تحل اليوم ذكرى وفاة المؤلف الموسيقى والكاتب المسرحي الألماني "ريشارد فاجنر" الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 13 فبراير 1883، يعتبر فاجنر من أهم الموسيقيين في العصر الرومانسي في القرن 19 والذي سيطر على النصف الأول منه "بيتهوفن" وسيطر "فاجنر" على النصف الأخير منه، واشتهر بطموحه المذهل وقسوته واعتباره نفسه قسا لكنيسة الفن بعد بيتهوفن، جمعته صداقة كبيرة مع الفيلسوف الألماني "شوبنهاور" والذي بدوره عرفه على تلميذه الشاب "نيتشه" والذي جمعته مع "فاجنر" صداقة دامت على مدار 20 عامًا اعتبر فيها الشاب "نيتشه" الموسيقار العجوز "فاجنر" مرآة عاكسة لفلسفته، الى ان انقلب عليه "نيتشه" واعتبره سببا في انحطاط الذوق الحسي في ألمانيا، ويرجع بعض الدارسين ذلك الى ان "فاجنر" كان يهدف من موسيقاه هدم الموروثات الثقافية الدينية التي اتسمت بالجمود، ولهذا جمعته صداقة مع "نيتشه" الى أن أطلق "فاجنر" أوبرا "البارسيفال" وهو عمل فني مستوحى من النصوص المسيحية كمحاولة توبة أو تكفير للخطايا، وقد شهدت "أوبرا البارسيفال" الضوء أخيرا، رغم أن العروض الأولى استقبلها مشاهدون متحمسون وصحفيون من كل أنحاء العالم، كانت هناك هجمات مريرة في الصحافة – في مشواره الفني على الأرجح تعرض فاجنر لنقد أكثر من أي مؤلف آخر – مما أدى إلى تراكم الديون الهائلة عليه ووقف المهرجان وقلة حضور الجماهير، وقد أثرت كثرة صراعاته وسنه المتقدمة على صحته، فقبل عام 1880 حيث كان يؤلف "بارسيفال" رغم تعرضه لسلة من الأزمات القلبية وإصابته بالطفح الجلدي، ورغم ذلك أشرف على العرض الأول ل "بارسيفال" في مهرجان بايرويت عام 1882، في سبتمبر من ذلك العام ذهب إلى "البندقية" بإيطاليا بحثا عن العلاج. في 11 فبراير 1883، بدأ مقال أطلق عليه "عن الأنوثة في الطبيعة البشرية". في منتصف الصفحة الثانية، بعد كتابة كلمات "الحب-مأساة"، أصيب بأزمة قلبية مميتة. جلست زوجته وحيدة إلى جانب جثمانه حتى اليوم التالي حيث دفن في حديقة فيلا فاهنفريد في بايرويت بإيطاليا.
ثقافة
اليوم.. ذكرى وفاة فاجنر قس كنيسة الموسيقى
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق