ليس فقط غلاء الأسعار، وضيق الرزق هما أسباب التشرد وسكن العشرات للأرصفة
بل أحيانا الأمطار التى تؤدى لأنهيار المنازل والبيوت وأحيانا غلاء الأيجارات وعدم
القدرة على تحمل نفقات الكهرباء والمياه تؤدى لإتخاذ أشخاص قرارات بالسكن في
الطرقات والأرصفة.
وقد رصدت"البوابة نيوز" أزمة الفئات المهمشة
أو"المشردون" أو"سكان الأرصفة والطرقات" من خلال رصد حقيقة
التشرد وسكن الأرصفة وأسباب اختيارهم للطرقات ومبررات اتخاذهم لها مكانا للمعيشة
بالأضافة لنجاح البوابة في رصد "حالات واقعية" بمحافظة أسيوط كنموذج حى
للظاهرة ورصد لأبرز أماكنهم بأسيوط ومعوقات إيجاد حلول جذرية لعشرات المشردين
بمراكز ومحافظة أسيوط كالآتى:
في البداية،يقول العم "سيد.م.أ" 50 عاما، مقيم برصيف أسفل كوبري
محطة أسيوط وأسرته 3 أفراد وتنتظر العمة "شيماء" مولودها الجديد خلال
الـ"يومين دول" على حد تعبيرها، حيث قال:أن مسكنه بطريق الأيجار بمنطقة
"غرب البلد" قد سقط بفعل الأمطار الأخيرة التى ضربت عدد من المحافظات
منها محافظة أسيوط،ولغلاء أسعار الأكل والشرب وفواتير الكهرباء والمياه وأنا لا
أتقاضي سوى معاش 450 جنيها وجدت نفسي غير قادر على استئجار أى وحدة أو حتى غرفة
فأقل أوضة دلوقت تدفع 350 جنيها بسبب ظروفي، ولو أصحاب المنزل أولاد حلال
"على حد تعبيره".
وأكد أن أسرته تتكون من زوجته تدعى "شيماء.م "وابنته
4 سنوات وتدعى"رحمة.م.أ" وينتظران وليدا جديد خلال 7 أيام تقريبا.
وقالت الطفلة "رحمة" للمهندس ياسر الدسوقي محافظ
أسيوط "نحن عايزين أوضة ننام فيها بدال الشارع.
وعن المضايقات التى يوجهونها خلال سكن الرصيف قالت الزوجة
"شيماء محمد" أننا نشعر في البداية بأننا بلا قيمة، فالأنسان ينظر
للحيوان سواء أكان كلبا أو قطة ثم يلتفت بعيدا أما نحن تترقبنا أعين الناس وتتمعن
ومنها تتفحصنا المارة ليل نهار، وتدقق وكأننا آفات أو أمراض وينظرون إلينا كأننا
لصوص بخلاف أننا غير قادرين على إغماض عينى للنوم إلا عقب الـ 2 ليلا،عندما تخف
الرجل "على حد تعبيرها" والاستيقاظ قبيل الساعة 6 صباحا قبيل كثرة
الحركة، بخلاف جلوسنا بمظهر متسخ ومواجهتنا للصقيع والبرد وضغوط الشرطة والملاحقات
الأمنية لعدم حصولنا على الموافقات بالإقامة في الشارع، وكأن الحكومة تستكثر
علينا"حتى الشارع ".. متوجهة بيدها لأعلى قائلة: "حسبي الله ونعم
الوكيل"!!
وعرفت الدكتورة "مروة عبداللطيف"
جامعة 6 أكتوبر سكان الأرصفة لـ "البوابة نيوز": أن سكان الأرصفة، هم
أناس متشردون لا يمتلكون مسكن مناسب، تستوجب إطلاق لفظ "حالة إنسانية
"تعتبر دون المستوى الملائم في المجتمع وكونه مشردا يستوجب ضرورة اتخاذ كل
الجهات المعنية إجراءات لمساعدته وتقديم يد العون له ليحيا حياة كريمة، وغالبا ما
يكون هذا الشخص قد وقع ضحية للظروف.
وعن روشتة النظر لهؤلاء المهمشين، قال"محمد
محمود" ضابط شرطة حقوق الأنسان بمديرية أمن أسيوط: أنه على الحكومات تخصيص
موارد تكفى لتأمين المسكن المناسب فهو حق لكل المواطنين، وعلى البرلمان سن قوانين
مناسبة وعلى الأجهزة التخطيط الفعال مشيرا أن: وجود مثل هذه الحالات المهمشة يدل
على التوزيع غير العادل للمساعدات المالية التي تخصصها الحكومة لحل مشاكل السكن.