها هناك، على حد قول زملائها، استطاعت من خلالها كسب ودّ الجميع ورسم صورة للاقتصاد المصري وكسب خبرة أفادت بها الدولة عند عملها بالرئاسة، خاصة أثناء إعداد الخطة الاقتصادية للحكومة خلال العام 2014، لوضع الخريطة التنموية للدولة، تقلدت بعدها العديد من المناصب، حيث تولت "نصر" منصب وزيرة التعاون الدولي بعد أداء اليمين الدستورية فى 19 سبتمبر 2015، ثم تجديد الثقة فيها مرتين.
ولدت "سحر نصر" عام 1964 وحصلت على الليسانس في الـ 21 من عمرها، في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال العام 1985، وماجستير في الاقتصاد فى فبراير 1990 من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وحصلت على الدكتوراه في الاقتصاد فى نوفمبر 2002 من كلية السياسة والاقتصاد بجامعة القاهرة.
كما حصلت على درجة الأستاذية من المجلس الأعلى للجامعات وشغلت منصب أستاذ الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، وحاضرت بالعديد من الجامعات الأجنبية والمصرية.
وشغلت عضو المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية برئاسة الجمهورية حيث شاركت من خلال المجلس في تقديم المشورة الاقتصادية للرئيس وصياغة العديد من المقترحات لتطوير السياسات الاقتصادية لمصر وتفعيل جهود التنمية الاقتصادية وتنسيق وتوحيد المبادرات والبرامج التنموية بين مختلف الوزارات والهيئات بما يضمن تحديث منظومة الأداء الاقتصادي.
وتتمتع الدكتورة سحر بخبرة واسعة فى مجال الترويج للحصول على المنح والتمويل الدولي حيث قامت بتدبير وإدارة تمويلات تجاوزت الـ4.3 مليار دولار تم ضخها فى الاقتصاد المصري فى مجالات الإصلاح المالي وتطوير السياسات الاقتصادية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والإسكان الاجتماعي. هذا بالإضافة إلى خبرتها المتميزة فى مجال تنظيم ورئاسة لجان المعونات الاقتصادية الدولية والاستثمارات الأجنبية والتعاون والتنسيق فى هذا المجال مع عدد من الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وذلك من خلال عملها في منصب كبير اقتصاديين بالبنك الدولي، ومدير برنامج التمويل وتنمية القطاع الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أمضت "سحر" جانبا كبيرا من حياتها المهنية في مجال تصميم والإشراف علي العديد من برامج الإصلاح الاقتصادي والتمويل في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وأمريكا اللاتينية ووسط وشرق أوروبا، وكذلك تصميم الاستراتيجيات ومتابعة تنفيذ برامج تنمية القطاع المالي والنمو الشامل والتشغيل وايجاد فرص العمل من خلال تنمية المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وتصميم وإدارة برامج تمويل الإسكان الاجتماعي وتصميم ومتابعة تنفيذ برامج إصلاح القطاع المالي وهيكلة البنوك العامة بالإضافة إلى تصميم استراتيجيات التعاون لدول المنطقة مع البنك الدولي وتنفيذ الإصلاحات التشريعية والرقابية والهيكلية.