تعكس المجموعة القصصية «استديو ريهام للتصوير» للكاتب، والسيناريست محمد صلاح العزب، التى فازت بجائزة أفضل مجموعة قصصية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ٤٨، واقعا ملموسا من خلال ثرائها وتنوعها، خاصة أنها تتناول موضوعات اجتماعية مختلفة، تستعرض تجارب إنسانية، تدور أغلبها حول عوالم النساء، وتكشف عن معاملات محسوسة.
وصدرت المجموعة فى مطلع عام ٢٠١٦، عن الدار المصرية اللبنانية،وتضم ٢٦ قصة تختلف فى حجمها وأماكنها وشخوصها، لا رباط بينها.
عوالم إنسانية كانت المرأة هى البطل، والمحرك فى أغلبها، سيدات من مراحل عمرية وخلفيات اجتماعية، وفكرية مختلفة، ولكن قد تكون المعاناة والصعوبات التى تواجه المرأة فى المجتمع، الذكورى الأبوى، هى الرابط بينها.. ففى القصة الأولى بعنوان «أم محمود»، تعرض قصة الزوجة التى يصب عليها زوجها غضبه وثورته من الأوضاع السياسية والاقتصادية الفاشلة، التى تجعله بلا عمل لمدة أيام متواصلة، ويبقى عاجزًا عن أن يفى بالاحتياجات الأساسية لأسرته، من مأكل ومشرب، فعوضًا عن أن يجد حلًا، يصب غضبه وعجزه وثورته على زوجته التى لا حول لها ولا قوة، فتتلقى ضرباته فى صمت وخوف.
يتنقل العزب محاولًا استعراض كم كبير من النماذج النسائية التى يعج بها المجتمع المصرى، فينتقل من تلك المقهورة إلى المرأة المتمردة فى مجموعة «بيت من غرفة واحدة»، التى تدور حول فتاة لها وظيفة ودخل محترم، فهى تعمل سكرتيرة فى شركة أجنبية كما يصفها الراوى والبطل الذى تقيم علاقة معه، وهى تعلم أنها لن تتزوجه، ولكنها تفعل ذلك لأنها تحب النوم معه فى سرير واحد».
نموذج آخر يسلط عليه عزب الضوء فى مجموعته، وهن المطلقات، وتثار حولهن الشكوك فى سلوكهن، وكأنما هى الوحيدة المسئولة عن فشل تلك الزيجة، فى مجموعة «١٠ دقائق فى رأس مدام سماح الطويلة.. المليانة من تحت»، ومن العنوان يستشف القارئ ما يريد القاص أن يقوله، وحجم ما يلقى على المطلقات، ففى رأس مدام سماح تختلط الأمور والمشكلات، من أبسطها إلى أعقدها، أو من تفاهتها إلى أهميتها، دون ترتيب للأولويات، مثل دفع إيجار الشقة، وأقساط السيارة إلى رعاية ابنتها الوحيدة «حبيبة» التى أصبحت تكبر، إلى مضايقات زملائها فى العمل، انتهاءً بالشعيرات البيضاء التى ظهرت فى رأسها وتحتاج إلى صبغة.
وطالما حلت المرأة عنصرًا أساسيًا فى أغلب قصص المجموعة، كان الجنس أيضًا حاضرًا وبقوة، كما فى مجموعة «البلاستيدات الخضراء» و«محطة أتوبيس» وفيها يقول الكاتب: «أنا لست من هذه النوعية، فى إشارة إلى مخرجى الأفلام الجنسية، الذين يهملون بداية الفيلم وقصته، لديك ٤ رجال مع فتاة مميزة بتنورة كاروهات وقميص أبيض مفتوح الصدر كما تحب، و١٠٦٢ كلمة كمقدمة للفيلم، لم أقصر معك، فاصنع فيلمك كما تحب!».