تسببت الحرب الشرسة التي اندلعت في سوريا، بين هيئة تحرير الشام القريبة من تنظيم القاعدة، والتي تضم خمس جماعات أبرزها جبهة النصرة سابقًا، وحركة نور الدين زنكي، وبين فصيل جند الأقصى القريب من داعش، في مقتل أكثر من 70 عنصرًا من الطرفين خلال الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الطرفين قد طوروا هجومهما إلى السيارات المفخخة على المقرات وتنفيذ حملة إعدامات، في حرب شرسة تستمر لليوم الثاني على التوالي.
وذكر المرصد في بيان أن عشرات المقاتلين من الطرفين لايزال مصيرهم مجهول، وأن التوتر يسيطر على مناطق ريف حماة الشمالي وريف ادلب الجنوبي نتيجة سعي كل من الطرفين لفرض نفوذه، في الوقت الذي اتهمت فيه هيئة تحرير الشام، جند الأقصى، بتفجّير سيارة مفخخة وأرسل استشهاديين فجروا أنفسهم قرب مقرات الهيئة.
وقال الشرعي البارز في الهيئة زبير الغزاوي، إن جند الأقصى كفّرت قائد تحرير الشام هاشم الشيخ، وفصائل منضوية تحته مثل نور الدين زنكي وغيرها، لافتًا إلى أن المناظرة التي عقدها منذ يومين، مع فصيل جند الأقصى، امتدت نحو ست ساعات، ورفض قائد "جند الأقصى"، تسجيلها بزعمه عدم مبايعته للدولة الإسلامية، وتبرؤهم من فكر الخوارج.
وقال الزبير الغزاوي، إن هيئة "تحرير الشام" وضعت ثلاثة شروط لـ"جند الأقصى"، وهي "التبرؤ من داعش، والتبرؤ من فكر الخوارج، والنزول إلى محكمة شرعية"، حيث أن قائد جند الأقصى قبل بالأولى والثانية، ورفض الثالثة بحجة عدم وجود قاض يرتضيه في الساحة.
ونشرت منتديات إرهابية تابعة لتنظيم داعش، بيانًا لجند الأقصى، يكشف فيه سبب هجوم هيئة تحرير الشام عليهم، وقال أبي ذر الصوراني، ممثل الفصيل في المناظرة إن الهيئة أهانتهم بحضور الاجتماع متأخرًا، وأنها كذبت عليهم وخانتهم لطلبها من الفصيل ترك الأماكن التي يسيطر عليها.
وذكر الصوراني، أن هدفهم كان التهدئة وإراقة الدماء لتكرار ما حصل في حلب، وتجنبًا للحرب التي لم يقطف ثمارها إلا النظام السوري لكن الهيئة وصفتهم بأنهم "خوارج"، وطالبت بتسليم نخبة من عناصر الحركة، وعدم الهجوم على النظام أو إطلاق رصاصة واحدة بحجة التفاوض معه على بعض المناطق.
وأشار الفصيل إلى أنهم لم يبادروا بالهجوم على هيئة تحرير الشام، لكنها هي من سارعت بقتالهم والتربص بهم وهو ما استوجب الرد- على حد قولهم.
وشهد شهر يناير الماضي انطلاق تلك المعارك من جديد عقب خلاف نشب بين حركة أحرار الشام وفصائل متحالفة معها من جهة، وجبهة فتح الشام من جهة ثانية، بعدما كان الطرفان متحالفين، الأمر الذي دفع فصائل "صقور الشام" و"جيش المجاهدين" للانضمام إلى حركة أحرار الشام، فيما اختارت فصائل أخرى بينها جبهة فتح الشام وحركة نور الدين زنكي أن تحل نفسها وتطرد "جند الأقصى" من تبعيتها وتشكل هيئة جديدة ضمت خمسة جماعات تحت اسم "هيئة تحرير الشام".