الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

افتداء الوطن بأحلى الرجال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدنا جميعا وقائع الندوة التثقيفية الرابعة والعشرين التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تحت عنوان «مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة»، وبكينا جميعا مع والدة الشهيد البطل ملازم أول محمد عبده، وأثرت فينا كلماتها الصادقة خاصة حينما قالت: «ما فعله ابنى ليس بطولة عادية، ولديه أم أعظم منى بكثير هى مصر».
وحكت ما حدث، حيث إنه كان فى إجازة وكان يحضر شنطته، قبل أن تأتى الاستغاثة باجتياح كمائن الرفاعى، وطلب الدعم، فتوجه مع القوات، واستكملت حديثها، بأن محمد أصيب ورفض إخلاء مكانه إلى أن استشهد، كما أكد لها زملاؤه أن محمد رغم أن إصابته كانت شديدة فإنها كانت نتيجة قذيفة «آر بى جى»، إلا أنه لم يتألم حتى استشهاده. كما روى المقاتل الرائد كريم بدر، الذى قال أردت الاستشهاد فى سبيل الله وأنا أتصدى للعناصر الإرهابية فى سيناء، فكانت إصابتى ببتر ذراعى اليسرى، ورغم الإصابة.. فإننى على أتم الاستعداد لتنفيذ أى مهمة تكلفنى بها مصر أو القوات المسلحة، واستكمل ما تعرض له، حيث صدرت الأوامر لهم بدعم الكمائن التى تمت مهاجمتها من قبل العناصر الإرهابية فى منطقة الرفاعى، وكانوا جاهزين ومدربين لتنفيذ المهمة، وكان لديهم تصميم جميعا على تصفية أكبر عدد من الإرهابيين قبل أن يلقوا ربهم. واستكمل حديثه بأنهم تحركوا وكان فى المقدمة دبابة «إم ٦٠» كان فيها البطل الشهيد الملازم أول محمد عبده، والملازم أول حسين السيد، وكان هو فى المركبة رقم «٢» خلفهم، وخلفهم باقى قوة الدعم، وأنهم قطعوا المسافة الكبيرة فى زمن قليل، والتحموا بالمعركة الشرسة التى كانت تدور مع العناصر الإرهابية، ووجهوا ضربات قوية وثقيلة للعناصر الإرهابية، مما أوقع خسائر كبيرة فى صفوفهم، وتدمير عربات الدفع الرباعى التى كانوا يستقلونها، وجاءت مجموعات أخرى من العناصر الإرهابية، وتعاملوا معهم فى قتال تلاحمى مباشر، حيث خرج البطل الشهيد الملازم أول محمد عبده من دبابته، وتعامل معهم وجها لوجه بسلاحه، وقتل أعدادا كبيرة منهم حتى أصيب، إلا أنه استمر ورفض الإخلاء، حتى جاءت قذيفة «آر بى جى»، ليسقط شهيدا. أما الرائد المقاتل كريم بدر ففوجئ بسيارة دفع رباعى تقترب منه، إلا أن الجندى كيرلس الذى كان برفقته قام بالتعامل معها برشاشه، ونجح فى تصفيتها، وتصفية من بداخلها، ليتأكد التلاحم الشعبى مسلمين ومسيحيين فى المعارك، والدفاع عن الوطن، وأصيب الرائد بدر بقذيفة «آر بى جى» أيضا، مما أفقده ذراعه فحمل هذه الذراع ووضعها فوق سطح العربة، ثم أمسك سلاحه الشخصى، وسنده بالخزنة، واستمر فى مقاومة الإرهابيين. وأضاف: «تعاملت معهم، وبلغت ساعتها أنى هخلى نفسى، وأن مجموعة الأبطال اللى معاه هتكمل فى مطاردة العدو، وبالفعل أخلى نفسه، والقوات اللى هما جايين يدعموها هى اللى بدأت تدعمهم، وبدأت عملية الإخلاء، وطالب الجنود اللى معاه بأن لما يحسوا إنه تقيل عليهم، ومش هاقدر أخلى من المكان إنه عايز طلقه فى دماغه عشان محدش يأخذه، وهو كده»، وبالطبع لن ينسى أبدا المقاتل الشهيد عبدالرحمن الذى قتل ١٢ إرهابيا بالرغم من إصابته، وقبل استشهاده، والتى رواها قائد كتيبته، حينما قال: «كان عندى فى الكتيبة مجند بطل مثل الوحش، يدعى عبدالرحمن، أصيب بطلقة فى جنبه ورفض أن يستسلم، وأصر على مواصلة القتال حتى قتل ١٢ إرهابيا بمفرده، إلى أن أصيب بطلقة أخرى فى رأسه، فسقط شهيدا، وكانت آخر تغريداته على (الفيسبوك): (مصر هنحميها حتى لو هنموت فيها)».
وقالت أمه عنه: «ابنى الشهيد البطل كان بيكتب لى قبل ما يسافر إنا لله وإنا إليه راجعون، وكان ابن موت، وكان شايل همى وهم إخوته دائما، وكان رجل يعتمد عليه فى كل حاجة، وآخر مرة كلمنى قال لى ادعيلى يا أمى وانتى بتصلى قبل يوم ٣٠ يونيو، أنا ابنى بطل قدر يموت ١٢ إرهابى بالرغم من إصابته لأنه كان بيدافع عن مصر»، مضيفة: «أنا سمعت الضابط وهو بيحكى عن بطولة ابنى كنت مفتخرة بيه، وحسيت إن ابنى أخد حقه، والضابط قال إنه هيزورنا وأنا مستنياه لأن ابنى كان بيحبه»، وكذلك الشهيد عوضين محمد الذى ذكر زملاؤه أنهم معرفوش يشيلوا السلاح من إيده بعد استشهاده.
وكان هدف هذه الهجمات المدعومة من تركيا وقطر وإسرائيل وأمريكا سواء بأحدث العتاد العسكرى أو المال، هو إعلان الاستيلاء على مدينة الشيخ زويد، وإعلانها كمقر لولاية سيناء كنقطة انطلاق للاستيلاء على كامل سيناء، وتجميع كل الإرهابيين فيها لتحل محل قندهار، وأسوة بما حدث فى العراق وسوريا، ولكن الحمد لله تم القضاء على هذا المخطط، وهزيمته ودفنه فى رمال سيناء، وترتب على هذه الهزيمة إلحاق الهزائم بتنظيم داعش فى سوريا والعراق، وكان لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأرض المعركة بزيه العسكرى المقاتل وكبار قادة القوات المسلحة أثر كبير فى نفوسنا جميعا، ومصافحته للمقاتلين، ضباطا وجنودا، حقا لقد جاء الوطن بأحلى رجاله.
هذا جزء يسير من جواهر وألماظات بطولات قواتنا المسلحة التى خرجت من خزائن جيشنا البطل، ونأمل فى خروج الباقى، حيث يوجد الكثير والكثير حتى يتم توثيقها فى أفلام وكتب دراسية تدرج فى مناهج وزارة التربية والتعليم والجامعات حتى تقرأها جيدًا نخبتنا التى ابتلينا بها وأنصاف المثقفين، وأصحاب البطولات الوهمية الذين صدعوا أدمغتنا من خلال اعتلائهم العديد من المحطات الفضائية، والصحف الخاصة، وكذلك الطابور الخامس الذى يشكك فى كل شىء، وأخيرا العملاء وأبواق الموساد، والمخابرات المركزية الأمريكية بقناة «الجزيرة» الذين أنتجوا فيلما خصيصا لتشويه صورة الجيش المصرى، متناسين أنه بفضل تلاحمه مع الشعب المصرى تم وقف المخطط الصهيوأمريكى لتفتيت وتقسيم دول المنطقة وتدمير جيوشها وإسقاط دولهم، لتعم الفوضى حتى لا يبقى سوى جيش دولة إسرائيل الوحيد القوى، تمهيدا للسيطرة التامة على دول المنطقة، ولن ننسى أن جميع هذه المنظمات الإرهابية سواء تنظيم أنصار بيت المقدس أو داعش خرجوا من أحشاء التنظيم الأم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، ولا نملك سوى أن نقول المجد والخلود لشهدائنا الأبرار سواء القوات المسلحة أو جهاز الشرطة أو المواطنون الذين يتصادف وجودهم فى لحظة الهجمات الإرهابية، ونؤيد ما قاله السيد الرئيس فى أن ولاء الجيش والشرطة لمصر وشعبها فقط دون انتماءات مذهبية أو طائفية أو حتى للرئيس، لأن هذا سر قوتها، وحتى لا تصيبها آفة الأحزاب والنقابات المهنية والعمالية والجمعيات.. حمى الله قواتنا المسلحة وحفظها موحدة الإرادة وبعيدا عن أى انقسام، لأنها هى سندنا فى الحياة، وإننا بإذن الله لمنتصرون.