يجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، اليوم الإثنين، جلسة مباحثات مع نظيره اللبناني العماد ميشال عون.
وتأتي المباحثات في إطار العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وحرص القيادتين السياسيتين على دفعها، ومنحها الزخم اللازم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين، فضلا عن اهتمامهما بتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن تتناول المباحثات (المصرية - اللبنانية)، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وبحث التحديات التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع بسوريا وليبيا واليمن وفلسطين، والتعاون في مكافحة الإرهاب.
كما تشهد تشكيل مجموعة عمل من الجانبين لمواجهة التحديات الإقليمية في إطار تعميق التعاون الأمني بين البلدين.
وسيتم بحث عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، والتأكيد على أهمية التوصل إلى حل سياسي ينهى معاناة الشعب الشقيق، ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري.
وتستحوذ القضية الفلسطينية على جزءٍ مهم من المباحثات، حيث يتم التباحث بشأن سبل كسر الجمود في الموقف الراهن، والعمل على استئناف المفاوضات وفقًا للمرجعيات الدولية، ووصولا لتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن المقرر أن تشهد المباحثات الموقف في ليبيا، والتأكيد على أهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية وأبرزها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلى مساندة الحل السياسي وصولًا إلى تحقيق الأمن والاستقرار للشعب.
كما تتطرق إلى الأوضاع في العراق وتوافق الرؤى على أهمية دعم جهود الحكومة العراقية للتغلب على التحديات التي تواجهها بما يعزز أمن واستقرار العراق، ويدعم التوافق الوطنى بين مختلف أطياف الشعب العراقي.
ومن المقرر أن يتوافق الجانبان على تكثيف التنسيق والتشاور على مختلف المستويات السياسية والأمنية بين البلدين تجاه الأزمات الإقليمية وتعزيز دور المؤسسات العربية كمدخل رئيسي لمعالجة أزمات المنطقة، والتأكيد على التضامن العربى قبل انعقاد القمة العربية فى 29 من مارس المقبل، فى "البحر الميت" بالأردن.
وسيتم بحث تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين، وإعادة تفعيل اللجنة المشتركة العليا التى يرأسها رئيسا حكومتى مصر ولبنان، وتنشيط اللقاءات بين وزراء الدولتين، وتكثيف التعاون السياحى والاقتصادى والصحى والتربوى.
كما يستحوذ مجال تنمية العلاقات الاقتصادية على جزء كبير من المباحثات، والانتقال إلى مرحلة تؤسس إلى آفاق أكثر تميزًا في مستوى العلاقة الاستراتيجية بين البلدين.
ومن المقرر أن يشهد الرئيسان، توقيع عدد من اتفاقيات التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية، إضافة إلى زيادة الاستثمارات المتبادلة.
وترتبط مصر ولبنان بعلاقات اقتصادية قوية، حيث استطاعت اللجنة "المصرية –اللبنانية" المشتركة العليا، تعزيز ودعم حركة التجارة بين البلدين.
ووفقًا لتقرير صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات، تم عقد أول صفقة تصديرية بتاريخ يونيو 2016، فى إطار مبادرة "مصر لبنان إلى أفريقيا"، من خلال التعاقد على تصدير 60 كونتيرا من السيراميك المصرى إلى أوغندا، وذلك بعد إنشاء الشركة المصرية اللبنانية لدعم التصدير المصرى لأفريقيا.
كما تم عقد الاجتماع الأول للمنتدى (المصرى- اللبناني) للتعاون فى أفريقيا، وتم الاتفاق على وضع خطة تحرك مشتركة على مستوى الدبلوماسية الشعبية والمشروعات التنموية فى دول القارة الأفريقية.
وفي أبريل 2016، انضمت لبنان وفلسطين لاتفاقية "أغادير"، والتى تضم كلا من مصر وتونس والمغرب والأردن خلال الاجتماع الثالث للجنة وزراء تجارة دول أغادير (الاتفاقية العربية المتوسطية للتبادل الحر).
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان حوالي 800 مليون دولار.
وهناك تفاهمًا كاملًا بين الحكومتين المصرية واللبنانية، وبين ممثلي الوزارات المعنية حول القضايا المتعلقة بمجالات الاستيراد والتصدير بين البلدين.
وتسعى حكومتا البلدين إلى تنشيط الصادرات وزيادة حجم الصادرات والواردات إلى أكثر من مليار دولار خلال المرحلة المقبلة، والعمل على تسهيل الإجراءات الحكومية، وإزالة المعوقات التي تواجه رجال الأعمال.
وتتمثل أهم الصادرات المصرية إلى لبنان في "الأدوية البشرية والبيطرية"، حيث تستورد الأخيرة مستحضرات طبية بنحو 1.2 مليار دولار سنويًا من جميع دول العالم.
وتم إبرام اتفاق مؤخرا من خلال جمعية الصداقة "المصرية اللبنانية" مع عدد من شركات الأدوية اللبنانية، بأن تكون أولوية الاستيراد من الخارج للمنتجات المصرية، مع حصول المستوردين اللبنانيين على المستحضرات المصرية بأسعار مميزة، خاصة أن صناعة الأدوية في لبنان محدودة للغاية، وتغطي نحو 5% من احتياجات السوق المحلية.
كما تهتم الشركات اللبنانية أيضًا باستيراد المنتجات المصرية وعلى رأسها، "الأرز والخضراوات والفاكهة والمناديل الورقية وورق التواليت والخبز والمكرونة والألبان والجبن والعصائر" بالإضافة إلى المنتجات الصحية مثل "الشامبو والجيل والصابون".