واصل المرشحون فى انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين، تقديم أوراق ترشحهم، على مقعد النقيب، و6 أعضاء بمجلس النقابة، المقرر إجراؤها فى مارس المقبل، وترشح على مقعد النقيب مجموعة من المرشحين، فى مقدمتهم يحيى قلاش، النقيب المنتهية ولايته، والكاتب الصحفى عبدالمحسن سلامة، واللذين التقتهما «البوابة» فى حوارين عرضا خلالهما تفاصيل برنامجهما الانتخابى، وردا على الانتقادات الموجهة إلى كليهما.
«قلاش» قال إن ما يتردد عن عدائه للدولة غير صحيح، وأن الخلاف معها أمر طبيعى ووارد، لافتا إلى أن الانتماء الفكرى ليس عيبا، وأضاف: «حققت أعلى ميزانية فى تاريخ النقابة بـ 65 مليون جنيه، وما يتردد عن تسييسها وخطفها من فصيل معين به تهويل ومبالغة كبيرة»، مؤكدا أن ملف الأجور شغله الشاغل، وأنه سبق وأن واجه ضياء رشوان من قبل وخاضا معا منافسة شريفة، مستبعدا أن يفتت ترشحهما «الكتلة الناصرية».
فى المقابل، قال عبدالمحسن سلامة، إن «عواجيز الفرح» يطلقون عليه «مرشح الدولة»، نافيا صحة ذلك تماما، لافتا إلى أن «بدل التكنولوجيا» والرواتب سيزيدان فى عهده، واتهم «مجلس قلاش» بتحويل النقابة لحزب «سياسى ثورى»، وفشل فى كل شيء، مضيفا: «سأدافع عن الصحفيين المحبوسين فى قضايا الحريات، وللقضاء كلمته فى مرتكبى الجرائم».
أكد أن الانتماء الفكرى ليس عيبًا
يحيى قلاش: عدائى للدولة «كذب» والخلاف معها طبيعى
قال يحيى قلاش، نقيب
الصحفيين، إنه قرر الترشح على مقعد النقيب مرة أخرى فى انتخابات التجديد
النصفى للنقابة، المقررة فى مارس المقبل، لاستكمال ما بدأه من خطوات فى
طريق الإصلاح التشريعى والمؤسسى لمهنة الصحافة ونقابتها.
وأشار، فى
حواره مع «البوابة»، إلى أن ملف الأجور من أكثر الملفات التى أعطاها من
جهده ووقته طوال ولايته المنتهية.. وإلى نص الحوار كاملًا.
■ ما السبب الحقيقى لترشحك مجددًا على منصب نقيب الصحفيين؟
- لنستكمل معًا ما بدأناه من خطوات فى طريق الإصلاح التشريعى والمؤسسى لمهنة الصحافة ونقابتها.
■ قلت إن الانتخابات هذه المرة فى سياق مختلف.. ما سبب ذلك؟
-
نعم، فالأيام الحالية تأتى بعد تداعيات العدوان على النقابة، والبعض ينزع
المعركة من سياقها، لكننا أمام واقعة اقتحام النقابة، وهى غير مسبوقة فى
تاريخها، وستكون الانتخابات أول قراءة لتلك الواقعة من الجيل الذى سيقود
المستقبل، والذى عاصرها، وهل سيرفض هذا الجيل العدوان على النقابة، أم أن
معركته قد انتهت؟
■يرى البعض أن النقابة فى عهدك سيطر عليها فصيل معين.. ما رأيك؟
-
الغريب أنه عندما تواجد صلاح عبدالمقصود وممدوح الولى وحمدين صباحى وأسامة
الغزالى حرب فى مجالس النقابات السابقة، لم يقل أحد هذا. أرى أن هناك
تشنيعًا كبيرًا وتهويلًا حدث، خاصة بعد الأزمة الأخيرة للنقابة مع وزارة
الداخلية، وأتساءل: أكان لزامًا علينا أن نلوذ بالفرار ولا نحمى نقابتنا من
العدوان الذى تم عليها؟.. الكرامة الصحفية جزء أساسى من حقوقنا كصحفيين،
ولا بد أن ندافع عنها حتى لو كلفنا هذا حريتنا.
■ما برنامجك الاقتصادى للنهوض بالنقابة؟
-
ملف الأجور من أكثر الملفات التى أعطيتها من جهدى ووقتى طوال فترتى
السابقة، ولن أتوقف عن مناقشة ملف الأجور، خاصة بعد تدنى أجور الصحفيين،
وتبعات القرارات الاقتصادية التى يعانى الصحفيون منها.
■ إجابتك تثير تساؤلًا عن حقيقة اهتمام النقابة فى عهدك بالعمل السياسى ومعاداة الدولة؟
-
الانتماء الفكرى ليس عيبًا، لكن يجب أن يكون هناك تفريق بين العملين
السياسى والنقابى، وأذكر موقفًا أنه فى عام ١٩٣٨ عندما كان يناقش يوسف
الجندى نصًا خطيرًا فى قانون النقابة، كان يتعلق بحظر العمل بالسياسة فى
النقابات، قال كلمته الشهيرة: «نقابة الصحفيين ما ينفعش تحظر فيها السياسة،
فنحن رواد العمل السياسى»، إلا أنه تم حذف تلك الفقرة.
أكرر أن مهمتنا
ليست إرضاء الدولة، ونحن جزء من مؤسساتها، وعلاقتنا بها جيدة، بدليل أن
ميزانية النقابة كانت ٦٥ مليون جنيه فى عهدى، وذلك أول رقم فى تاريخ
النقابة، ولم يسبق للدولة أن أعطته لأى نقيب، وبالتالى الحديث عن وجود عداء
مع الدولة غير صحيح، فالخلاف مع الدولة أمر وارد وطبيعى، وكامل الزهيرى،
نقيب الصحفيين فى السبعينيات، سبق أن عارض السادات عندما أمر بتحويل
النقابة لنادٍ اجتماعى، لكن الأخير تراجع عن قراره بمجرد إقناع الزهيرى له
بأن هذا لن يكون فى صالح الدولة.
■ ما إنجازات النقابة فى عهدك؟
-
الميزانية، والتى أعدها أعلى ميزانية فى تاريخ النقابة (٦٥ مليون جنيه)،
والنادى البحرى بالإسكندرية، والنادى الاجتماعى والثقافى، والشروع فى إقامة
أحدث مركز تدريب على مساحة الدور السادس فى النقابة، كما أن مشروع العلاج
قدم مستوى خدمات جيدًا للأعضاء.
وبخصوص الإسكان، تم الاحتفاظ بقطعة
الأرض الثانية للصحفيين وتسديد ٢٧ مليون جنيه، وأقنعنا الدولة بضرورة
تمسكنا بها، كما تم إعطاؤنا ٤ آلاف وحدة فى مشروع الإسكان الاجتماعى من أصل
٥٠ ألف وحدة مخصصة للنقابات المهنية، وهناك دفعة جديدة لنا فى الإسكان
الاقتصادى.
تعهَّد بزيادة «البدل» والرواتب فى عهده
عبدالمحسن سلامة: عواجيز الفرح يطلقون علىّ «مرشح الحكومة»
قال
عبدالمحسن سلامة، مدير تحرير جريدة «الأهرام»، المرشح على مقعد نقيب
الصحفيين، إنه ترشح من أجل شباب الصحفيين، الذين يعانون أوضاعًا مهنية
ومعيشية صعبة، مؤكدًا قدرته على زيادة بدل التكنولوجيا والرواتب.ورفض
«عبدالمحسن» فى حواره مع «البوابة» إطلاق لقب «مرشح الدولة» عليه، قائلًا:
«هذا كلام خبيث للبقاء فى أوضاع الفشل التى تعيشها النقابة»، واتهم مجلس
النقيب المنتهية ولايته يحيى قلاش بتحويل النقابة لحزب سياسى ثورى، وفشله
فى كل شيء. وتعهد بالدفاع عن الصحفيين المحبوسين فى قضايا الحريات، مضيفًا:
«للقضاء كلمته فى مرتكبى الجرائم». وإلى نص الحوار
■ لماذا اتخذت قرار الترشح على منصب نقيب الصحفيين؟
-
الأزمة العنيفة التى تعانى منها الصحافة المصرية، وتهدد مستقبل الصحفيين،
خاصة أن أوضاعهم الاقتصادية أصبحت متدنية، أريد أن أنقذ المهنة بشكل عام،
والشباب بشكل خاص، بعد أن أغلقت عشرات الصحف أبوابها وشردت الصحفيين
وجعلتهم ينضمون لصفوف للبطالة.
■ يطلق البعض عليك مرشح الحكومة.. فما ردك؟
-
نحن لسنا فى دولة إسرائيل، نحن فى دولة مصر، وفى رأيى هذا كلام خبيث،
مرددوه يرغبون فى بقائنا فى حالة الفشل الموجودين فيها الآن، ومن يطلق عليّ
هذا هم «عواجيز الفرح»، وهى إشاعات للتغطية على فشلهم فى فتراتهم النقابية
التى قضوها دون إنجاز حقيقى.
■ ما برنامجك الاقتصادى للنهوض بالنقابة؟
-
مشروع متكامل لزيادة ميزانية النقابة، بعد انخفاض البدل بنسبة ٥٠ ٪ بعد
تحرير سعر الصرف، فالصحفيون يحتاجون تعويضًا ملائمًا للانخفاض فى الدخل،
وبالتالى لا بد من إيجاد موارد اقتصادية أخرى للنقابة غير مقصورة فقط على
الدعم المقدم من الحكومة، إضافة إلى إقامة علاقات متوازنة مع كل قطاعات
الدولة، بما يحقق مصالح الصحفيين، وحصولهم على حقوقهم المشروعة فى زيادة
رواتبهم، وزيادة عادلة فى قيمة بدل التكنولوجيا، وتوفير كل الخدمات التى
يستحقونها فى المسكن والعلاج وزيادة معاشات الصحفيين بنفس معدل زيادة
البدل، والتركيز على الارتقاء بمستويات التأهيل والتدريب، لتعود المهنة إلى
عصرها الذهبى، وتعود النقابة أقوى مما كانت عليه.
■ البعض يقول إن الحديث عن زيادة البدل والأجور أصبحت شعارات مستهلكة لجذب الأصوات.. فما رأيك؟
-
أنا أستطيع أن أفعلها، ومسئول عن زيادة الأجور والبدل الصحفى، وزيادة
البدل جزء من كل، فلدىّ تصور لإيجاد موارد إضافية للنقابة بشكل محترم تجلب
حقًا طبيعيًا للصحفيين.
■ ما رأيك فى إعادة ترشح يحيى قلاش للمرة الثانية؟
-
لا أحكم على أى زميل، فالرأى للجمعية العمومية، أنا فقط أنتقد أداء وتجارب
فاشلة عاصرناها، هذه التجارب لم تأت بجديد للمهنة، وأراهن على وعى الجمعية
العمومية، وعلى الصحفيين أن يجيبوا عن سؤالين: أين مصلحة النقابة؟، وأين
مصلحة المهنة؟
■ صرحت سابقًا بأن مجلس قلاش اهتم بالعمل السياسى عن النقابى.. ما دلائلك على ذلك؟
-
مجلس النقابة لم يكن موجودًا، ولم ينجز أمرًا حقيقيًا لصالح المهنة، واهتم
فقط بتحويل النقابة لحزب سياسى ثورى، فهناك قانون النقابة رقم «٧٩» لسنة
١٩٧٠ غير الدستورى، والذى يخالف ٤ دساتير لسنة ١٩٧٠ و١٩٧١ و٢٠١٢ و٢٠١٤، ولم
ينجز أى تعديلات فيه. وعند تقييم أداء المجلس فقد فشل فشلًا ذريعًا على كل
الأصعدة الاقتصادية والتشريعية، ولم يقدم أى حلول لها.
■ ما برنامجك لقانون الحريات الصحفية؟
-
أنجزنا قانون التنظيم المؤسسى، والجزء الثانى هو الأهم، لأنه المسئول عن
عمل بيئة تشريعية للعمل، لإلغاء الحبس فى قضايا النشر، ولا بد من إصدار
قانون حرية تداول المعلومات، حتى لا يصبح الصحفى كأنه يشحت معلومة، وله حقه
فى الحصول المعلومات التى يحتاجها لإنجاز عمله، ومحاسبة الذين يمتنعون عن
إعطائه ما يحتاجه من معلومات.
■ ماذا عن قائمة الصحفيين المحبوسين.. هل ستتفاوض بشأن حريتهم؟
-
الصحفيون المحبوسون ينقسمون لقسمين، الأول المحبوسون فى قضايا الحريات،
ولا تنازل عن حقهم، وسنساندهم بكل قوة، والثانى هم من ارتكبوا جرائم لا
علاقة لها بحرية الرأى، وهذا سيكون محله القضاء ليأخذ العدل مجراه.