"ترعة العشي" صائدة أرواح البشر، المدانة في نظر الجميع، والمجني عليها بفعل إهمال المحليات ومجالس المدن، وتقع الترعة بمركز الزينية، شمال محافظة الأقصر، وهي غير "مدبشة"، بلا أسوار، ما يجعلها مقبرة للصغار والكبار ممن يقعون بها.
الأطفال وكبار السن هم الفئة الأسوأ حظًا، حيث سقط مؤخرًا الشقيقين "أحمد ومحمد جمال"، 11 عامًا، ولم تستطع فرق الإنقاذ ردهما أحياء، حيث فارق الطفلين الحياة غرقى.
"أم طاهر"، سيدة أربعينية من سكان القرية، قالت: "بهيمتي وقعت في الترعة من 3 سنين وماتت، سعر البهيمة 20 ألف جنيه، فضلًا عن الأطفال التي تسقط يومًا بعد الآخر".
وقال شاهين إبراهيم، من سكان المنطقة،: "لا نريد أكثر من تدبيش الترعة"، أي محاوطتها من الجانبين بصخور ودبش، لمنع انزلاق المارة والماشية فيها، وهي من أعمال مجلس المدينة، متسائلةً: "متى يتحرك هؤلاء؟، أما يكفي موت طفلين في عمر الزهور؟".
وأضاف: "تعالوا شوفوا مقتنيات الترعة وما يوجد في بطنها من مخلفات وحيوانات نافقة، فضلا عن تكالب الذباب والحشرات، لماذا ترضون لأنفسكم الحياة الكريمة، وتتركونا للعراء والأمراض والموت، والله لنحاسبنكم أمام الله، وليقتص ربنا لنا من كل مسئول تخلف عن مسئوليته وأهمل الرعية".
الصرخات تتوالى، والشكاوى تتراكم في الأدراج، والترعة المدانة لازالت خلف القضبان.
