الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" تحتفي بالفائزين بجوائز معرض الكتاب

الفائزين بجوائز معرض
الفائزين بجوائز معرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: ياسر الغبيري ومحمد نبيل ومروة حافظ و وسام زين الدين
شملت جوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام أسماء عديدة من شباب المبدعين، ما يؤكد أن العام الماضى هو عام الشباب بامتياز فى كل المجالات، منهم من نال الجائزة على عمله الإبداعى الأول كالشاعرين محمد القلينى وأحمد ماجد، ومنهم من له باع ليس بالقليل فى الإبداع مثل هدى حسين ومحمد صلاح العزب، ومنهم من قدم كتابًا علميًا أثرى به المكتبة العربية مثل الدكتور محمد رأفت عباس بكتابه «الجيش فى مصر القديمة».
وتحتفى «البوابة» خلال السطور التالية بهؤلاء الفائزين، بمحاورة بعضهم، وإلقاء الضوء على ما تضمنه أعمال البعض الآخر من إبداع.

كرَّس مجهوده لتاريخ العسكرية المصرية
«عباس»: «الجيش فى مصر القديمة» مساهمة فى تخليد تاريخ أمتنا العظيمة
اختار الدكتور محمد رأفت عباس، من تاريخ مصر القديمة موضوعًا لكتابه الذى فاز بجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب، فرع العلوم الإنسانية، الذى يحمل عنوان «الجيش فى مصر القديمة»، ليكون مادة تسد العجز الملحوظ فى المكتبة العربية التى تفتقر لهذه النوعية من الكتب المتخصصة فى تاريخ العسكرية المصرية القديمة، والذى يقول عنه: موضوع كتابى عن الجيش فى مصر القديمة، وتحديدًا خلال عصر الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية المصرية «١٥٥٠ – ١٠٦٩ ق.م»، وهو العصر الذهبى للحضارة المصرية عمومًا، والعسكرية المصرية القديمة خصوصًا، حيث كانت مصر القوة السياسية والعسكرية الأولى فى منطقة الشرق الأدنى القديم، وامتدت إمبراطوريتها الواسعة من نهر الفرات شمالًا، وحتى الجندل الرابع بالنوبة جنوبًا بفضل الانتصارات الحربية الكبرى التى حققها جيش مصر وملوكها المحاربون، منذ أن تمكن الجيش المصرى من دحر الغزاة الهكسوس خلال نهاية عصر الانتقال الثانى على يد الملك أحمس الأول، ثم التوسع العسكرى شمالًا وجنوبًا بقيادة الملوك الأوائل للأسرة الثامنة عشرة لتكوين إمبراطورية مصر الكبرى.
ويكمل عباس: «هذا الكتاب دراسة مستفيضة عن الجيش المصرى خلال تلك الحقبة، خصصت الجزء الأول للخصائص والشئون العسكرية، والثانى للحروب والمعارك التى خاضها جيش مصر فى سوريا، وفلسطين والنوبة والصحراء الليبية ضد كل القوى والإمبراطوريات المعادية لمصر والمهددة لحدودها المقدسة، وسجل من خلالها انتصارات وأمجاد حربية غيَّرت وجه التاريخ كمعركة مجدو، بقيادة الملك تحتمس الثالث ومعركة قادش ضد الحيثيين بقيادة الملك رمسيس الثانى ومعارك الملك رمسيس الثالث ضد شعوب البحر والليبيين».
وأشار الباحث فى علم المصريات، إلى أن تاريخ العسكرية المصرية القديمة هو القضية التاريخية والفكرية التى قرر أن يُكرس لها كل جهوده العلمية، قائلًا: «قدمت بالفعل للمكتبة الأوروبية فى علم المصريات العديد من البحوث المهمة فى هذا الشأن، التى لاقت استحسان وتفاعل العديد من الباحثين حول العالم، فمنذ ٥ سنوات كنت الباحث العربى الوحيد الذى شارك فى أعمال المؤتمر الدولى الأول للعربات الحربية، الذى عقد فى المعهد الهولندى الفلمنكى بالقاهرة، بمشاركة الجامعة الأمريكية، الذى خرج من خلاله كتاب موسوعى عن العربات الحربية المصرية صدر فى ليدن بهولندا، وتصدر كتب علم المصريات هناك لفترة، ولدىّ بالفعل فى الوقت الراهن العديد من الدراسات المهمة والموسوعية عن التاريخ العسكرى لمصر القديمة، التى ما زلت انتظر نشرها بفارغ الصبر، وفى الواقع كنت أنوى نشرها من خلال سلسلة الجيش المصرى، التى كان يترأسها الراحل الكبير جمال الغيطانى، وأن وفاته حالت دون ذلك، كما أن السلسلة ألغيت مع الأسف.
وأوضح الباحث أن أولى المحاولات لتقديم كتب متخصصة عن العسكرية المصرية القديمة كانت من قِبل العالم الكبير الدكتور عبدالرحمن زكى فى عام ١٩٦٨، ولكنه كان مبسطًا إلى حد كبير، نظرًا لعدم تخصص المؤلف ثم ظهر فى عام ١٩٨٦ ترجمة لرسالة دكتوراه د.أحمد قدرى فى كتاب حمل اسم المؤسسة العسكرية المصرية فى عصر الإمبراطورية، ولكن هذه التسمية جاءت غير دقيقة وغير متلائمة مع محتوى الرسالة العلمية التى كانت عن الحياة الوظيفية لضباط الجيش المصرى فى الحياة المدنية خلال عصر الإمبراطورية، وليس عن الجيش المصرى بشكل بحت، حتى جاء كتابى الجيش فى مصر القديمة بجزائيه، ليعطى صورة كاملة ومتكاملة فى هذا الموضوع الذى يعد إضافة مهمة للمكتبة العربية. وجاءت جائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب لتمثل لحظة عظيمة وفارقة من حياتى، والتى شعرت معها براحة ضمير تسرى بداخلى كباحث استطاع أن يضيف شيئًا فى تخليد تاريخ أمتنا العظيمة.

مؤلف «طواحين الهوا»
«ماجد»: «حداد» و«قاعود» شكَّلا موهبتي فى العامية.. والجائزة شجعتنى على الكتابة
عكس إعلان جوائز معرض الكتاب فى دورته الأخيرة تفوقًا واضحًا لجيل جديد من الشباب المبدعين، والذين أصبح وضعهم بارزًا فى الآونة الأخيرة أكثر عن أى وقت مضى، وظهرت مؤخرًا أسماء لأول مرة فرضت نفسها بقوة على الأوساط الثقافية العربية؛ من بينهم مثلًا محمد ربيع، مازن معروف، عبدالرحمن مقلد، حسن عامر، محمد علاء الدين.
وشهد المعرض فوز الشاعر الشاب أحمد ماجد بجائزة «الكتاب الأول فى مجال الإبداع العربى»، والتى تم استحداثها لأول مرة، وذلك عن ديوانه باللغة العامية «طواحين الهوا»، الصادر عن دار «الدار للنشر»، لصاحبها الفنان التشكيلى محمد صلاح مراد، بالتعاون مع جماعة «إضافة» الأدبية والثقافية لمؤسسها الشاعر والناقد إبراهيم الجهينى فى أواخر عام ٢٠١٦.
يضم الديوان ١٩ نصًا، معتمدة فى الأساس على الصراعات الوهمية اليومية، والهلاوس، والأوهام، التى ربما تجد نفسك تتعرض لها من حين لآخر؛ ومن عناوين النصوص: «لو كان البحر مجاز للعشق»، و«روتين يومى»، «اعترافات لعبة آخر دور». والتقت «البوابة» بالشاعر الشاب، لتشاركه فرحته بالفوز، ولتغوص أيضًا فى عالمه الإبداعي.
بداية، أعرب «ماجد» عن سعادته بالفوز، لافتًا إلى أن «طواحين الهوا» هو ديوانه الأول، الذى استغرقت كتابته عامين ونصف العام، وتدور فكرته الرئيسية حول الأوهام والهلاوس النابعة من صراعات داخلية تنتاب الإنسان؛ مشيرًا إلى أن أهمية الجائزة بالنسبة له تكمن فى أنها أول جائزة يحصل عليها خلال مسيرته الأدبية، معتبرًا إياها حافزًا له للتخلص من توتره بشأن تجربته الشعرية الأولى، وتشجعه أن يقبل على عمل آخر بمنتهى الشجاعة.
وأضاف: «الجوائز الأدبية هى جوائز تشجيعية وتقديرية للكتاب، لكنها ليست مقياسًا للحكم فى إشكالية الكاتب الأفضل، حيث إن الأدب والفن بوجه عام لا يعترف بفكرة الأفضل، فكل كاتب له رؤيته ومنظوره وتجربته الخاصة».
وأوضح أن جنوحه للعامية جاء نتيجة لتأثره بعدد كبير من نصوص شعراء العامية المصريين؛ من بينهم فؤاد حداد، وفؤاد قاعود، مدحت منير، مجدى الجابري. وأهدى نجاحه إلى كل الأشخاص الذين ساعدوه، وبشكل خاص الشاعر إبراهيم الجهينى الذى يعتبره أستاذه؛ حيث كان ينتمى إلى جماعة «إضافة» الأدبية، التى أسسها «الجهينى» بالقاهرة كورشة عمل تشرف على الأعمال الإبداعية للشباب.
وعن رأيه فى فكرة الورش الأدبية ودورها فى إبراز شباب المبدعين، قال إنها مفيدة جدًا فى تعليم تقنيات الكتابة نفسها، وتوسيع رؤية الكاتب وأفقه، وما يعيبها هو قلة التسويق لها.
وقال إن هناك جيلًا جديدًا من المبدعين الشباب نجحوا فى فرض أنفسهم داخل الوسط الثقافى، والمحاولات فى ذلك ما زالت مستمرة، رغم أن تجاهل الشباب ما زال موجودًا، لكن هذا لا ينكر محاولات الشباب العديدة لكسر الحصار المفروض عليهم وفرض ذاتهم وتجربتهم، مؤكدًا أنه لا توجد لديه خطط إبداعية فى الوقت الراهن، فالحديث عن ديوانه المقبل يعد مبهمًا.

تحدَّث عن المطلقة والمتمردة والمقهورة
«العزب» يسلط الضوء على عوالم النساء فى «استوديو ريهام»
مجموعة قصصية تتميز بثرائها وتنوعها، تتناول موضوعات اجتماعية مختلفة، تستعرض تجارب إنسانية، تدور أغلبها حول عوالم النساء، تعكس المجموعة واقعًا ملموسًا، وتكشف عن معاملات محسوسة»، مجموعة «استديو ريهام للتصوير» للكاتب، والسيناريست محمد صلاح العزب، التى فازت بجائزة أفضل مجموعة قصصية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٤٨.
صدرت المجموعة التى تضم ٢٦ قصة تختلف فى حجمها وأماكنها وشخوصها، لا رباط بينها فى مطلع عام ٢٠١٦، عن الدار المصرية اللبنانية.
عوالم إنسانية كانت المرأة هى البطل، والمحرك فى أغلبها، سيدات من مراحل عمرية وخلفيات اجتماعية، وفكرية مختلفة، ولكن قد تكون المعاناة والصعوبات التى تواجه المرأة فى المجتمع، الذكورى الأبوى، هى الرابط بينها.. ففى القصة الأولى بعنوان «أم محمود»، تعرض قصة الزوجة التى يصب عليها زوجها غضبه وثورته من الأوضاع السياسية والاقتصادية الفاشلة، التى تجعله بلا عمل لمدة أيام متواصلة، ويبقى عاجزًا عن أن يفى بالاحتياجات الأساسية لأسرته، من مأكل ومشرب، فعوضًا عن أن يجد حلًا، يصب غضبه وعجزه وثورته على زوجته التى لا حول لها ولا قوة، فتتلقى ضرباته فى صمت وخوف.
يتنقل العزب محاولًا استعراض كم كبير من النماذج النسائية التى يعج بها المجتمع المصرى، فينتقل من تلك المقهورة إلى المرأة المتمردة فى مجموعة «بيت من غرفة واحدة»، التى تدور حول فتاة لها وظيفة ودخل محترم، فهى تعمل سكرتيرة فى شركة أجنبية كما يصفها الراوى والبطل الذى تقيم علاقة معه، وهى تعلم أنها لن تتزوجه، ولكنها تفعل ذلك لأنها تحب النوم معه فى سرير واحد».
نموذج آخر يسلط عليه عزب الضوء فى مجموعته، وهن المطلقات، وتثار حولهن الشكوك فى سلوكهن، وكأنما هى الوحيدة المسئولة عن فشل تلك الزيجة، فى مجموعة «١٠ دقائق فى رأس مدام سماح الطويلة.. المليانة من تحت»، ومن العنوان يستشف القارئ ما يريد القاص أن يقوله، وحجم ما يلقى على المطلقات، ففى رأس مدام سماح تختلط الأمور والمشكلات، من أبسطها إلى أعقدها، أو من تفاهتها إلى أهميتها، دون ترتيب للأولويات، مثل دفع إيجار الشقة، وأقساط السيارة إلى رعاية ابنتها الوحيدة «حبيبة» التى أصبحت تكبر، إلى مضايقات زملائها فى العمل، انتهاءً بالشعيرات البيضاء التى ظهرت فى رأسها وتحتاج إلى صبغة.
وطالما حلت المرأة عنصرًا أساسيًا فى أغلب قصص المجموعة، كان الجنس أيضًا حاضرًا وبقوة، كما فى مجموعة «البلاستيدات الخضراء» و«محطة أتوبيس» وفيها يقول الكاتب: «أنا لست من هذه النوعية، فى إشارة إلى مخرجى الأفلام الجنسية، الذين يهملون بداية الفيلم وقصته، لديك ٤ رجال مع فتاة مميزة بتنورة كاروهات وقميص أبيض مفتوح الصدر كما تحب، و١٠٦٢ كلمة كمقدمة للفيلم، لم أقصر معك، فاصنع فيلمك كما تحب!».

كتابه عن «أنت» فى السرد العربي
«دومة».. المتأمل فى ضمير المخاطب
ربما يتعجب القارئ من عنوان الكتاب الفائز بجائزة معرض الكتاب ٢٠١٧ فى مجال «النقد الأدبى»، والذى جاء بعنوان رئيسى هو «أنت» وآخر مكمل «ضمير المخاطب فى السرد العربى»، لمؤلفه الناقد الأدبى الكبير «خيرى دومة».
من العنوان يستطيع أن يفهم القارئ أن الكتاب يتحدث بأكمله عن مجرد ضمير خطاب، لكن ليس فى اللغة عموما بل فى السرد العربى فقط؛ ما يدفعه للتساؤل حول مدى أهمية تأليف كتاب تقترب صفحاته من ٣٠٠ صفحة عن ضمير خطاب؟
الأمر ليس بهذه البساطة؛ فهذا الضمير فى الخطاب قد يستدعى حالات نفسية وثقافية عديدة، ونستطيع أن نفرق بين الحالة النفسية للمتلقى عندما يحكى أحد له حكاية ويخاطبه فيها مباشرة؛ وبين حكاية يستخدم فيها أسلوب الأنا أو الهو.
قسم «دومة» كتابه لـ٦ فصول، هى «الحديث.. سيرة مصطلح سردى مهمل»، و«المناجاة.. شدو من حديث متصل»، و«طه حسين الراوى المحدث»، و«فن الحديث.. دراسة فى سرد يوسف إدريس»، و«صعود ضمير المخاطب فى السرد المعاصر»، و«أنت ضمير النقمة والسخرية والاحتجاج».
وصدر «دومة» كلا من طه حسين ويوسف إدريس كأحد أبرز من استخدموا ضمير الخطاب هذا، ورأى «حسين» مثالا بارزا على مخاطبة القارئ أو المستمع بضمير المخاطب الصريح، سواء فى كتبه النقدية أو الإبداعية، وهما متشابهان ومتداخلان على كل حال، خصوصا كتابيه القصصيين «المعذبون فى الأرض» و«ما وراء النهر»، حيث يمكن ملاحظة كيف يلعب الكاتب بمصطلح الحديث ويخلقه خلقا جديدا واضعا إياه فى مواجهة مصطلح القصة؛ ومن طه حسين كان الانتقال إلى تلميذه يوسف إدريس.
الكتاب الذى صدر حديثا عن الدار المصرية اللبنانية، استغرق تأليفه وإعداد فصوله سنوات عدة، ويقول مؤلفه فى مقدمته إنه «كتاب مفتوح، سيظل كذلك، ولا أظنه سيكتمل، ولم يكن من الممكن إغلاقه إلا بقرار، وستظل تداعبنى بلا نهاية، فكرة إضافة فصول وزوايا ونصوص جديدة إليه».
بدأت فكرة الكتاب، كما يوضح مؤلفه، أثناء عمله فى أوائل التسعينيات على أطروحته للدكتوراه التى نالها من جامعة القاهرة، بإشراف أستاذه الدكتور سيد البحراوي.
ومن مقدمة الكتاب نقرأ: «لاحظت مع قراءة نصوص القصص القصيرة لتصنيفها، واكتشاف تقاليد الأنواع الأدبية المختلفة فيها، أن هناك ظاهرتين لغويتين بسيطتين، حين تظهران فى النص القصصى فإنهما تشيران بوضوح وباطّراد مُطَمْئِن، إلى توقف حركة السرد، وتصاعد نغمة الغناء، وتعلنان عن إمكانية للتداخل بين نوعين من الأدب يصح أن يلتفت إليهما الباحث».

بعد أن ركض يطوى العالم تحت إبطه
«القلينى»: أكتب لنفسى ولا تشغلنى الجوائز والتكريمات.. وأمامى مشوار طويل
لفت الشاعر الشاب «محمد القلينى» الأنظار منذ الوهلة الأولى، عندما نشر قصائده على موقع التواصل الاجتماعى الـ«فيس بوك» بكتابته التى وصفها المتابعون بالجديدة، وربما تسببت كتابته تلك فى معاداة البعض الآخر من المتابعين له ومنهم من اتهمه بالتجديف الدينى، فقد خلقت قصائده حالة من الجدل التى سرعان ما زاد وهجه بالإعلان عن تولى دار العين طبع ديوانه، وفاز القلينى، بالجائزة الأولى فى الدورة ٤٨ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب عن ديوانه «أركض طاويًا العالم تحت إبطى» الصادر عن دار العين ٢٠١٦ وهو أول دواوينه، الذى لاقى ترحيبا كبيرا من القراء، والمثقفين فور صدوره، إضافة إلى الإشادة من لجنة تحكيم الفصحى تحديدا برئاسة الشاعر عبد المنعم رمضان ذلك الشاعر الذى وصفه بعض المهتمين بالأستاذ مهول المعرفة، ووصفه آخرون بأنه حاسم ومنحاز للإبداع وبعيد كل البعد عن الهوى، التقت «البوابة» بالشاعر الشاب لتغوص فى عالمه الإبداعي.
وقال القلينى إنه بالطبع سعيد بالجائزة رغم أنه لم يعلم إلا صباح اليوم الختامى للمعرض، لدرجة أنه فقد الأمل فى الحصول عليها، مؤكدا أنه لم يكن يعلم أيضا أن اللجنة التى منحته الجائزة تنعقد قبل اليوم الختامى بيوم واحد، مشيرا إلى أن الجوائز عموما ليست معيارا للإبداع، وأن هناك الكثير من الدواوين التى يعتبرها أفضل منه بكثير وكانت أحق منه بالجائزة مؤكدا أن سعادته بالجائزة لن توقفه عن مشروعه الشعرى الذى بدأ فيه خاصة أنه توقف بعد صدور ديوانه لمدة أكثر من ٣ شهور لما سبب له من أعباء ومسئوليات بشأن كتابته المقبلة حيث يخاف ألا تنحسر الروح الشاعرة عند الديوان الأول.
وتابع قلينى، أنه كان يقيس كتابته الجديدة بعد صدور الديوان بمعايير الديوان الأول لكنه اكتشف أن هذا هاجس غير صحيح وأن مشروعه الجديد لا بد له من كتابة مختلفة مغايرة للديوان الأول فى الطرح والأسلوب، ولكنها تظل نابعة من روح محمد القلينى، مؤكدا أنه يكتب لنفسه ولا يشغله الجوائز ولا التكريمات وهذا لا يعنى زهده فيها على الإطلاق ودليله أنه قدم فى تلك الجائزة وسيقدم فى الجوائز المقبلة.
وعند سؤاله عن الحالة التى صنعها ديوانه الفائز بالجائزة وتجلياته التى أثرت فى كل من قرأه؟ قال إن هذا يسعده جدا مع أنه لا يعرف سببا لذلك، وأجاب القلينى على السؤال الذى وجه له عن رأيه فى الكتابات الشابة المتجهة فى الفصحى التى تكتب على غرار نموذج نص «القلينى» فى كتابتهم الشعرية الجديدة وهل يرى أنه من الممكن مستقبلا أن تصبح نصوصه مدرسة شعرية جديدة، خاصة أن كتابته مغايرة للمألوف ومختلفة عن المعهود، قال إنه لا يعلم شيئا سوى أنه يرى نفسه صغيرا جدا وما زال أمامه مشوار كبير لم ينجز منه أى شيء.
وأكد أنه يتعلم من الشعراء الكبار والصغار، وأفاد أنه من الممكن لشاعر ناشئ يكتب لأول مرة أن يصنع دهشة ويحقق وهجا لم يصنعه من سبقوه من الكبار، موضحا أنه يكن كل الحب والتقدير لأصدقائه وقرائه مؤكدا انه يتمنى دائما أن يكون عند حسن ظنهم وأن يقدم لهم ما يشبع ذائقتهم دائما.