كشفت مشيخة الأزهر الشريف عن استعانتها بعدد من العناصر النسائية، في مجال الدعوة وتجديد الخطاب والفكر الديني، ومحاربة فتاوى التيارات التكفيرية، من خلال تعيين عدد من الحاصلات على مؤهلات أزهرية شرعية كواعظات، للعمل في المساجد، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وأخريات حاصلات على ماجستير ودكتوراه في تخصص الشريعة الإسلامية والفقه، للعمل مفتيات بالمركز العالمي للفتاوى والرصد، والذي سيفتتحه الإمام الأكبر، فبراير الجاري.
وتأتي هذه الخطوة تمهيدًا لفتح باب العمل للمرأة في مركز الأزهر العالمي للفتاوي والرصد، لتعيينها كواعظة ومفتية، للرد على الفتاوى التكفيرية، وفتاوى التيارات المتشددة من خلال المركز، ويتم تدريبهم على أساليب الفتوى الحديثة، واستخدام التكنولوجيا في الرد على الفتاوى إلكترونيا، كما سيقوم المركز بإصدار تقارير عن فتاوى التكفير، وتلقي فتاوى الجمهور والإجابة عليها، كما سيتم ربط المركز بكافة لجان الفتوى بالمحافظات.
من جانبه أعلن الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بالأوقاف، بأن عمل الواعظات اللاتي عينهن وزير الأوقاف بالمساجد التابعة للوزارة، ينحصر في التواصل مع السيدات، وإعطاء دروس ومحاضرات في مختلف التخصصات الدينية، بالإضافة لتحفيظ القرآن الكريم، مع مختلف الأنشطة الدعوية داخل المساجد من فعاليات، كعقد ندوات، ومسابقات في حفظ القرآن الكريم، وقراءة الكتب، والإجابة على كافة التساؤلات الفقهية التي ترد إليهن، والتواصل مع السيدات في الريف والحضر، لتعريفهن بأمور دينهن، وتوزيعهن على لجان الفتوى بالمحافظات.
في القوت ذاته، قال سامح عبد الحميد حمودة، القيادي السلفي: إن "المرأة في الإسلام لها أن تتعلم وتُعلم غيرها، ويتتلمذ عليها الرجال والنساء"، مؤكدًا أن "كثير من العلماء كان لهم شيخات من النساء وتصل المرأة لدرجات رفيعة في تدريس كافة العلوم الشرعية مثل العقيدة والفقه والحديث والسيرة والتجويد وغير ذلك".
وأوضح "حمودة" في تصريحات لـ"البوابة"، أن "المرأة لها الحق في أن تعظ الناس وتفتي الرجال والنساء في أمر دينهم، كما كانت تفعل السيدة عائشة، فهي أهل لذلك"، مشيرًا إلى أن "لها الحق في أن تصلي بالنساء كإمام فقط، ولا تصلي بالرجال، ولا تخطب الجمعة ولا تؤذن على العام".