واصل الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم جوالاته الميدانية، اليوم الإثنين، بالمدارس للاطمئنان على انتظام العملية التعليمية، في اليوم الثالث لانطلاق الفصل الدراسي الثاني، وتفعيل مبادرة "أسبوع الانضباط داخل المدارس".
وتفقد الوزير مدرسة القاهرة الفنية المعمارية بنين، حيث حرص الوزير على الاطلاع على ما ترتب من زيارته للمدرسة فى الفصل الدراسي الأول بعدما أبدى الوزير الهلالى الشربينى ملاحظاته على مسرح المدرسة، والذى وصفه بأنه عبارة عن مخزن كراتين، وأيضًا ملاحظته على مكتبة المدرسة وعدم ربطها ببنك المعرفة.
واستعدت إدارة مدرسة القاهرة الفنية المعمارية لاستقبال وزير التربية والتعليم من خلال تنظيف المدرسة وفرش السجاد بمدخلها وتعليق صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلى المبنى، كما تم وضع لوحة رخامية على مبنى مسرح المدرسة لافتتاحه.
وعن المسرح، قال عدد من معلمى مدرسة المعمارية: تم تجهيز مسرح المدرسة وتم صرف 80 ألف جنيه لإعادة تطويره وافتتاحه من قبل الوزير، لافتين إلى أن المبالغ التي تم صرفها على تجهيز المسرح لم تتكلف المدرسة أو الوزارة أية أعباء مالية، وإنما تم تجهيزه بالجهود الذاتية ومساهمة المجتمع المدني ورجال الأعمال.
ووصل موكب وزير التربية والتعليم إلى مقر المدرسة فى تمام الساعة الثامنة صباحًا، في زيارة استمرت قرابة الساعتين، حيث حضر الوزير طابور الصباح وتحية العلم مع الطلاب وسط حراسته الخاصة وقيادات التربية والتعليم.
وألقى الوزير الهلالى الشربينى كلمته خلال طابور الصباح والإذاعة المدرسية، مشيرا إلى أنه زار المدرسة الفنية المعمارية بدار السلام في الفصل الدراسي الأول، وأنه حرص على زيارة المدرسة مرة ثانية بعد أن تم الاتفاق على إعادة تجهيز المسرح، وأشياء أخرى داخل المدرسة منها ربطها ببنك المعرفة المصرى، قائلا: "مسرح المدرسة كان عبارة عن كارتون ورق.. ولكن الآن بمجرد دخولي للمدرسة أري جهودا بذلت لإعادة المسرح وتجهيزه".
وقال وزير التعليم في تصريحات صحفية ردًا على عدم زيارته لجميع المدارس المحيطة بالمعمارية والتى تكون حالتها سيئة للغاية: "لو أنتوا افترضوا إن فيه 53 ألف مدرسة الوزير لازم يزورهم، دا غير معقول لا يقبله عقل على الإطلاق، أنا مقدرش أزور 53 ألف مدرسة موجودين فى مصر، أنا وزير وعندى التزامات أخرى".
وأوضح الهلالى أن مبادرة أسبوع الانضباط، أطلقتها الوزارة بالاشتراك مع عدة جهات، وهذا الأمر ليس انضباطًا لمدة أسبوع فقط، وإنما رسالة لـ21 مليون طالب و2 مليون معلم وإدارى بأن يكون الانضباط رسالة للمجتمع أجمع، وأن يكون منهجا فى الحياة، قائلا: "يجب أن الانضباط فى جميع نواحى الحياة، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تكون قدوة فى ظل المشروعات الكبيرة التى تقوم بها الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى".
وأضاف الهلالى أن التعليم الفنى هو قاطرة التنمية فى المجتمع.
وعقب انتهاء طابور الصباح تفقد وزير التعليم بمرافقة جميع قيادات التعليم بمحافظة القاهرة ومدير إدارة البساتين التعليمية، مكتبة المدرسة الفنية المعمارية بدار السلام، وتحاور الوزير مع مشرفة المكتبة، حيث قالت مشرفة المكتبة خلال حديثها مع وزير التعليم: تم إدخال الإنترنت للمدرسة بالإضافة إلى أن يوجد ١٤ طالبًا قد شاركوا فى مسابقة القراءة الحرة.
وعرض مسئولو المكتبة على وزير التربية والتعليم بعض المجهودات الخاصة بهم داخل المدرسة من بينهم رأس توت عنخ آمون، والذي تم تكوينه من اللمبات الكهربائية.
وبمجرد خروج الوزير من المكتبة، استقبلته عاملات النظافة بالزغاريد، ولاحقوا الوزير وقيادات التعليم المرافقين له، لمطالبته بالنظر فى مسألة تثبيتهم، إلا أن الوزير أكد لهم أنه لا يوجد أى تثبيت الآن.
وقالت عاملات النظافة بمدرسة الفنية المعمارية بدارالسلام لـ" البوابة": "إنهن يعملن بالعقود والتى تبدأ من ٢١٢ جنيهًا حتى ١٠٠٠ جنيه".
وقالت كل من سعاد محروس وهويدا عبدالمنعم وهدى شعبان، العاملات المتضررين: إنهن يعملن منذ العام ٢٠٠٨ وحتى الآن لم يتم تثبيتهن، مؤكدات أن عددهن على مستوى إدارة البساتين يصل إلى أكثر من ١٥٠ عاملة وحتى الآن لم يتم تثبيتهن، وأضافن أن بعضهن يعملن بالأجر منذ 10 سنوات ويحصلن على 300 جنيه شهريًا.
وافتتح وزير التعليم مسرح المدرسة الفنية المعمارية، وقامت إدارة المسرح بعرض فيلم تسجيلي للوزير تصدرت صورته عبر شاشة جهاز البروجيكتور.
وشهد حفل الافتتاح عطلًا فى جهاز شاشة البرجوكتور أثناء العرض مما أدى لإغلاق ستارة المسرح.
وحاولت مديرة المديرية التعليمية بمحافظة القاهرة إنقاذ الموقف بإلقاء كلمة أمام الوزير الذى جلس منتظرًا إصلاح العطل.
وقالت فاطمة خضر وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بالقاهرة: إن هناك تعليمات بصيانة جميع المسارح وتشغيلها من جديد، موضحة أن هناك اتجاهًا لافتتاح مسرح آخر فى مصر الجديدة، مؤكدة أن المشاركة المجتمعية هى من تساهم فى صيانة هذه المسارح.
وأضافت أن محافظة القاهرة حصلت على 13 مركزًا متقدم العام الماضى فى نتائج الثانوية العامة، إضافة إلى التعليم الفنى، وهناك جهد مبذول لتطوير المنظومة التعليمية.
من جهته ألقى وزير التعليم كلمة فى مسرح المدرسة، قال فيها: إن هناك مكونًا رئيسيًا لدى الوزارة متمثل فى إعادة الأنشطة للمدارس، مشيرا إلى أنه تم افتتاح مسرح المدرسة الخديوية الثانوية بالسيدة زينب أمس الأحد، واليوم تم افتتاح مسرح المدرسة المعمارية، مضيفًا أن الأنشطة تعمل وتفعل بالمدارس.
وأوضح الهلالى أن التعليم الفنى يحظى باهتمام من القيادة السياسية على رأسهم رئيس الجمهورية، مؤكدًا أنه لا بد أن يكون التعليم الفنى مبنى على ربط الطالب بسوق العمل، مشيرًا إلى أن سياسة تطوير التعليم الفنى فى الوزارة هو ربطه بالمهارات الحياتية، مؤكدًا أنه سيتم تطوير من 50 إلى 70% من المدارس الفنية خلال 4 سنوات وربطها بالسوق، كما أن هناك 50 مدرسة بها مصنع، وهذا الرقم مرشح ليصل إلى 200 مدرسة بنهاية 2018.
ولفت الوزير الى أنه بجانب تطوير التعليم الفنى لا بد من التركيز على الأنشطة لكونها تعمل على تنمية شخصية الطالب، موضحًا أن هناك ما يقرب من 200 مسرح جار تأهيلهم، كما أنه لا بد وأن يكون للمسرح خطة خلال الأسبوع أو الشهر لتحويل المسرح والمدرسة فى مركز إشعاع.
وأكد هانى كمال، مدير إدارة النشاط المسرحى بقطاع الأنشطة بوزارة التعليم، أن هناك 200 مسرح علي مستوى الجمهورية يعانون من الإهمال فعليا، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا مبذولة من جانب الجميع سواء الوزارة أو المجتمع المدني أو مجالس الأمناء لتجهيز تلك المسارح، موضحًا أن هناك عددًا كبيرًا من المسارح الآن جاهزة للافتتاح من قبل وزير التربية والتعليم.
وأضاف كمال خلال كلمته فى افتتاح مسرح المدرسة أمس، أن الأنشطة المدرسية بالفعل كانت تعاني من التهميش على مدار عدة سنوات ماضية، مؤكدًا أن فتح الوزارة أبواب مشاركة المجتمع المدني ومجالس الأمناء يعني أننا نسير على الطريق الصحيح.
وأكد كمال أنه سيرسل فاكسًا لجميع الإدارات التعليمية لمطالبتهم بإرسال خطة الأنشطة داخل كل مدرسة لمتابعة كيفية تفعيل الأنشطة داخل المدارس.
ووجه كمال الشكر لوزير التعليم على رعايته للأنشطة واهتمامه بإعادة افتتاح المسارح المدرسية بعد إعادة تجهيزها، حيث قال للوزير نصا: "شكرًا يا معالى الوزير على حضورك لافتتاح المسرح.. وكل جوالات وزيارات سيادتك للمدارس فى ميزان حسناتك".
وعقب انتهاء الفقرة الغنائية التى قدمها طلاب صغار السن بمدرسة الزهراء والتى استعانت بهم مدرسة المعمارية لتقديم عرض غنائي أمام وزير التعليم بمسرح المدرسة المعمارية، طالب كامل سعيد كامل رئيس اتحاد طلاب مدرسة المعمارية الفنية بدار السلام بتوجيه رسالة إلى الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، فتحدث رئيس اتحاد طلاب المدرسة عبر الميكروفون، موجها حديثه للوزير، قائلا له: "لو سمحت اهتم بالتعليم الفنى شوية زيادة"، مؤكدًا أن الوزارة لا تولى اهتمامًا بالتعليم الفنى مثلما تفعل مع طلاب الثانوية العامة، وقال الطالب للوزير: "أنا كنت خايف أتكلم بس انت سمحت لى".
وأشار الطالب خلال رسالته لوزير التعليم إلى أن الوزارة لم تتمكن من السيطرة على الغش الجماعى بالتعليم الفنى، قائلا إن هناك تمييزا بين الثانوى العام والثانوى الفنى قائلا: "أنا لو مشيت فى الشارع وحد سألني انت بتدرس أيه هتكسف أقوله تعليم فنى".
وقال الطالب لوزير التعليم: لماذا كان هناك تمييز بين طلاب الثانوية العامة والفنية فى نظام البوكليت؟ ولماذا لم يطبق على طلاب التعليم الفنى هذا العام كما يطبق على طلاب الثانوية العامة؟
ورد وزير التعليم، على كلمة الطالب، قائلا: "أؤكد مرة أخرى أن التعليم الفنى قاطرة المستقبل، ولم أقل هذا الكلام مجرد مجاملة أو حديث فى مناسبة، ولكن التعليم الفنى يحظى باهتمام بالغ من قبل القيادة الساسية، مشيرا إلى أن التعليم الفنى يأخذ حقه كاملا من اهتمام الوزارة، داعيًا جميع الطلاب للالتحاق بالتعليم الفني، وقال: "أتوقع أن الطلاب الذين سيحصلون هذا العام على الشهادة الإعدادية سيلتحقون بالتعليم الفنى".
وأضاف الهلالى أن الوزارة تدرس مع وزارة التعليم العالى فتح المجال أمام الطلاب المتميزين من التعليم الفنى لاستكمال دراستهم العليا بالجامعات، بالماجستير والدكتوراة.
وقال الوزير خلال رده على الطالب: "إن أغلب طلاب الشهادة الابتدائية سوف يلتحقون بالتعليم الفنى".
وأوضح أن هناك تطويرًا جاريًا للمدارس الفنية المتطورة والذى يعد مجموعها أعلى من مجموع الثانوية العامة، وبدأنا فى تطوير مجمعات المدارس الفنية كالمجمعات التكنولوجية بالأميرية بأسيوط الفيوم والسويس وبورسعيد.
وعن نظام امتحانات البوكليت، قال الوزير فى رده إن تطبيق نظام البوكليت يحتاج لتدريب المعلمين أولا على كيفية التعامل معه، وبالتالى فإن الوزارة وضعت تركيزها على تطبيق نظام البوكليت على طلاب الثانوية العامة هذا العام، ثم يتم التوسع فيه وتعميمه على باقى مراحل المنظومة التعليمية لتحقيق العدالة والشفافية بين الطلاب.
وفى ختام الجولة فتحت مدرسة المعمارية الفنية بدار السلام أبوابها على مصرعيها لتسريح الطلاب عقب انتهاء زيارة الوزير، قائلين لهم: "روحوا"، كان ذلك فى تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا مع ختام جولة الوزير ولم يكن قد تم انتهاء اليوم الدراسي.
وعلق بعض أولياء الأمور فى تصريحات خاصة قائلين إن الطلاب فى المدرسة قد أصيبوا بحالة نفسية محبطة بسبب عدة أمور أهمها عدم التحاقهم بالجامعات وعدم المساواة بينهم وبين طلاب التعليم الفنى، بالإضافة إلى أن كامل سعيد رئيس اتحاد طلاب مدرسة المعمارية الفنية أكد أنه يتلقى شكاوى من الطلاب تفيد بأن لا أحد يقوم بشرح المناهج داخل الفصول.