قال مصدر مسؤول فلسطيني إن "هناك جدلاً حاداً داخل أطر اللجنة المركزية لحركة "فتح" حول تعيين نائب الرئيس، في سياق النقاشات الدائرة بشأن توزيع المهام والصلاحيات الداخلية، التي ستبحثها الحركة غداً في رام الله".
وأضاف المسئول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لـصحيفة "الغد" الأردنية، إن "الخلاف القائم بين عدد من الأعضاء في اللجنة يدور حول تعيين القيادي في فتح مروان البرغوثي نائباً للرئيس، في ظل منافسة شديدة بين عدد من القياديين البارزين في الحركة لشغل منصب الرجل الثاني في الحركة، والذي قد يعزز حظوظه لاحقاً لدى البحث الجدي في خلافته".
وأوضح أن "مؤيدي هذا التوجه يستندون إلى حصد البرغوثي أعلى الأصوات في عضوية المركزية، خلال انتخابات المؤتمر العام السابع للحركة نهاية العام الماضي".
واعتبر أن تلك النتيجة "تعطي دلالة واضحة لرمزية البرغوثي ومكانته الوطنية، التي طالما تصدرت منسوب التأييد الشعبي في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني الأخيرة، وشكلت في مفاصل حاسمة منافساً قوياً لخلافة الرئيس محمود عباس".
في المقابل؛ يرى أعضاء في الحركة بصعوبة تعيين البرغوثي، الأسير مدى الحياة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في منصب رفيع ومعني بمتابعة القضايا الداخلية والتنظيمية للحركة".
وأدى هذا الأمر إلى استياء زوجة القيادي الفتحاوي المحامية فدوى البرغوثي عبر صفحتها على "فيسبوك"، مما حدث مؤخراً حول الخلاف الحاد والمعارضة على تعيين الأسير مروان بمنصب نائب الرئيس، "رغم الاستحقاق وما حققه من نجاح بحصوله على أعلى الأصوات في قائمة الفائزين بعضوية اللجنة المركزية، مما يعني في أعراف الحركة أنه نائب الرئيس"، بحسبها.
وأوضح المصدر أن "المباحثات تطال شغل المناصب القيادية، في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري للحركة، لاسيما ملف اختيار أمين سر للجنة المركزية، خلفاً لأبو ماهر غنيم الذي غادر المنصب، وهو منصب مهم، حيث تحال إليه رئاسة الاجتماعات في حال غياب الرئيس".
وأشار إلى أن "الخلافات حول توزيع المسؤوليات على "المركزية" أدت إلى تأخير البت فيها لأكثر من شهرين، منذ انعقاد المؤتمر مطلع (ديسمبر) الماضي، لأن الاتفاق حولها كان يحتاج إلى حل في إطار التوازنات الموجودة داخل الحركة".
ومن المقرر أن تبحث اللجنة المركزية لحركة "فتح"، غداً في رام الله، برئاسة الرئيس محمود عباس، في مسألة توزيع المهام داخل الحركة، بالإضافة إلى الأوضاع في الأراضي المحتلة، وموضوع المصالحة الفلسطينية.
إلى ذلك؛ أكدت المحامية البرغوثي، عبر تصريحها، رفضها لما سمته "حالة التجاهل والتجاوز لإرادة المؤتمر السابع"، مشددة على "رفضها المطلق لتلبية شروط الاحتلال الإسرائيلي بتعيين قادة الحركة والفيتو المفروض على مروان البرغوثي والانصياع لتهديدات (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو"، وفق قولها. وأكدت أن "وجود زوجها داخل الأسر يؤكد على دوره القيادي وقدرته على التضحية وإن كان يحرمه من أي امتياز لكنه لا ينقص من حقه، فهو ليس غائباً ولكنه في مهمه نضالية مقدسة".
وقالت إن "مروان لا يبحث عن منصب أو موقع إذ يكفيه مكانته في قلوب الشعب الفلسطيني"، معربة عن أملها من اللجنة المركزية بصيانة الحركة واحترام إرادة مناضليها وكوادرها والوفاء لهم، كأبناء الحركة وأبناء للشعب الفلسطيني كلٌ في موقعه ومكان تواجده".