السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فلانتين الأوفياء.. محمد: "من أين لي بثمن الوردة لأشتريها"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحياء راقية يزينها الأحمر، وأخرى شعبية تحاول اللحاق بركب المحبين.. سماء ممطرة تجود بما في رحمها من خير.. الورود تتباهى فيما بينها بعراقة الأصل والتفاصيل، ودبادييب تتأهب لقطعة السلوفان المعدة للتهادي.. أجواء رومانسية كساها اللون الأحمر خيمت على الأرجاء جعلته شاردا يقول لنفسه: "عذرًا من أين لي بثمن الوردة لأشتريها"؟
"من أين لي بثمن الحلوى لأشتريها" جملة الزهد الشهيرة التي قالها الفاروق عمر بن الخطاب لزوجته، عندما اشتهت بعض الحلوى، فاعتصر قلبه الحزن وقال لها، وهي الجملة التي استعارها صاحب قصة الحب والوفاء عم "محمد" في يوم عيد الحب.
هو محمد توفيق نادر، عمره ٥٥ عامًا، من سكان حي مصر القديمة، صنايعي علي باب الله- حسب جملته، زوج لامرأة مريضة طريحة الفراش منذ 15 عامًا تدعي "هناء"، مصابة بضمور في العضلات، تبلغ من العمر 45 عامًا، بدأ الضمور يتسلل لعظامها شيئا فشيئًا، حتى إنه لم يترك لفرحتها بزوجها إلا بضع سنوات لم تتجاوز الـ5 أعوام.
قارب الرجل على سن الستين، يعمل دباغا، والمهنة لم تعد تؤتي أكلها، مازال يحلم بشفاء حبيبته_ كما وصفها.
يقول عم محمد: أحلم بيوم تتعافى فيه زوجتي وأخرج معها أمام الناس في يوم عيد الحب، نفسي أعوضها عن كل لحظة ألم عاشتها، أحبها كما لم يحب رجل امرأته، لم يؤثر مرضها على صورتها في عيني للحظة، دومًا أراها الجميلة التي كانت تملأ الأرض حيوية وأنوثة حتى بعد مرضها ونحالة جسدها وعظامها.
ويتابع: أقوم بكل أعمال المنزل بدلا منها، فهي بركة البيت وهذا يكفي، وهي أمي وزوجتي بل هي طفلتي المدللة حيث لم يكتب لنا الله أن نرزق بأطفال.
"تشخيص الأطباء الخاطئ كان سببًا في هذا الكابوس المزعج الذي نحياه، لكن كلانا راضٍ، ويكفي أن أنفاسها تحاوطني ويكفيني منها فقط الدعاء وحديث النظرات"، جمل تساقطت معها دموع تشبة اللآلئ.
وتتابع الدموع انتصارتها على قوى الرجل فيقول: أنفقت كل ما لدي على العلاج.. نعيش بالكاد، وودت اليوم لو جمعت لها ورود الأرض ووضعته تحت قدميها، ولكن من أين لي بثمن الورد؟ ونحن ندبر طعامنا بالكاد، لذا أتمنى أن تقبل اعتذاري على التقصير، كما أتمنى أن يمن ربي عليها بالشفاء.