تزايدت الصراعات داخل حزب «المصريين الأحرار»، على خلفية تبادل الاتهامات، بين جبهة الدكتور عصام خليل رئيس الحزب، وجبهة المهندس نجيب ساويرس مؤسس الحزب ورئيس مجلس الأمناء.
وحولت جبهة «خليل»، «ساويرس» للتحقيق داخل الحزب، بعد وصفه «خليل» بـ«يهوذا»، وسبه علاء عابد، رئيس الهيئه البرلمانية للحزب، فيما أعلنت جبهة «ساويرس»، فى بيانٍ لها، أمس، أن الحضور المكثف من أعضاء الحزب للمؤتمر الذى عقدته، أمس الأول، بداية لإعادة الحزب «الذى اختطفه عصام خليل»، على حد وصف البيان.
واستمر سيل الاتهامات الموجهة بين الطرفين، عبر البيانات الصحفية، التى يرمى بها نواب موالون لجبهة «خليل»، ويتهمون «ساويرس» بالعمالة والخيانة، مما جعل الأخير يقوم بالتعامل معهم عبر ممثله القانوني، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ضد من يرى أنهم يتطاولون عليه.
وجه مجلس أمناء حزب «المصريين الأحرار»، وجبهة «ساويرس»، الشكر لأعضاء وقيادات ورموز الحزب، الذين حرصوا على المشاركة فى فعاليات المؤتمر الصحفي، الذى عُقِدَ، بمقر مجلس الأمناء، بقصر محمد محمود باشا، أمس الأول، فى رسالة واضحة لكل من تلونوا وخانوا الأمانة، أن مؤسسى ومحبى الحزب فى كل ربوع مصر، باقون على العهد وعلى الحلم، فى وجود حزب ليبرالى ديمقراطى يؤمن بالتعددية وحرية الرأى ويحافظ على ثوابت الدولة.
وأكد، أن مقر مجلس الأمناء (بيت الأحرار)، سيظل مفتوحًا لكل الشرفاء من أعضاء الحزب الحاليين والسابقين، وكل الأعضاء الذين لم يتمكنوا من تجديد عضوياتهم، بسبب ممارسات قيادات الحزب الحالية، لمساعدتهم فى اتخاذ الإجراءات القانونية لحفظ حقوقهم، ومرحبًا بكل الداعمين والمحبين، والراغبين فى استعادة الحزب، لاستكمال الطريق نحو وطن لكل المصريين.
وأوضح مجلس الأمناء، أن الحشود التى حضرت المؤتمر، وأعلنت تأييدها لمجلس الأمناء، كانت بمثابة مولد جديد لحزب «المصريين الأحرار»، الذى عقدنا العزم بكم على استرجاعه، باتخاذ كل الإجراءات والمسارات القانونية».
وأضاف البيان، أن «الحضور المكثف عرى زيف كل من شارك فى محاولة اختطاف الحزب، وكشف وهم إدارة الحزب الحالية، وأن أغلبيتهم المزعومة التى مرروا بها قرارات غير قانونية للسطو على الحزب هى مجرد وهم كبير، نعدهم بأن يفيقوا منه قريبًا».
وقال المجلس: «ننصح إدارة الحزب الحالية بخوض معركتهم بشرف لمرة واحدة، وأن يكفوا عن التمسح فى مؤسسات الدولة، ومحاولات الاستجداء الرخيصة فى قضية يدركون أنها خاسرة، وأنها كانت مغامرة غير محسوبة، لم يدركوا أبعادها بعد، وعلى أجهزة الدولة، أن تنأى بنفسها بعيدًا عن تلك الخلافات الحزبية الداخلية، كى نعطى فرصة لدولة القانون لتقول كلمتها الفصل».
كان المؤتمر الصحفى لمجلس أمناء حزب «المصريين الأحرار»، الذى دعا له «ساويرس»، بحضور صلاح فضل، رئيس مجلس الأمناء، ومحمود العلايلي، عضو المجلس، وأسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس الأمناء السابق للحزب، وعدد من النواب، منهم: نادية هنرى، إبراهيم عبدالوهاب، جون طلعت وهشام الشعينى.
وكشف «ساويرس» عن ملابسات وشروط تأسيس الحزب، حتى الوصول إلى المرحلة الحالية، كما كانت هناك تشديدات مكثَّفة من «البودى جارد» الخاص بـ«ساويرس»؛ حتى لا يتم اختراق المؤتمر من الجبهة الرافضة للمجلس، وتعالت الهتافات داخل المقر مرددة: «إحنا معك يا نجيب»، «هنكمل المشوار»، و«يهوذا سرق الحزب».
من جانبه؛ شَكر «ساويرس»، أعضاء الحزب، الذين جاءوا من كل المحافظات؛ من أجل حضور المؤتمر، وقال إنه يتحمل مسئولية ما حدث فى الحزب من أخطاء فى الاختيار، وإنه يعتذر عن سوء اختياراته السابقة.
وأضاف: «لن أنزل لمستوى النائب علاء عابد، فى بيانه الأخير، ولن أرد عليه»، وطالب برفع الحصانة عن «عابد» حتى يتم التحقيق معه أمام القضاء؛ مشيرًا إلى أن «ما قاله عابد أسلوب رخيص ومتدن فى الحوار»، حسب تعبيره.
واستشهد «ساويرس» بـ«الكتاب المقدس عندما اختلفت سيدتان حول ابن، وادعت كلتاهما أنها أمه، فذهبا إلى الملك سليمان، فقال لهما: فى هذه الحالة نقسم الطفل نصفين، فقالت إحداهما إنها موافقة، فعلم سليمان حينها من هى الأم الحقيقة للابن»، هكذا وصف ساويرس حال الحزب، قائلا: «أنا الأم الحقيقية للحزب».
فى السياق ذاته؛ قرر حزب «المصريين الأحرار»، استدعاء «ساويرس»، عضو الحزب، للمثول أمام لجنة الانضباط الحزبى، للتحقيق معه فيما صدر عنه من تصريحات تسيء للحزب، وتحرض على قياداته.
وتشمل قائمة الاتهامات الموجهة لـ«ساويرس»، وصفه رئيس الحزب عصام خليل بـ«يهوذا»، فى لغة طائفية كلها تحريض وتكفير، إضافة إلى لغة التمييز الذى يتحدث بها عن أبناء الوطن، فيما يعتبر مرفوضًا من جانب الحزب، الذى يتخذ من الليبرالية نهجًا ومنهجًا.
وستوجه لجنة الانضباط الحزبى لـ«ساويرس» اتهامًا بالدعوة لمؤتمر سياسى حاشد، على غير أساس من القانون، ومحاولة الإيحاء بأنه يمثل الحزب، باسم مجلس الأمناء، الذى صوت المؤتمر العام بإلغائه.
كما ستوجه اللجنة له اتهامًا بالخروج عن لائحة الحزب، وقيادة مجموعة هدفها الإساءة لقيادات الحزب وقواعده، مضللًا «نفرًا» من الشباب، رغبةً فى هز استقرار الحزب، وذلك طبقًا لمواد الانضباط الحزبي، المنصوص عليها بلائحة النظام الأساسى للحزب.
من جانبه؛ وصف مجلس أمناء حزب «المصريين الأحرار»، بيان إدارة الحزب الحالية بتحويل «ساويرس»، إلى الانضباط الحزبى، بأنه تصرف غير مسئول، واستمرار لأداء لا يليق بحزب شارك فى تأسيسه نخبةٌ من رموز وقامات ومحبى هذا الوطن، وأكد مجلس الأمناء أن الفريق القانونى الخاص به سيتخذ كل الإجراءات القانونية الكفيلة بحفظ الحقوق الحزبية لـ«ساويرس»، وكل أعضاء الحزب.
وقال المجلس، فى بيانٍ أصدره، أمس: «فى كل الأحوال ما بُنيَّ على باطل فهو باطل، واللائحة القائمة للحزب لا تعترف بالكيان المزعوم المسمى بـ«الانضباط الحزبي»، وأن أعضاء مجلس الأمناء، لا يخضعون لهذا النوع من الإجراءات.
فى سياق ذى صلة؛ يحتفل ﺣﺰﺏ «ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ»، ﺑﺎﻓﺘﺘﺎﺡ المقر الجديد، ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟدﻛﺘﻮﺭ ﻋﺼﺎﻡ خليل رئيس الحزب، كما يشارك ﻗﻴﺎﺩﺍت الحزب على المستوى المركزي، وقيادات ﺃﻣﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎفظات، ﻭنواب الحزب ﺑﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ، ﻭعدد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ والمسئولين، ومختلف الأحزاب السياسية، وعدد كبير من أعضاء مجلس النواب.